أعربت وزير الصحة والوقاية الصحية العامة بكوت ديفوار، رايموند غودو كوفي، أمس الخميس 05 أكتوبر بأبيدجان، عن امتنانها للجهود التي ما فتئت مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان تبذلها لمكافحة سرطان المرأة والطفل في كوت ديفوار.
وقالت كوفي خلال اجتماع خصص لتقديم مشروع للكشف عن سرطاني الثدي وعنق الرحم بكوت ديفوار، تقوده مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان بشراكة مع المركز الدولي للبحث في السرطان، “نشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى على الإنصات الدائم والاهتمام الخاص الذي توليه سموها لوزارة الصحة الإيفوارية”.
وأضافت الوزيرة خلال هذا الاجتماع الذي حضره سفير المغرب في كوت ديفوار، السيد عبد المالك كتاني، “لقد حظيت على الدوام باهتمام خاص وإجابة فورية من جانب مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، التي مكن تكفلها الكامل من إنقاذ حياة العديد من الأطفال الإيفواريين المصابين بالسرطان”.
ونوهت كوفي بكون “صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد تفضل بإعطاء موافقته على إحداث مركز للتكوين في طب المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي بيوبوغون، ونحن اليوم نشهد تقديم مشروع آخر أصبح ممكنا بفضل الاهتمام الخاص التي توليه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى لقطاع الصحة في كوت ديفوار”.
وأشادت الوزيرة، من جهة أخرى، بكثافة التعاون المغربي الإيفواري في مجال الصحة العمومية، موضحة أنه تم يوم أمس فقط توقيع بروتوكول اتفاق بين المركزين الاستشفائيين الجامعيين ابن سينا بالرباط وكوكودي بأبيدجان من أجل تعزيز التعاون بين هاتين المؤسستين الصحيتين.
من جهته، أكد المكلف بالتعاون مع دول إفريقيا بمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، الدكتور يوسف الشامي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق اليوم بتنفيذ مشروع نموذجي يهم الكشف وتشخيص الإصابة بسرطاني الثدي وعنق الرحم، وتعزيز قدرات الأطباء الإيفواريين في هذا المجال.
وأضاف الشامي أن هذا المشروع الذي يعد ثمرة تعاون وثيق مع المركز الدولي للبحث في السرطان، سيعود بالنفع، إضافة إلى كوت ديفوار، على السنغال وبوركينا فاسو، وتشاد.
وتابع “لقد زرنا مركزا للكشف وتشخيص سرطان الثدي الذي يعد جزء من المشروع المذكور، والذي تمت تهيئته من طرف وزارة الصحة الإيفوارية، فيما تكفلت مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان بتجهيزه بشكل تام”.
وأضاف الشامي أن هذا المشرع هو مركز مرجعي مجهز بمعدات دقيقة منها جهاز للتصوير الرقمي للثدي بالأشعة ، ومنظار خاص بعنق الرحم ، والتصوير بالصدى، وآلات جراحية للبتر لعلاج الإصابات ما قبل السرطانية ، إضافة إلى معدات أخرى متطورة.
وسيتيح هذا المركز، الذي أحدث بمؤسسة للصحة الأساسية لتسهيل ولوج الساكنة ، الكشف المبكر عن حالات الإصابة بالسرطان مما سيسهل عملية علاج والوقاية أيضا من سرطان عنق الرحم وذلك بفضل توفير جهاز منظار سيمكن من تشخيص حالات الإصابات ما قبل السرطانية.
وبخصوص الشق المالي لهذا المشروع، أبرز السيد الشامي، أنه تمت تعبئة 200 ألف أورو إضافة إلى 50 ألف أورو التي سيتم صرفها لتمكين السلطات الصحية الإيفوارية من التكفل بالجوانب المرتبطة “بالتكوين والتقييم وكذا نشر النتائج”.
وأكد الشامي، من جهة أخرى، أن المؤسسة منخرطة أيضا في مشاريع أخرى بأبيدجان ، ومنها دار لاستقبال آباء الأطفال المصابين بالسرطان ، والتي تم إنجازها بتعاون مع المجموعة الفرنسية-الإفريقية لأنكولوجيا الاطفال، و وزارة الصحة بكوت ديفوار ، والمركز الاستشفائي الجامعي لتريشفيل.
كما أعلن الشامي أنه سيم قريبا إحداث دار للحياة بتعاون مع مؤسسة “تشيلدرن أوف أفريكا” (أطفال إفريقيا) ، مشيرا إلى أن هذين البنيتين “لهما هدف واحد وهو إيواء المرضى وآبائهم القادمين من مناطق مختلفة من البلاد والذين سيتمكنون بفضل داري الاستقبال هاتين من متابعة علاجاتهم بشكل منتظم”.
من جانبه، أبرز سفير المغرب بكوت ديفوار أن هذا المركز “الذي سيكون مركزا مرجعيا في مجال تشخيص وكشف داء السرطان “، هو مفخرة وشهادة على التضامن والتعاون المغربي-الإيفواري.
وأكد الكتاني أن المغرب ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يبقى معبئا وعلى استعداد لمواكبة الدينامية التي انخرطت فيها وزارة الصحة الإيفوارية من أجل تطوير عرضها الصحي وتحسين الخدمات الصحية بكوت ديفوار.
وأكد الدبلوماسي المغربي، أن المغرب يقف دائما إلى جانب كوت ديفوار في جميع الميادين، مشيرا إلى أن “كوت يفوار تتطور وتشهد نهضة اقتصادية ونحن فخورون بالقدرة على المساهمة في هذا الإقلاع وفقا لرؤية قائدي البلدين”.
وخلص السيد الكتاني إلى أنه “علاوة على هذه الشراكة والتعاون ، فإن ما يجمع المغرب بوكوت ديفوار هو علاقة أخوة حقيقية”.