ذكر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية أن أكثر من ملياري شخص يعيشون في دول تعاني من نقص شديد في المياه.
وحسب التقرير ، الذي نشر مؤخرا وأعدته عددا من منظمات الأمم المتحدة وشركائها بإشراف منظمة المياه التابعة للأمم المتحدة،فإنه بحلول 2050 سيرتفع الطلب العالمي على المياه بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 في المائة فيما ستتضاءل إمدادات المياه بشكل مثير للقلق. و سجلت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لمنظمة الفاو لشؤون المناخ والموارد الطبيعية انخفاض نسبة المياه العذبة بسبب النمو السكاني والتحضر ومستوى المعيشة المتغير، مقابل زيادة الطلب على المياه من قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة، مشيرة إلى التأثيرات السلبية للتغير المناخي على أمن الغذاء والماء.
و أكدت في كلمة لها أن قطاع الزراعة هو الأكثر تضررا في فترات الجفاف التي تؤدي إلى خسائر في المحاصيل وانخفاض الانتاج”، مضيفة أن “المزارعين وسكان الريف كانوا الأكثر تأثرا بهذه الخسائر خاصة صغار المزارعين الذين يديرون أكثر من 80 في المائة من مزارع العالم على مساحات أقل من هكتارين”. و أضافت أنه طبقا لأحدث الدراسات فإن فترات الجفاف أثرت على أكثر من مليار شخص في أنحاء العالم خلال عشرة أعوام، وهو ما يؤكد على أن ندرة المياه والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر والتصحر هي أكثر العوامل التي تسهم في الهجرة القسرية. و أشارت سميديو إلى ضرورة إيجاد موارد مبتكرة للمياه بما فيها إعادة تدوير مياه الصرف الصحي وجمع مياه الأمطار وزيادة كفاءة المياه خاصة في القطاعات الزراعية.
و لكون التغير المناخي و تنامي عدد السكان يزيدان من الضغوط على موارد المياه المحدودة، دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) دول العالم إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة كفاءة الماء وضمان حصول الجميع على المياه الآمنة، مؤكدة أن ضمان أمن المياه يعد أمرا أساسيا لتحقيق هدف القضاء على الجوع و أهداف التنمية المستدامة الأخرى.