دعا وزير الصحة أناس الدكالي، اليوم السبت 02 مارس بمراكش، إلى احداث فضاء مشترك للأدوية ومنتجات الصحة بإفريقيا.
وأضاف خلال أشغال الدورة الثالثة لمنتدى الصيادلة الأفارقة نظم على هامش فعاليات الدورة السادسة عشر لمعرض الصيدلة ” أوفيسين إكسبو 2019″ الذي يعد مرجعا أساسيا لقطاع الصيدلة بجنوب البحر الأبيض المتوسط وافريقيا، أن احداث الوكالة الافريقية للأدوية يعد خطوة هامة نحو تحقيق الاندماج الذي سيتم تدعيمها بخلق فضاء للتبادل الحر.
وأبرز أن المبادرة الافريقية لتوحيد القوانين المنظمة لقطاع الأدوية عملت على وضع قانون نموذجي وتبني النظام الأساسي للوكالة الافريقية للأدوية، مضيفا أن هذا النظام الأساسي تم اعتماده في فبراير الماضي من قبل وزراء الصحة الأفارقة بأديس أبابا ويتعين تبنيه من من قبل 15 دولة على الأقل حتى يتم إحداث الوكالة الافريقية للأدوية بشكل نهائي.
وأكد الوزير إدارة الحكومة المغربية في المصادقة على هذا النظام الأساسي حتى تكون المملكة من بين البلدان ال15 الأولى السابقة إلى اعتماده.
وأبرز أن تطوير صناعة الأدوية في افريقيا يمر عبر تنظيم القطاع وتوحيد القوانين، مسجلا في هذا الصدد، أن القارة تستورد أزيد من 90 في المائة من حاجياتها من الأدوية زيادة على كون الطرق التي يتم بها نقل الأدوية تتسم بسوء التنظيم وغير آمنة، تنضاف إليها ظاهرة الأدوية المزورة التي تجتاح الكثير من دول القارة.
من جهة أخرى، أكد الدكالي أن معدل استهلاك الأدوية بالقارة يعد ضعيفا بحيث لا يمثل سوى 70ر0 في المائة من السوق العالمية بالنسبة 15 في المائة من ساكنة المعمور.
كما دعا إلى الاستفادة من تجربة بعض دول القارة التي تتوفر على صناعة متميزة للأدوية، من أجل تطوير صناعة افريقية ذات جودة وقادرة على تلبية جزء كبير من حاجيات القارة في مجال الأدوية ذات جودة.
وأشاد بهذه المناسبة، بانخراط مصنعي الأدوية المغاربة الذين يقومون بالاستثمار في الدول الافريقية الشقيقة والصديقة كالسنغال والكوت ديفوار ورواندا وبلدان أخرى، مشيرا إلى أن مشاريع كبرى في هذا المجال هي الآن في طور الانجاز.
وبعد أن أكد على الأهمية الكبرى التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير التعاون جنوب -جنوب وخاصة مع البلدان الافريقية عبر تعزيز قدرات هذه البلدان في جميع المجالات من خلال ارساء تعاون قوي ومتوازن ومفيد للجيمع، أوضح الدكالي أن المملكة قدمت في الماضي الدعم من أجل احداث مفتشيات وتعزيز مختبرات المراقبة في بعض البلدان الافريقية، مضيفا أن هذا العمل ستتم مواصلته وتوسيعه وأن المغرب سيستجيب لكل طلب في هذا الشأن.
وتميز هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة رئيس الفيدرالية الدولية للصيدلة دومينيك جوردان، ورؤساء هيئات الصادلة بافريقيا، ورؤساء الهيئات والمنظمات المهنية وصيادلة، باستعراض مهام الوكالة الافريقية للأدوية والتي ستتولى بالأساس تعزيز القدرات الوطنية في مجال مراقبة منتجات الأدوية وتوحيد القوانين المعمول بها في هذا مجال والتسجيل والمواكبة في مجال تطوير الممارسات الفضلى ومحاربة تزوير الأدوية.
ويعتبر منتدى الصيادلة الأفارقة حدثا سنويا يساهم في الرقي بالعلاقات جنوب-جنوب في مجالات ملاءمة القوانين المتعلقة بالصيدلة وبالولوج للأدوية والمنتجات الطبية عالية الجودة، وكذا تقاسم التجارب والخبرات في مجال الصناعة الصيدلية.
وعرفت النسخة ال16 لمعرض الصيدلة، الذي عزز موقعه كرائد في مجال المعارض الخاصة بالصيدلة على مستوى المغرب والقارة الافريقية، مشاركة مدراء الأدوية من 54 دولة افريقية وهيئات الصيادلة، وخبراء وممثلين عن مؤسسات دولية من كندا واسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وسويسرا، و125 عارضا، حيث شكل لقاءا هاما بين الفاعلين في قطاع الصيدلة من شركاء ومزودين لمنتجات الصحة والنظافة ومختصين في مجال مستحضرات التجميل.
وتضمن برنامج هذا المعرض، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى القاري الذي حظي باعتماد “إيتيكال ميد تيك” ويستجيب لكل المعايير التي تعتمدها أخلاقيات المهنة بأوروبا، لقاءات وندوات تناولت مواضيع حيوية في مجال الصحة وخاصة السمنة التي أعلنتها المنظمة العالمية للصحة سنة 2012 آفة عالمية، والدور الذي يمكن للصيدلي لعبه في الوقاية من السمنة وتأطير المرضى المصابين بالسمنة ومواكبتهم.
وناقش المشاركون في هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي عرفت أيضا حضور شخصيات مرموقة في القطاع على المستويين الوطني والدولي من أجل تقاسم المعارف والتجارب، موضوعا لا يقل أهمية ويتعلق ب”التداوي الذاتي بمسؤولية حيث استشارة الصيدلي ضرورية”.