عبر علي بن فليس، الرئيس الأسبق للحكومة، والرئيس الحالي لحزب طلائع الحريات، عن أسفه لكون الأزمة التي تمر بها الجزائر اليوم تعد من أخطر الأزمات التي تعرفها في تاريخها المستقل.
وقال بن فليس، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الاثنين، بمقر حزبه بالجزائر العاصمة، إن “الأزمة تتجلى في عجرفة وغطرسة قوى غير دستورية، مستفيدة من الفراغ في هرم الدولة، لتزداد وتتقوى، واللوبيات لم تكن أبدا أكثر نشاطا وأكثر تغلغلا في دواليب الدولة، ولا أقوى تأثيرا في القرارات الحكومية مما هي عليه اليوم”.
وعزا سبب الأزمة إلى “الانسداد السياسي الشامل، فالسلطة الصماء تتجاهل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، ولا تلتفت للأصوات الداعية للحذر والمنبهة للأخطار. إنها سلطة أغلقت على نفسها مكتفية بتحليلاتها الخاطئة، وبتأكيداتها المغلوطة وبتصوراتها الوهمية، وأجنحة هذه السلطة تتصارع عن طريق الصحافة من أجل التموقع في منظور الاستحقاق الرئاسي المقبل”.
وأكد بن فليس أن “البلد غير مسي ر، فالحكومة ترتجل وتتردد، وتقرر لتتراجع عن قراراتها، في حين تبقى المعضلات الكبرى للبلاد متراكمة ومتروكة لأمرها، وكل من في السلطة السياسية يبحث عن ربح الوقت في منظور 2019″، وهي السنة التي ستشهد الانتخابات الرئاسية.
وأوضح أنه بعد مرور أربع سنوات على بداية الأزمة “نلاحظ أن الحكومة تواصل التخبط. فالحكومات المتعاقبة فشلت لأنها كانت عاجزة عن مباشرة إصلاحات ذات طابع استعجالي وضرورية لمواجهة الأزمة، لأنها تنقصها الشجاعة السياسية والشرعية”.
وتطرق بالتفصيل إلى علامات الأزمة، ممثلة في التضخم، والقطاع غير المهيكل، ومناخ الأعمال غير المشجع والرشوة وتهريب رؤوس الأموال والتهرب الضريبي والتفقير، واصفا لجوء المواطنين إلى الإضرابات والاحتجاجات السلمية ب الأمر “المشروع”.
وندد باستراتيجية التفرقة التي يعتمدها الجهاز التنفيذي لتدبير الأزمة داخل المستشفيات والمدارس، على وجه الخصوص. ولاحظ أنه بدل العمل على التهدئة من أجل تحفيف التوترات الاجتماعية، لجأ الحكم إلى استراتيجية التفرقة عبر محاولته تحريض أسر المرضى ضد الأطباء وأولياء التلاميذ ضد الأساتذة، ومستعملي الطريق ضد الراجلين، والمسافرين ضد نقابات شركات الطيران الوطنية والسكك الحديدية.
كما حذر من استراتيجية الترهيب والاتهامات الموجهة تارة ليد خارجية وتارة لعدو داخلي، باعتبارهما يريدان زعزعة استقرار البلاد، وهو ما قد يكون له تأثير عكس الهدف المنشود.
واعتبر أنه لا ينبغي للمعارضة المعارضة أن تفشل وعليها أن تستمر “في ممارسة الضغط لتبقى قوة ضغط أولى لذلك وجب عليكم ترك الخلافات الثانوية والهامشية والالتقاء حول مقاربة لإخراج البلاد من الأزمة”.