أعلن المبعوث الأممي للصحراء المغربية، الخميس أن هناك إمكانية للتوصل إلى “حل سلمي” للنزاع المستمر منذ عقود في المنطقة بعد التئام ممثلي الأطراف حول طاولة مستديرة في جنيف لأول مرة منذ 2012.
وقال هورست كولر وهو رئيس ألماني سابق مكلف بالملف منذ 2017، للصحافيين إن “الحل السلمي ممكن لهذا النزاع”، وذلك في ختام محادثات استمرت يومين بمشاركة المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وقال كوهلر إنه “مسرور للغاية للإعلان عن التزام الوفود بالمحادثات”، مضيفاً أن جولة محادثات جديدة ستجري “في الربع الأول من عام 2019”.
وقال “من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أنه من مصلحة الجميع حل هذا النزاع”.
من جانبه قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحافيين إن المحادثات جرت “في أجواء جيدة جداً”، لكنه شدد على أنه “لا يكفي … يجب أن تترجم الأجواء الجيدة إلى إرادة حقيقية” لتغيير هذا الوضع. وحذر من أن “هذا الزخم سيخبو في غياب الإرادة السياسية”.
وكان البلاغ الختامي الصادر عن اللقاء قد أكد أن الإطار الذي عقد فيه اجتماع المائدة المستديرة، الذي حدده القرار الأممي رقم 2440؛ حيث يؤكد هذا الأخير من جهة، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم لنزاع الصحراء. كما يذكر من جهة أخرى بإرادة الأمم المتحدة إعادة إطلاق المسار السياسي على أساس المشاركة الفعالة ودون تمييز لكل من المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا، طوال فترة المسار؛
وأشار المبعوث الشخصي إلى أن المحادثات سمحت بتقديم إيضاحات حول الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال، بما في ذلك القضايا المتعلقة بتقرير المصير والتكامل الإقليمي؛
و لم تنتج عن المحادثات أية التزامات، باستثناء الدعوة لعقد مائدة مستديرة ثانية، خلال الثلث الأول من سنة 2019، بنفس الشكل وبمشاركة جميع الأطراف، المغرب، الجزائر، البوليساريو وموريتانيا.
وعرفت المائدة المستديرة مشاركة فعالة من جانب الممثلين المنتخبين للأقاليم الجنوبية بشأن جميع الأسئلة المبرمجة ، ما شكل تكريسا واعترافا لشرعيتهم الديمقراطية من طرف الأمم المتحدة.
ورحب المبعوث الشخصي بالمشاركة الفعالة لجميع المشاركين، دون تمييز، مما يؤكد تجاوز جميع الخطط السابقة والتوجه نحو إرساء إطار جديد لإحياء المسار الأممي للتوصل إلى حل سياسي، عملي، دائم وبراغماتي.