خصص منتدى فاس مكناس الاقتصادي في ختام فعاليته نهاية الأسبوع الماضي، تكريما خاصا للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وتسلم التكريم معالي “ماجد علي المنصوري” العضو المنتدب للصندوق، حيث جاء الاحتفاء تقديراً لمساهمة الصندوق القيمة في دعم جهود ترسيخ مفهوم الحفاظ على طيور الحباري، ودوره في نشر وتثقيف كافة فئات المجتمع بالحباري وأنواعها وأهمية استمراريتها وإكثارها.
وأعرب معالي “ماجد المنصوري” عن سعادته بهذا التكريم، قائلاً بأن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يسعى لاستكمال مسيرة النجاح التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي بالتوجيهات والمبادئ التي أرساها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبإستراتيجية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لإعادة توطين الحبارى في الإمارات وشبه الجزيرة العربية ودول الانتشار الأخرى، بالإضافة إلى الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى لاستدامة هذه الطيور وإكثارها في الأسر وإطلاقها في البرية.
التكريم الذي جاء على هامش المنتدى الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس ما بين 10 – 12 مايو تحت شعار “المجال الترابي، المقاولة والذكاء الاقتصادي…مؤهلات، شراكات، وآفاق”، وذلك تقديراً لدور الصندوق في إطلاق مبادرات إستراتيجية وأفكار إبداعية ساهمت في خفض مؤشرات تراجع أعداد الحباري عبر إعادة توطين طيور الحبارى المكاثرة في الأسر في البيئات الطبيعية بغرض تعزيز أعدادها في البرية.
كما تمت الإشادة بالدور الرائد للصندوق في تطوير آليات التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية للبحث عن السبل الناجحة لحماية هذا النوع من الطيور وضمان بقائه بأعداد وفيرة.
وأوضح معالي “ماجد المنصوري” أن هذا التكريم جاء تقديراً لالتزام دولة الإمارات بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة في مجالات الحفاظ على التنوع البيئي واستدامته، مشيراً إلى أن برامج الصندوق أحدثت تأثيرات إيجابية على المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص العمل للسكان المحليين في مراكزها ونشر التوعية بحماية وصون الحياة الفطرية.
وقال: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في أن تحتل مكانة متميزة في سعيها للحفاظ على الحبارى على المستوي الدولي، فحرصت على توفير الحلول العملية المدروسة للحد من المخاطر التي تواجهها، وخلق بيئة مستدامة وصحية لها، وينبع ذلك من مبادئنا وقيمنا الأصيلة المرتبطة بالفراسة والمعرفة العلمية بالحياة الفطرية، مضيفا أن ذلك جاء تحقيقاً لأهداف قيادة دولة الإمارات في حماية الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي.
وأضاف: “ترسخ المبادرات الإستراتيجية التي تبنتها دولة الإمارات جهودها الرائدة في مجالات الحفاظ على التنوع البيئي بشكل عام وطيور الحباري بشكل خاص، فمشاريع الإكثار في الأسر انطلقت في أبوظبي منذ أكثر من 40 عاماً، وحققت نتائج متميزة رغم صعوبة تكاثر الحبارى في الأسر للخصوصية التي تتميز بها عن غيرها من الطيور التي يمكن إكثارها في الأسر”.
وأفاد بأن أجندة مشاريع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى تضمنت العديد من المشاريع التي أبصرت النور خلال السنوات الماضية، ومن المشاريع التي يشرف عليها الصندوق مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في ميسور الى جانب محطة أنجيل لإكثار حبارى شمال إفريقيا، لافتاً إلى أن نسبة المواطنين المغاربة العاملين ضمن مشاريع المركز بالمغرب بلغت أكثر من 92%.
وقال “إن القائمين على مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية أولوا على عاتقهم مهام توظيف السكان المحليين في الأنشطة والبرامج التي يقوم الصندوق بتنفيذها في مختلف أرجاء العالم، مشيدا بدور المركز في جمع المعلومات التي توصل إليها المختصون والباحثون من مختلف دول العالم لتعزيز الأبعاد العالمية للحفاظ على الحبارى”.
وساعد الصندوق من خلال مراكزه وبالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء العديد من مشاريع البنى التحتية التي تحتاجها مناطق انتشار الحبارى كالطرق والجسور وبناء المساكن والمدارس ورياض الأطفال والمستشفيات والمساجد وإقامة محطات الكهرباء والمطارات والعبارات وغيرها.
وأضاف المنصوري: “وإيماناً منا بأهمية الحفاظ على طائر الحباري، يسعى الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري وبشكل مستمر بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية وشركائنا لدعم تطوير منظومة التنوع البيئي، ولعل أبرز أوجه هذا التعاون هو شراكتنا مع معظم دول العالم بهدف ترسيخ مفهوم البيئة المستدامة لدى كافة المعنيين من خلال تنفيذ وطرح العديد من المبادرات والبرامج البيئية”.