مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح ‘وادي سيليكون فالي’ المستقبل
وكذا مشروع إعادة تأهيل ثلاثة فنادق عتيقة توجد بقلب المدينة القديمة لمراكش.حيث تعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من برنامج “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لصيانة وضمان استدامة الموروث التاريخي الوطني، وعزم جلالته الراسخ على تعزيز تموقع المدينة الحمراء كوجهة سياحية لا محيد عنها بالمغرب.
ويتميز المغرب بتراث غني وتاريخ عريق ما فتئ جلالة الملك يقوم بتثمينه في العديد من المدن (فاس الدار البيضاء، طنجة). ويتعلق الأمر بعمل حقيقي من أجل المحافظة على الذاكرة الوطنية.
وتحمل هذه المشاريع، التي رصدت لها استثمارات تفوق قيمتها 31 مليون درهم، في طياتها طموحا جديدا للمدينة القديمة لمراكش، حيث تروم تحسين ظروف عيش الساكنة، والنهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة المتحفية، والحفاظ على إرثها التاريخي والمعماري.
ومن شأن مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة “بن يوسف” في اتجاه “جامع الفنا” مرورا عبر ساحة “بن صالح”، المساهمة في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار، لاسيما المسجد والمدرسة العتيقة بن يوسف، وفنادق زنيبر، لحبابي، الخادي، زيات، سلهم، ولد علال بقشاش، مولاي عبد الله، سلاس، مولاي حفيظ، بن عبد الله، سيدي إسحاق، بلعيد، القباج، وبن شبابة.
كما سيتيح هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي قدره 27 مليون درهم، ممولة من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، تثمين الساحات العمومية “بن يوسف”، و”الموقف”، و”مارستان”، و”الرحبة القديمة”، و”جامع الفنا”، و”بن صالح”. وستعرف هذه الأخيرة أشغال إعادة تأهيل جد هامة، وذلك طبقا لمقاربة تراثية غايتها الحفاظ على أصالتها وطابعها التاريخي.
كما يروم مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة “بن يوسف” في اتجاه “جامع الفنا” مرورا عبر ساحة “بن صالح”، تحسين جمالية واجهات البنايات التي يعبرها المسار، لاسيما من خلال القضاء على المكونات الدخيلة، وترميم الدعامات الخشبية، ومعالجة التشوهات التي طالت الجدران.
ويتعلق الأمر، أيضا، بترميم الأسقف الخشبية، وتكسية الأرضية، وتقويم أبواب الأحياء، ومعالجة مشاكل الربط بالشبكات التقنية، والارتقاء بالمشهد الحضري، وتحديث شبكة الكهرباء العمومية وغرس نباتات وأشجار للزينة تتلاءم مع طابع المدينة القديمة.
ويهم المشروع الثاني الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته اليوم، إعادة تأهيل الفنادق العتيقة “سلهم” و”الزيات” و”سيدي عبد العزيز”، وذلك باستثمار إجمالي قدره 4,14 مليون درهم ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويعكس هذا المشروع، الذي سيعود بالنفع على 125 معلما حرفيا و300 صانعا تقليديا في مهن النجارة، والحياكة، وصناعة الجلد، والنحاس، روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المستلهمة من الفلسفة الملكية الرامية إلى محاربة الفقر، والهشاشة، والإقصاء الاجتماعي. وسيكون المشروع جاهزا في غشت 2017.
يذكر أن أشغال إعادة التأهيل شملت 25 فندقا عتيقا بالمدينة القديمة لمراكش برسم الفترة 2005- 2015، ، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويعكس مشروع تأهيل الفنادق المذكورة عمق العلاقات الإنسانية والتجارية التي كانت تربط المغرب بإفريقيا.
وتنسجم المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك اليوم، تمام الانسجام، مع مخطط تنمية المدينة الحمراء “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، الذي يروم إيجاد شروط تنمية متناغمة ومستدامة، من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتكريس مكانة المدينة كوجهة سياحية لا محيد عنها.