السكاكري النصاب يعيد نشر ‘زابوره’ ظانا أن للمغاربة ذاكرة الأسماك
عنايةٌ خاصة تحظى بها نساء الأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال مبادرة “الرشاقة لجميع النساء” التي تخصصها الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، ضمن برنامجها السنوي لتوعية النساء الصحراويات بأهمية الممارسة الرياضية والسلوك الغذائي السليم من أجل رشاقة بدنية وذهنية، عبر برنامج متنوع وشامل يرتكز على تحسيس وتوعية النساء بمخاطر السمنة وتداعياتها الصحية والنفسية، على اعتبار أن السمنة في الأقاليم الجنوبية مُتعمَّدة وتدخل ضمن معايير الأنوثة والجمال لدى النساء الصحراويات، مما يدفعهن إلى تناول أدوية وعقاقير مخصصة للاستعمال الحيواني وبعض المواد المصنوعة محليا لزيادة الوزن، والتي غالبا ما تؤدي إما إلى الوفاة أو الأمراض المزمنة. وتعمل الجامعة من خلال مبادرة “الرشاقة لجميع النساء” على تغيير منظور هذه السمنة المُتعمَّدة من معيار للجمال والأنوثة، إلى معيار للجمال “القاتل”، وتحسيس الجيل الصاعد بأفكار تنويرية من شأنها تكوين جيل رشيق بدنيا وذهنيا. 7841 امرأة، مجموع النساء المستفيدات من مبادرة “الرشاقة لجميع النساء” منذ انطلاقها سنة 2010 بمدينة الداخلة، لتحط الرحال بعدها بكل من مدن بوجدور، السمارة، آسا، كلميم، طاطا، طانطان، قبل أن توجه بوصلة دورتها الثامنة إلى مدينة سيدي إيفني، استكمالا للبرنامج التحسيسي والتوعوي المتكامل، والذي يشمل حصصا لتقديم أساسيات التمارين الرياضية، وفضاءاً لقياس الوزن وأحجام النساء واختبارات الضغط والسكري، مع الاستفادة من نصائح في التغذية الصحية والحمية الغذائية التي يشرف على تقديمها أطباء مختصين في التغذية، لتختتم هذه التظاهرة بحصة في المشي الرياضي، تتلقى فيها النساء الصحراويات أبجديات المشي الرياضي مع الحفاظ على الخصوصية المحلية بارتداء الملحفة مع الحذاء الرياضي، لينطلقن في مسيرة نسائية تحمل شعار القيم العالمية للصداقة والتعايش والتضامن.
سلمى بناني رئيسة الجامعة تروي في كلمة لها: سبب تنظيمها لتظاهرة الرشاقة لجميع النساء
في أكتوبر 2009، كنت في مدينة الداخلة، جاء عندي حينها صديق متأثرا بخبر وفاة زوجة صديقه البالغة من العمر 24 عاما، والذي لم يتجاوز عمر زواجهما مدة الشهر، وذلك أثناء إجراءها لعملية جراحية مستعجلة بعد وجع ألَـمَّ بها بسبب الزائدة الدودية أو ما يصطلح عليه بـ “المصرانة الزايدة”. في واقع الحال إزالة الزائدة الدودية أمر بسيط طبيا، لكن المشكل الذي وقع أن الاطباء عند شروعهم في العملية الجراحية تفاجؤوا بكميات كبيرة من الدهون في بطن الشابة، فكان لابد من إزالة الدهون للوصول إلى الزائدة الدودية. بسبب الدهون الزائدة، تعرضت المريضة لنزيف داخلي أودى بحياتها وهي في مقتبل العمر. الأعمار بيد الله، لكن الإنسان مطالب بالعناية بصحته، والقيام بمجهود للحفاظ على نعمة الصحة، وديننا الحنيف يؤكد على ذلك كما جاء في حديث رواه جابر رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: “شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان» أي الإسراع في المشي، فانتسلنا فوجدناه أخف علينا.”، كما أننا نقول أن العقل السليم في الجسم السليم.
أيضا خلال زياراتي المتعددة للأقاليم الصحراوية للمملكة المغربية، لاحظت أن النساء يعانين من السمنة ويتمشون ببطء كبير وبطريقة غير سليمة، إضافة إلى شكواهن الدائمة خلال تداريب “الآيروبيك” من آلام الظهر والركبة، فاكتشفت أن الوزن هو السبب، في تلك اللحظة وبصفتي رئيسة لجامعة تُعدُّ الرشاقة البدنية من اختصاصاتها، كان لزاما علي ألا أترك النساء الصحراويات في آفة كهذه، فقررت أن أخلق تظاهرة خاصة لمحاربة السمنة عند النساء الصحراويات وأطلقت عليها إسم “الرشاقة لجميع النساء”. وبعد أربعة أشهر خرجت التظاهرة للوجود ونُظِّمَت في مدينة الداخلة حيث عرفت التظاهرة مشاركة كبيرة بلغت 871 إمرأة وكنا سعداء بذلك. قررنا أيضا أن تشمل هذه التظاهرة الجانب الطبي، فأدرجنا ضمن برنامج التظاهرة جلسات طبية في التغذية الصحية والحمية الغذائية بإشراف من أطباء مختصين في التغذية. ونختتم كل دورة بمسيرة مشي خضراء من أجل التعايش والتضامن والصداقة، نهدي من خلالها هرمونات السعادة التي تُفرَز بفضل ممارسة المشي للنساء الصحراويات المحتجزات بتيندوف، واللائي نتمنى أن يعدن إلى أرض الوطن لتستفدن من هذه التظاهرة كجميع نساء الأقاليم الصحراوية للمملكة المغربية.