بقلم: ح.يزي
يعيش أغلب قياديي ومناضلي وبرلمانيي حزب “العدالة والتنمية “، حالة انفصام حقيقية من حيث المواقف اتجاه ما يحدث في هذا البلد الأمين (رغم أنف الجميع).
أحيانا يصاب هؤلاء بثقوب في مفكرتهم، وينسون أن حزبهم هو من قاد الحكومة المغربية لمدة خمس سنوات ماضية (2012/2016 )، وأنهم يقودونها حاليا خمس سنوات أخرى، أي إلى حدود 2021.
ورغم ذلك تراهم، وهم يتحدثون عن احتجاجات الحسيمة، يؤكدون أن مطالب الساكنة اجتماعية اقتصادية محضة، ثم يمضون في انتقاد تدخلات القوات العمومية، التي تحدث أساسا لحفظ الأمن العام وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة من التخريب، فيقفز هؤلاء “المرضى الانفصاميون” عن توجيه الإنتقاد إلى حكومة حزبهم التي لم تلب المطالب الإجتماعية والإقتصادية لساكنة الحسيمة وغيرها على مدى خمس سنوات الماضية! أليس حزبهم هو من يتوفر على أكبر عدد من الحقائب الوزارية، أليس من بينهم وزراء مسؤولون عن التنمية، ألم يكن أمين عام حزبهم هو رئيس الحكومة السابقة، أليس رئيس مجلسهم الوطني هو رئيس للحكومة الحالية؟!!
قرأت مقالا لأحد هؤلاء “المتنطعين الانفصاميين”، عنوانه: “عيد الحزن. .عقارب المصالحة مع الريف رجعت إلى الصفر”. مقال كله دغدغة عواطف بالكذب والبهتان وبالنصب والاحتيال في التعبير عن الرأي والموقف. والمثير للشفقة أن كاتبه “نبيل الاندلوسي”، أعطى لنفسه لقب فاعل سياسي، علما أنه برلماني من حزب العدالة والتنمية ومنتم إلى هذا الحزب. فالرجل يريد أن يوهم قارئه أنه لا يتحدث باسم العدالة والتنمية ولا يعبر عن مواقف هذا الحزب، وهذا بالضبط هو المقصود بالانفصام في المواقف، إذ كيف يصمت عن استحضار مسؤولية الحكومة التي قادها ويقودها حزبه!!.
لماذا لم يكتب هذا الفاعل السياسي عن حقيقة ما حدث يوم عيد الفطر بالحسيمة، واختار حبل الكذب القصير، معتبرا أن القوات العمومية بتدخلها العنيف أرجعت “مصالحة الريف مع الدولة إلى نقطة الصفر”! لماذا لم يكتب أن التدخل الأمني تم لأنه من واجب القوات العمومية الحافظ على الأمن العام وعلى الممتلكات الخاصة والعامة، لماذا لم يكتب أن الأمن تدخل بعد أن تأكد بأن مجموعة من الأشخاص جاؤوا من ضواحي مدينة الحسيمة بعد أن نسقوا مع آخرين بداخل المدينة بهدف تصعيد الاحتجاجات؟ لماذا لم يكتب الفاعل السياسي الاندلوسي أن تلك المجموعة القادمة من خارج المدينة كانوا مدججين بقنينات كوكتيل مونوطوف، وبالهراوات والحجارة؟!
لماذا أصر هذا الفاعل السياسي المنتمي لحزب العدالة والتنمية على إحداث خلط بين أحداث وقعت في فترة ماضية من التاريخ على أحداث وقعت هذا العام؟! هل يريد أن يقنعنا فعلا أن لا شيء تغير في المغرب، وأننا ما نزال نعيش سنوات الرصاص؟!
ما عسانا نقول أمام تفاقم الحالة المرضية لأصحاب المواقف الانفصامية لأغلب قياديي ومناضلي وبرلمانيي حزب العدالة والتنمية، سوى الدعاء لهم ب”الرجوع لله” وكثرة الإستغفار عسى الله يزيل ما بهم من بأس، فيبدو أن حزبهم يدور بدون عقارب وبدون ساعة.