فبعدما تتبع الجمهور المغربي بشغف كبير هذا اللقاء سواء مباشرة بملعب المركي الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء الذي غصت منصته ومدرجاته أو عبر شاشة التلفزيون بالمقاهي والمنازل، والذي كسبه المنتخب المغربي نتيجة وأداء، خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية مرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه.
ففي شوارع العاصمة الرباط، أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله والنصر وغيرها وباقي احياء العاصنة عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر حكيمي وامرابط وبوطيب وبوصوفة دينامو المنتخب، وباقي أسود الأطلس الذين كبر طموحهم بهذا الفوز، الذي لا يشكل في حد ذاته غاية، بل وسيلة إلى البحث عن التأهل في المباراة القادمة كوت ديفوار وربط الحاضر المشرق بالماضي التليد.
وكانت حناجر الجماهير الغفيرة تحيي أسود الأطلس مرددة شعارات تمجد مسيرتهم الموفقة مع الناخب المغربي، “الثعلب”، هيرفي رونار، من قبيل “عاش أسود الأطلس” و”رونار ووليداتو حتى فرقة ما غلبتو” و”الأسود عائدة للزئير”، فيما تعالت زغاريد النساء اللواتي عبرن عن الفرحة التي عمت جميع الأفئدة.
ولا يجادل إثنان في كون مشوار أسود الأطلس في الإقصائيات كان رائعا ولو أنهم استهلوه بكبوة في مراكش أمام كوت ديفوار (0-0) وقبلها في ليبروفيل مع منتخب الغابون (0-0) لكنهم تداركوا الموقف في المباراة الثالثة بالرباط حيث سجلوا نتيجة الفوز بحصة كبيرة على منتخب مالي (6-0) قبل أن يتعرضوا لتعادل غير منصف بباماكو أمام منتخب مالي (0-0) بيد أنهم أكرموا وفادة “الفهود” اليوم في مباراة الإياب بالدار البيضاء بفوزهم عليهم بحصة جارفة (3-0) .
والمؤمل أن تكتمل فرحة هذا الجمهور، الذي شكل على الدوام السند القوي لأسود الأطلس، بانتزاع الفريق الوطني البطاقة الوحيدة عن المجموعة الثالثة حين يحل ضيفا يوم 6 نونبر على منتخب كوت ديفوار يعيد لكرة القدم المغربية هيبتها وإشعاعها .