دعا المشاركون في اجتماع رفيع المستوى نظم على هامش القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي، التي تقام حاليا بالعاصمة الإثيوبية، بلدان الاتحاد الإفريقى إلى تجديد التزامها وتعزيز الآليات الكفيلة بالقضاء على داء الملاريا في إفريقيا بحلول سنة 2030.
واطلع هؤلاء المشاركون، من بينهم مسؤولين من مستوى عال في مجالات الصحة والمالية والشؤون الخارجية في إفريقيا، على آخر النتائج التي توصل إليها تقرير منظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا لعام 2017، والذي أفاد بأنه ولأول مرة منذ أزيد من عقد من الزمن، فإن التقدم المحرز في مكافحة الملاريا على مستوى القارة الإفريقية، الذي يمثل نحو 90 في المائة من التكلفة المترتبة عن الملاريا في العالم قد دخل مرحلة الركود.
ويكلف داء الملاريا لوحده بالقارة الإفريقية ما يعادل 12 مليون دولار أمريكي في السنة، والذي يتمثل في ضعف الإنتاجية والاستثمارات وتكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالوباء.
وفي هذا السياق، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي محمد أنه “من الأهمية بما كان المحافظة على التزامنا السياسي، كما هو مقرر ضمن أجندة 2063، وذلك من أجل القضاء على الملاريا في إفريقيا بحلول عام 2030 عبر زيادة التمويل المحلي، وتحسين فرص الولوج إلى التدخلات الوقائية للوفيات الناجمة عن الملاريا وتعزيز النظم الصحية”.
والتزم القادة الأفارقة بالقضاء على الملاريا في القارة بحلول عام 2030، على النحو الذي سطرته أجندة 2063 من أجل تنمية القارة.
وكشف تقرير سابق نشره برنامج “شراكة القضاء على الملاريا”، (العمل والاستثمار من أجل القضاء على الملاريا). أن الملاريا أو حمى المستنقعات، هو مرض قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه، يكلف اقتصاد القارة الإفريقية 12 مليار دولار سنويا في خسائر مباشرة، ويمثل خسارة في معدل النمو السنوي بنسبة 1,3 في المائة من الناتج الداخلي الخام. ووفقا للتقرير العالمي عن الملاريا لعام 2017، فإن التقدم المحرز في جميع أنحاء إفريقيا كان متفاوتا، مما يهدد المكاسب التي تم تحققيها حتى الآن، إلى جانب الطموح الجماعي للقادة الأفارقة حيال القضاء على هذا الوباء، مشيرا إلى إنه ومنذ سنة 2016، سجلت بعض البلدان زيادة نسبتها 20 بالمائة من حالات الملاريا والوفيات الناجمة عنه.
وقال مدير البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا التابع لمنظمة الصحة العالمية الدكتور بيدرو ألونسو، أن 15 بلد سجل نسبة 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن الملاريا في العالم خلال سنة 2016، كلها في إفريقيا، باستثناء بلد واحد، مشيرا إلى أن “التقرير ييرز بوضوح أننا توقفنا عن إحراز تقدم، وبدون اتخاذ إجراء عاجل، فإننا نخاطر بالتقهقر إلى الوراء”.
وانتهزت منظمة الصحة العالمية الفرصة لإطلاق تطبيقات هاتفية حول تقرير العالمي للملاريا لعام 2017، والتي توفر آخر المعلومات المرتبطة بالسياسات والتمويل والتدخلات والتكاليف لـ 91 بلدا يطاله الوباء.
من جانبه، قال المدير العام لبرنامج “شراكة القضاء على الملاريا” الدكتور كيسيت أدماسو، “إن البلدان الإفريقية معرضة بشكل متزايد لخطر فقدان المكاسب التي تحققت على مدى عقد من الزمن، ويجب أن تجدد جهودها الرامية إلى جعل مكافحة الملاريا بمثابة أولوية”.
وجرى تذكير المشاركين، أيضا، بأن البلدان التي تعاني من ثقل تكلفة مكافحة الملاريا، مثل نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، واللتان تمثلان على التوالي نسبة 27 و10 في المائة من حالات الملاريا على المستوى العالمي، ستواجه حتما ثغرات كبرى في تمويل جهودها لمكافحة الملاريا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وتحتاج نيجيريا لسد فجوة تمويلية قيمتها 1,4 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 68 في المائة من احتياجات البلاد، في حين لا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطي بحاجة إلى إيجاد 536 مليون دولار أمريكي لتنفيذ خطتها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الملاريا.
وحسب التقرير العالمي للملاريا لسنة 2017، فإن العديد من البلدان الإفريقية التي كثفت جهودها مثل السنغال ومدغشقر، حققت تقليصا تفوق نسبته 20 في المائة من حالات الملاريا في سنة 2016.