فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
/وم ع/
وأوضح السيد بوريطة، في كلمة خلال افتتاح الدورة الأٍربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي ، أنه في الوقت الذي ولى آخرون وجههم لأفريقيا، توجه المغرب بكل ثبات نحو القارة، مبرزا في السياق ذاته أنه على خلاف دول أخرى لا ترى في المنطقة سوى المخاطر، فإن المملكة ترى فيها الفرص والمؤهلات الواعدة، وهذا هو المبدأ الأول الذي عبر عنه جلالة الملك في الخطاب السامي بأبيدجان في فبراير 2014 حين أكد جلالته أنه يتعين على إفريقيا أن تثق في إفريقيا.
وسجل أن الأساس الثاني لإنجاح هذا الاندماج هو البراغماتية لأنه لا يمكن أن يوجد اندماج دون سياسة تتجه نحو الفعل وتتغذى من نتائجه الملموسة.
ومن هذا المنطلق، يضيف الوزير، فإن الاندماج الأفريقي يجب أن يتبلور في شكل تصور ومقترح اقتصادي ، أكثر منه رؤية سياسية ، مشيرا إلى أنه مع هذه المقاربة ، تضاف إليها الدينامية الحالية التي تشهدا القارة، بفضل جيل جديد من الرزعماء البراغماتيين والرؤيويين ، على غرار جلالة الملك والرئيس ماكي سال أو الرئيس بول كاغامي، فقد الاندماج الأفريقي من “العاطفية” بقدر ما ربح من “النضج والواقعية”.
وفي هذا الصدد، اعتبر الوزير أن خطوات مهمة جدا تم إنجازها، مشيرا إلى نماذج “النيباد” ، ومنطقة التبادل الحر القاري الأفريقي ، والسوق الموحدة للنقل الجوي الأفريقي (أوبن سكاي أفريكان)
وأكد أن المغرب يبذل جهودا للإسهام بشكل نشيط ، من خلال رؤية ملكية تعمل في انسجام تام مع الجهود الثنائية والإقليمية والقارية ، تدعم مختلف هذه المبادرات ، ومن خلال القيام بمشاريع مهيكلة ، تتوفر على حمولة إقليمية وقيمة مضافة قارية كبرى.
وأوضح أن مشروع الغاز بين المغرب ونيجيريا ، على الواجهة الأطلسية، له توجه إقليمي بارز، وهو يهدف إلى تشجيع التنمية والأمن الطاقي لأفريقيا الغربية ، بتعزيزه الاندماج الطاقي على المستوى الإقليمي، فضلا عن إنجاز المكتب الشريف للفوسفاط لأرضيات إقليمية من أجل إنتاج الأسمدة الذي يخدم هدف الاندماج لسلاسل القيمة الفلاحية وتعزيز الأمن الغذائي، على المستويين الإقليمي والقاري، معتبرا أن الاستثمارات الاساسية للمغرب في المجالين المالي والبنكي في عدة جهات من القارة تسهم أيضا في التقريب بين الأسواق الأفريقية.
وشدد السيد بوريطة على أن الاندماج لا يمكن أن يتم إلا من خلال اندماجات إقليمية ومتقدمة وعملية، مشيرا إلى أن السياسة الأفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تسعى إلى تكثيف العلاقات الثنائية مع البلدان الأفريقية ، بشكل فردي وجماعي، مع دعم إصلاح المؤسسات الأفريقية ، ومع الدعوة إلى حكامة قارية للتجمعات الإقليمية.
وأضاف السيد ناصر بوريطة ، من جهة أخرى ، أن الحد من العجز في البنيات التحتية بأفريقيا يتطلب حوالي 100 مليار دولار سنويا، وهو تحد لا يمكن رفعه إلا على الصعيد الإقليمي.
وأكد الوزير أيضا أنه ينبغي للاندماج أن يكون على مستوى الساكنة الأفريقية ، مشيرا إلى نموذج التعاون جنوب -جنوب الذي تبناه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والمعتمد أساسا على بعد إنساني ، لافتا إلى أن من حق ساكنة القارة أن تشعر بشكل مباشر بتأثيرات إيجابية لمختلف التحولات التي تشهدها القارة.
وأبرز أنه لا يتعين النظر فقط إلى المصالح الوطنية المحدودة، بل تجاوز ذلك إلى رؤية أكثر شمولية تضع في الاعتبار تحقيق المصلحة العامة ، مذكرا أن الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور جسد هذه الفكرة بعمق وبتعبير جميل حينما وصف الوعي الأفريقي بكونه “تصرفا ومنهجا وروحا يخلق الحصيلة أكثر مما يخلق الانسجام بشكل دال”
ومن جهة أخرى، قال السيد بوريطة إن السنغال، هذا الافريقي الأصيل والصادق الوفي، يحتل مكانة خاصة لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي خصه بثماني زيارات منذ اعتلاء جلالته عرش اسلافه المنعمين،
وأضاف الوزير أن إحدى أبرز معالم هذه العلاقة الاستثننائية تجلت في القرار التاريخي لجلالة الملك باختيار العاصمة السنغالية داكار لإلقاء خطابه السامي بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء في نونبر 2016 لأول مرة من خارج المملكة في خطوة غير مسبوقة في تاريخها
وأكد السيد بوريطة أن زيارة الرئيس السنغالي ماكي سال لأصيلة والمغرب مناسبة مباركة للاحتفاء بالعلاقة الأخوية التاريخية المتميزة بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال الشقيقة ، مبرزا أنها “علاقات فريدة من حيث عمقها وطبيعتها ومضمونها وغناها”