العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
سلّط سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى الضوء على دينامية السياسة الإفريقية للمغرب، مؤكدا أن السياسة “النشطة جدا” التي تنهجها المملكة تجاه افريقيا، ترجمت خلال السنوات الأخيرة بزيارات متعددة للملك محمد السادس للقارة، وبالتوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات مع البلدان الإفريقية.
وأوضح بنموسى في حديث نشره الموقع الإخباري “لاديبيش .إف.إر”، إن هذه الدينامية مكنت من تطوير تعاون متعدد الأبعاد (جنوب- جنوب)، وارتفاع في حجم الاستثمارات المباشرة للمغرب بإفريقيا، ليصبح بذلك ثاني مستمثر إفريقي بالقارة، والأول بإفريقيا الغربية.
وأشار إلى أن هذه الاستثمارات همت قطاعات المالية، والبنيات التحتية، والفلاحة والطاقة والمعادن، والاتصالات، مبرزا أن الأبناك المغربية متواجدة بثلاثين بلدا إفريقيا، حيث تساهم في زيادة معدل النشاط البنكي، وتحويل الادخار المحلي إلى استثمارات.
وأضاف أن تطوير القطب المالي للدار البيضاء خلال السنوات الأخيرة، جعل منه أول بورصة مالية إفريقية.
وقال أيضا إن تكثيف الربط الجوي انطلاقا من الدار البيضاء جعل من المغرب، أرضية مستقطبة للعديد من المقاولات الأوروبية، المهتمة بإفريقيا.
وردا على سؤال حول طموحات المغرب من أجل إفريقيا، بعد عام على عودته إلى الاتحاد الأفريقي، وانتخابه مؤخرا بمجلس السلم والأمن للاتحاد، اكد سفير المغرب بفرنسا، أن المملكة يحدوها طموح للمساهمة في رفع التحديات التي تواجهها القارة، والمشاركة بكثافة، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، أو الأجندة الافريقية 2063.
وذكر السفير في هذا الصدد بأن المغرب يساهم بفعالية في عمليات حفظ السلم، وعلى مستوى الوساطة في حل الأزمات، ببعض البلدان، فضلا عن كون الملك محمد السادس اختير من قبل القادة الأفارقة كمقرر للاجندة الافريقية للهجرة، وتقديم تقرير تشخيصي، والعديد من الاقتراحات بهذا الصدد.
وعلى الصعيد الاقتصادي – يضيف السفير- يتقاسم المغرب مع البلدان الأخرى، التجربة التي اكتسبها في سياسته التنموية، وفي تدبير إصلاحاته، كما يساهم في مشاريع للتنمية المشتركة.
وفي ما يتعلق بمكافحة التغيرات المناخية، وعلى هامش مؤتمر (كوب 22) الذي نظم بمراكش، أكد بنموسى أنه تم إطلاق العديد من المبادرات، كما هو الشأن بالنسبة لملاءمة الفلاحة لفائدة جزء واسع من السكان الأفارقة، أو مشاريع الطاقة المتجددة التي تستجيب للحاجيات من الطاقة الكهربائية، أو الطاقة النظيفة.
وعلى المستوى الثقافي والديني، أكد سفير المغرب بفرنسا، وجود تعاون مكثف في مجال تكوين الشباب، وتكوين الأئمة من أجل التصدي للتطرف، واستغلال الإسلام في غير أهدافه.
وأدلى بنموسى بهذا الحديث على هامش زيارة قام بها الخميس لتولوز (جنوب) رفقة القنصل العام للمملكة، مريم الناجي، التقى خلالها بكارول ديلغا رئيسة جهة اوسيتاني، وجان لوك مودونك، عمدة، تولوز، فضلا عن باسكال مايلو محافظ الجهة.
كما استقبل السفير بمقر (لاديبيش دو ميدي) من قبل الرئيس المدير العام للمجموعة، ميشيل بايلي.