فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
دعا وفد برلماني مغربي يزور كولومبيا، أمس الأربعاء، الى تعاون أكثر كثافة بين البرلمانين المغربي والكولومبي من أجل المساهمة في إرساء شراكة استراتيجية حقيقية بين البلدين.
وأجرى الوفد المغربي، الذي يضم أمين مجلس المستشارين، أحمد لخريف، وزهور الوهابي وسمير عبد المولى، عضوي المجلس، أنشطة مكثفة خلال اليوم الثاني من زيارته إلى بوغوتا (26-28 مارس)، حيث عقد مباحثات مع رئيس مجلس النواب الكولومبي، أليخاندرو تشاكون، وكذا مع رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ، على التوالي أناتوليو هيرنانديز لوزانو وخايمي إينريكي دوران باريرا.
وخلال هذه المباحثات، التي جرت على الخصوص بحضور سفيرة المغرب بكولومبيا، السيدة فريدة لوداية، أوضح السيد لخريف أن زيارة الوفد البرلماني المغربي، الذي يضم أيضا نائب رئيس مجلس المستشارين، عبد القادر سلامة، إلى كولومبيا تندرج في إطار مشاركة المغرب في الجلسة العمومية الدورية لبرلمان الانديز (الذي يتخذ من بوغوتا مقرا له) وتخليد الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وكولومبيا.
ودعا في هذا السياق إلى الاستفادة من هذه التظاهرة من أجل إعطاء زخم جديد للتعاون الثنائي عبر توسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات أخرى خدمة لمصالح الشعبين المغربي والكولومبي.
وأضاف السيد لخريف أن برلماني البلدين مدعوان الى استكشاف محاور تعاون جديدة في مختلف القطاعات تتجاوز المجالات التي تشملها الاختصاصات التقليدية للبرلمانين، داعيا المؤسستين التشريعيتين الى المساهمة في إرساء تعاون مربح للجانبين في مجالات الطاقات المتجددة والسياحة والتربية، عبر وضع خارطة طريق “واضحة ودقيقة”.
وسلط الضوء على قيم الديمقراطية والانفتاح والسلام التي يتقاسمها المغرب وكولومبيا، قائلا إنه حان الوقت لتعزيز العلاقات الثنائية من خلال تفعيل مشاريع تعاون ملموسة.
وذكر السيد لخريف بالأهمية التي يوليها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للتعاون جنوب-جنوب، مبرزا في هذا السياق رغبة المملكة في تعزيز علاقاتها مع كولومبيا ومختلف دول المنطقة في كافة المجالات.
وقال إن الحضور القوي للمغرب في المنتديات البرلمانية لأمريكا اللاتينية يبرز تصميم المملكة على إعطاء زخم جديد لعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها مع بلدان المنطقة، مشيرا إلى ان البرلمانيين المغاربة سيتعين عليهم حضور مختلف الجلسات العمومية لبرلمان الأنديز، حيث تتمتع المملكة بوضع الشريك المتقدم.
وأطلع المسؤولين البرلمانيين الكولومبيين على أحدث تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة بعد انعقاد المائدة المستديرة الثانية، مثمنا موقف الكونغرس الكولومبي الداعم للوحدة الترابية للمغرب والمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها حلا سلميا للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
من جهتها، شددت السيدة الوهابي على ضرورة الاستفادة من تخليد الذكرى ال 40 لإقامة العلاقات المغربية الكولومبية من أجل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي في المجالات التشريعية والاقتصادية والتجارية، التي تبقى برأيها دون مستوى العلاقات الممتازة بين الرباط وبوغوتا.
وطالبت في هذا الإطار المؤسسات التشريعية بالبلدين بإعداد مخطط عمل مشترك في المجالات ذات الاهتمام المشترك كحقوق الانسان وتسوية النزاعات والهجرة ومكافحة العنف ضد المرأة.
وسلطت الضوء على اهمية الديبلوماسية البرلمانية في التقارب بين الشعوب والثقافات، مقترحة تكثيف تبادل التجارب الناجحة في المجالات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، قدم السيد عبد المولى لمحة عن الاختصاصات التي خولها دستور 2011 للبرلمان المغربي، مسلطا الضوء على ارادة المؤسسة التشريعية المغربية في تعزيز التعاون مع نظيرتها الكولومبية في مختلف المجالات.
كما شدد على ضرورة استفادة البلدين من الفرص الضخمة للتعاون في مجالات مختلفة كالمبادلات التجارية والبنيات التحتية، معتبرا ان البلدين، بالنظر إلى موقعيهما الجغرافيي ن، يمكنهما ان يشكلا نموذجا ناجحا للتعاون جنوب-جنوب.
وفي كلمة بالمناسبة، أبدى السيد تشاكون الاهتمام الدائم لكولومبيا ومختلف مكونات الكونغرس الكولومبي بالعمل على تعزيز التعاون مع المغرب، مبرزا إعجابه بالإصلاحات التي باشرها المغرب في العديد من المجالات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي الاصلاحات التي مكنت من وضع المملكة على سكة الحداثة والديمقراطية والتنمية.
وثمن تطابق وجهات نظر البلدين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مجددا التأكيد على استعداد مختلف مكونات مجلس النواب الكولومبي للمساهمة في تعزيز التعاون مع المملكة في مختلف المجالات.
وشدد رئيسا لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الكونغرس الكولومبي على الأهمية التي يوليها برلمان بلادهما لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع المملكة، داعيي ن الى الاستفادة من الذكرى ال 40 لإقامة العلاقات الديبلوماسية من أجل إبرام اتفاقات تعاون ثنائية.
وأبديا التزام الكونغرس الكولومبي بالمساهمة في توطيد التعاون بين المغرب وكولومبيا لجعله نموذجا لبلدان الجنوب، وأعربا عن رغبة بلادهما في الاستفادة من تجارب المغرب في مجال الطاقات النظيفة والبنيات التحتية المينائية.
كما أعربا عن إعجابهما بمستوى التنمية التي حققها المغرب في مختلف المجالات، داعيي ن الى إلغاء التأشيرات بين البلدين من أجل تعزيز تدفق السياح والتعارف بين الشعبين المغربي والكولومبي.
وأكد العديد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الكولومبيين الذين حضروا هذه اللقاءات ضرورة الاستفادة من الموقع الجيواستراتيجي للبلدين من اجل تعزيز حضورهما بأسواق القارة الافريقية ومنطقة أمريكا اللاتينية ودعوا الى فتح خط بحري بين ميناء “طنجة ميد” و”كارتاخين دي إينديس” لتعزيز المبادلات التجارية بيت البلدين من جهة، وبين أمريكا اللاتينية وافريقيا من جهة اخرى.