وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكشف عن أول أيام شهر جمادى الأولى لعام 1446
بعث الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، رسالة إلى أنطونيو غوتيرس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، هذا نصها..
“الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على كافة أنبيائه ورسله.
مـن محمـد السادس، ملك المملكة المغربية
إلى معالي السيد أنطونيو غوتيرس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة
معالي الأمين العام،
لقد راسلتكم في شهر يوليوز من هذه السنة، بصفتي رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، بشأن الإجراءات التي قامت بها إسرائيل في المسجد الأقصى بمدينة القدس، في محاولة لفرض أمر واقع جديد يخالف كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واسمحوا لي اليوم، أن أعبر لمعاليكم، وبنفس القناعة والثبات، عما ينتابني من مشاعر القلق والانشغال، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.
إن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام. كما قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عما قد يسببه من تنامي ظاهرة العنف والتطرف.
إن رؤيتنا التي نتقاسمها مع كل محبي السلام والساعين له والمدافعين عنه في العالم، تتمثل في الحفاظ على وضع القدس كمدينة للسلام والتسامح، مفتوحة أمام أتباع كافة الديانات السماوية، ونموذجا للتعايش والتساكن.
فقضية القدس، بقدر ما هي قضية الفلسطينيين٬ باعتبارها أرضهم السليبة٬ فإنها قضية الأمة العربية والإسلامية٬ لكون القدس موئل المسجد الأقصى المبارك ٬أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ بل إنها أيضا قضية عادلة لكل القوى المحبة للسلام٬ لمكانة هذه المدينة المقدسة ورمزيتها في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان.
وإننا إذ نثمن عاليا جهودكم المخلصة في سبيل استتباب الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ليحذونا الأمل في حسن مساعيكم وتدخلكم الوازن لدى الإدارة الأمريكية للإحجام عن اتخاذ أي إجراء يخص مدينة القدس، لما لذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل السلام والأمن في المنطقة.
وتفضلوا، معالي الأمين العام، بقبول أسمى عبارات مودتي وتقديري”.