فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
أكورا – خديجة بــراق
بالرغم من الانتقادات الشديدة التي يوجهها جمهور فريق الجيش الملكي لإدارة النادي، على مستوى ضعفها في تدبير ملف اللاعبين وخاصة المغادرين الذين لا تستفيد منهم الإدارة في معظم صفقاتها، منذ سنوات، فإن ملفي اللاعبين السابقين “عبد الرحيم الشاكير” و”المهدي النغمي”، أثبتا أن الإدارة حافظت على مصالح النادي مثلما ضمنت لهما في وقت سابق حقوقهما، خاصة وأن اللاعبين لم يتلقيا أي عرض رسمي من أي نادي سواء داخل المغرب أو خارجه، وبالتالي غياب أي مفاوضات مع الإدارة لانتداب اللاعبين يمكن من خلالها انتقالهما بالشكل الذي يحفظ لهما مستحقاتهما المالية وللإدارة أيضا، ولم يكن أمام إدارة النادي سوى حل تنازل اللاعبين عما تبقى من عقدهما مقابل مغادرتهما، بعد أن وضعهما مدرب الفريق “عزيز العامري” في لائحة المستغنى عنهم.
ويبدو أن ما قامت به إدارة النادي منطقيا للغاية، خاصة وأنها ليست الأولى في تاريخ كرة القدم التي تُخير لاعبا بين التنازل عن مستحقاته مقابل ورقة خروجه للانتقال إلى نادي آخر، وليس من المنطقي أن تقوم كل هذه الضجة على لاعبين صنعهما فريق الجيش الملكي، وقدم لهما الشيء الكثير، دون أن يحققا مع الفريق أي بصمة للتاريخ، حسب ما تداوله الجمهور العسكري على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي رأى أيضا أن فريقه عاش نكسات رفقة اللاعبين خلال حملهما قميص الزعيم، ولم يحققا مع الفريق أي لقب.
فهل أخطأت الإدارة في حقهما؟ أم كان واجبا عليها أن تمنحهما جميع مستحقاتهما مقابل حفل تكريم على شرفهما قبل المغادرة؟
نادي الزمالك المصري، وهو النادي الذي تنشط فيه عملية “التنازل عن المستحقات المالية” بشكل كبير، سبق وأن فاوض العشرات من لاعبيه الراغبين في مغادرة القلعة البيضاء، بل حتى من يجني الملايين من انتقاله يتنازل عن طواعية “احتراما للفريق” الذي قدمه للجمهور والذي منحه الكثير، فكما أن تتم المطالبة بحضور ثقافة الاعتراف من إدارة النادي، يجب أن تكون هناك حسن النية أيضا من اللاعب، إن كان فعلا أحب واحترم الجمهور يوما !!
أمثلة عدة تؤكد أن العملية ليست اختراعا أو اكتشافا من إدارة الزعيم، فلاعب الزمالك “عمر جمال” وافق، على التنازل عن جميع مستحقاته المالية مقابل فسخ عقده مع الفريق والسماح له بالرحيل، في وقت كان قد استبعد من طرف مدرب الفريق آنذاك أحمد حسام (ميدو)، وتوجه اللاعب إلى إدارة الزمالك رفقة وكيل أعماله، حيث اتفق الطرفان على فسخ العقد مع تنازل اللاعب عن مستحقاته وعدم مطالبة الإدارة بأي مبالغ مالية، حسب ما أوردته وسائل إعلام مصرية.
مثال آخر، يتعلق بخط وسط فريق التعاون السعودي، “عبد المجيد الرويلي”، الذي تنازل الموسم الماضي عن مستحقاته البالغة 400 ألف ريال سعودي، من أجل الالتحاق بصفوف الهلال.
أما لاعب الزمالك السابق “عمر جابر”، فبعد انتقاله إلى نادي بازل السويسري، وكعربون محبة واحترام لناديه، وجه رسالة إلى إدارة الزمالك يفيد من خلالها تنازله عن مستحقاته المتأخرة لدى النادي، اللاعب تنازل لفريقه السابق عن مبلغ يساوي 700 ألف جنيه مصري أي ما يعادل 700 مليون سنتيم.
يأتي موقف “عمر جابر” في وقت كانت علاقته مع إدارة النادي قد بلغت مستوى قياسيا من التوتر، خاصة مع الرئيس “مرتضى منصور” لكنه تنازل حبا في الفريق واحتراما للجمهور الذي قدم له الكثير، حسب تصريحه.
أما في المغرب، فقد كشف الحارس “عبد الرحمان الحواصلي” أنه ولتسلم أوراقه من نادي الفتح الرباطي، قرر التنازل عن بعض مستحقاته للالتحاق بنادي حسينة أكادير، وكذلك فعل “بدر كشاني” مع نهضة بركان حين تنازل عن 120 مليون سنتيم، مقابل الالتحاق بنادي حسنية أكادير.
وقبل موسمين تنازل اللاعب “عقال” عن مبلغ 200 مليون سنتيم للرجاء مقابل تسلم أوراق خروجه، نفس الشيء بالنسبة للاعب “سيديبي” الذي تنازل لإدارة المغرب الفاسي عن 46 مليون سنتيم من مستحقاته المالية مقابل انتقاله إلى الفتح الرباطي.
هل هي إذن، حسن نية عبر عنها هؤلاء اللاعبون تجاه أنديتهم وجمهورهم، عندما تنازلوا عن مستحقاتهم دون أن تقوم حولهم وضد المسيرين ضجة إعلامية؟ أم أن المسألة عندما تتعلق بإدارة الزعيم تختلط الأوراق بين المؤسسة العسكرية والتسيير الرياضي والحق المشروع في ضمان حقوق الإدارة المالية كما تفعل مختلف الأندية في المغرب وخارجه؟