فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
ذكرت وسائل إعلام دولية، اليوم السبت، أن الهجوم ضد تنظيم (داعش)، الذي انطلق منذ شتنبر الماضي شرق سوريا، أسفر عن مقتل أزيد من 630 مدنيا، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وأوضح المرصد أن 209 أطفال و157 امرأة بين المدنيين القتلى ينتمون لعائلات مقاتلي التنظيم، مضيفا أن المعارك، خلال الستة أشهر الأخيرة، أسفرت عن مقتل 730 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية و1600 مقاتل من تنظيم (داعش).
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، في وقت سابق اليوم، عن إخراجها التنظيم بشكل كامل من الباغوز، آخر معقل له في سوريا، وانتصارها عليه، وبالنتيجة “انتهاء حلم الخلافة التي ظهرت للوجود قبل نحو خمس سنوات”، وبدئها مرحلة جديدة في قتال هذا التنظيم المتطرف بالتعاون مع التحالف الدولي.
وكان أحد قادة (قسد) أعلن، في مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي (محافظة دير الزور)، عن “بدء مرحلة جديدة في محاربة إرهابيي داعش (..) بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السري للتنظيم المتمثل في خلاياه النائمة، والتي لا تزال تشكل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم بأسره”.
واعتبر نائب المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي، وليام روباك، خلال نفس المؤتمر الصحفي، أن انتهاء “خلافة” التنظيم الإرهابي “حدث حاسم” و”ضربة استراتيجية ساحقة”، تؤكد، بحسب قوله، “الالتزام الثابت للشركاء المحليين والتحالف الدولي في هزيمة داعش”.
وحذر المسؤول الأمريكي، في الوقت نفسه، من أن “القتال ضد التنظيم لم ينته بعد رغم تجريده من أراضيه في سوريا والعراق المجاور”، مؤكدا أنه لايزال هناك “الكثير من العمل لإلحاق الهزيمة الدائمة” بالتنظيم وأن الحملة “لم تنته بعد” وأن “داعش يبقى تهديدا كبيرا”.
وبحسب المراقبين، “لا يعني حسم قوات سوريا الديمقراطية معركتها في الباغوز، انتهاء خطر التنظيم الذي يحتفظ بوجوده في البادية السورية المترامية الأطراف، وما يزال قادرا على تحريك خلاياه النائمة في المناطق التي طرد منها”.
ومن جهته، رحب الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بانتهاء “خلافة” التنظيم، متعهدا بأن تبقى واشنطن “يقظة” حيال كل تحركاته المحتملة.
وجاء في بيان للرئيس ترامب، تم تعميمه مساء اليوم، أن واشنطن “ستواصل” العمل مع شركائها وحلفائها “لسحق الإرهابيين”.
وكان الامين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش عرض، في تقريره الاخير حول الموضوع والذي نشر في فبراير الماضي، قائمة بثماني مناطق لا يزال التنظيم المتطرف موجودا فيها، تضاف اليها خلايا نائمة كان شكلها في سوريا والعراق، وهو ما يعني، برأي المسؤول الأممي، أنه “لا يزال ناشطا وقد يبقى على هذا النحو في المستقبل القريب”، وأنه، وإن “تحول الى شبكة سرية في كل من سوريا والعراق، إلا أنه يبقى تهديدا كمنظمة شاملة لها قيادة مركزية”.
وبحسب المتتبعين، “تمكنت قوات (قسد) من السيطرة على آخر جيوب التنظيم” بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ تاسع فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف.
وكان التنظيم المتطرف أعلن عام 2014 عن إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تعادل مساحة بريطانيا، وتحدثت تقديرات أمريكية حينها عن انضمام نحو أربعين ألف مقاتل إلى صفوفه، بينهم العديد من الأجانب، حيث تمكن، خلال نحو خمس سنوات، من إثارة الرعب باعتداءاته الوحشية، قبل أن تلاحقه خلال العامين الأخيرين خسائر شنتها أطراف عدة في سوريا والعراق.