مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
حقق اسانج (45 عاما) انتصارا كبيرا الجمعة مع قرار النيابة السويدية التخلي عن ملاحقته. وقد مهدت الطريق بذلك لخروجه من سفارة الاكوادور في لندن التي لجأ اليها منذ خمس سنوات تقريبا.
وبذلك سيتمكن من استعادة حريته بعيد اطلاق سراح تشيلسي مانينغ احد مصادر وثائقه، التي غادرت السجن الاربعاء. وكان هذا الشاب المتحول جنسيا سرب في 2010 اكثر من 700 الف وثيقة سرية متعلقة بحربي العراق وافغانستان بينها اكثر من 250 الف برقية دبلوماسية اربكت الولايات المتحدة.
وحول نشر هذه الوثائق اسانج الذي اسس موقع ويكيليكس في 2006، الى رجل مطارد من قبل الولايات المتحدة بينما رأى فيه المدافعون عنه بطل حركة عالمية للشفافية والديموقراطية.
ومع اكتسابه هذه الشهرة، اصبح اسانج يوصف بانه عبقري في المعلوماتية ومخلص مدافع عن الحريات.
لكن الانتقادات غلبت بسرعة. فالاتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد دفعته الى اللجوء الى سفارة الاكوادور في لندن في 19 يونيو 2012 واضرت بصورته. ويصفه اصدقاء ومساعدون قدامى بانه شخصية نرجسية مصابة بالهوس.
وفي 2010، بدأ الناطق باسم ويكيليكس دانيال دومشايت-برغ يبتعد من الاضواء وتحول كتاب ينتقده الى عدة افلام. اما اندرو او هاغان الذي كلف كتابة سيرة لاسانج، فقد اصدر الحكم التالي “الرجل الذي يتباهى بكشف اسرار عالم لا يحتمل اسراره”.
منذ ذلك الحين بدأ نجم اسانج بالافول. معظم وسائل الاعلام التي دعمته بنشر ما يكشفه ابتعدت عنه. وقد غير محاميه مرات عدة واختلف مع ناشر كتبه.
لم يبق من اوفياء لاسانج سوى قلة — بعض المشاهير مثل الليدي غاغا وباميلا اندرسن — لكنه واصل مع ذلك معركته خصوصا عندما اعلن دعمه لادوارد سنودن احد المرشحين “لخلافة” اسانج.
مؤخرا، اتهم اسانج بانه تابع لروسيا لتأثيره على انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وفي يوليو نشر ويكيليكس عشرين الف رسالة الكترونية قرصنها من الحزب الديموقراطي، والحقت ضررا كبيرا بحملة هيلاري كلينتون.
والسنوات الخمس التي قضاها في غرفة متواضعة في سفارة الاكوادور في لندن، تتناقض مع اسلوب حياته في لندن عندما كان يتجنب النوم لاكثر من ليلة واحدة في السرير نفسه.
ولد اسانج في 1971 — يرفض ان يذكر اي تفاصيل — في مانييتيك ايلاند شمال شرق استراليا. وقد امضى طفولته متنقلا من مكان لآخر بحسب رغبات والدته كريستين آن اسانج الفنانة التي انفصلت عن والده حتى قبل ولادته.
وحتى سن الخامسة عشرة عاش في اكثر من ثلاثين مدينة استرالية وتنقل من مدرسة الى اخرى قبل ان يحط في ملبورن حيث درس الرياضيات والفيزياء والمعلوماتية.
وبما انه موهوب ويعمل بجد، استماله القراصنة وبدأ يخترق المواقع الالكترونية لوكالة الفضاء الاميركية (سانا) او وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، مستخدما الاسم المستعار “مينداكس”.
وخلال هذه الفترة رزق بصبي اسمه دانيال اختلف على حضانته مع والدته.
وعندما اطلق “ويكيليكس” بهدف “تحرير الصحافة” و”كشف اسرار وتجاوزات الدولة” اصبح بحسب احد كتاب سيرته “اخطر رجل في العالم”.