فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
وستكون محطته القادمة أمام المانشافت، ذلك المنتخب الذي وصفه جيرو بأنه “الوحش الأسود بالنسبة للفرنسيين”، فهل تفعلها الماكينات؟ دخلت مباراة ألمانيا أمام إيطاليا تاريخ الكرة الأوروبية من بابها الواسع، بعد أن كانت موقعة دراماتيكية بامتياز، بـ18 ضربة ترجيح حسمها المنتخب الألماني في النهاية لصالحه بفضل كل من العملاق مانويل نوير وزميله هيكتور الذي سدد ضربة الترجيح الأخيرة، ليصعد أبطال العالم إلى الدور نصف نهائي ليورو 2016.
المنافس القادم هو المنتخب الفرنسي المنتشي بفوزه الساحق على إيسلندا بخمسة أهداف مقابل هدفين، في مباراة أظهرت جليا حجم الإمكانيات الفردية الكبيرة التي يتوفر عليها أصحاب الأرض. نظرا لاعتبارات عديدة تبدو الإجابة صعبة عند السؤال عن هوية المرشح للفوز في مباراة الخميس القادم (السابع من يوليوز 2016) على ملعب مرسيليا. الحماسة الفرنسية قد يقول البعض إن عدوى الحماسة التي أصابت الفريق الفرنسي بعد عرس الأهداف في مرمى إيسلندا من شأنه أن يكون دافعا قويا ضد الماكنات الألمانية. وهي العدوى التي لم تصب الفريق فحسب وإنما أصابت فرنسا جميعها، البلد المنظم للبطولة.
غير أن مدرب المنتخب الألماني قلّل من خطر تلك الحماسة مذكرا أن الوضع مماثل لما حصل في مونديال البرازيل حين كان منتخب السامبا على أرضه مسلحا بتشجيع نحو 200 مليون شخص، ومع ذلك سقط سقوطا فضيعا في براثن الألمان الذي دكوا شباكه بسبعة أهداف بالكمال والتمام مقابل هدف يتيم. ورفض لوف أن يعتبر الفرنسيين كمرشحين للفوز، معتبرا أن ذلك سيكون “أمرا سهلا فلدينا إصابات، ولديهم أفضلية الأرض”، ويتابع لوف: “لكن ذلك لا يلعب أي دور بعد الدقيقة 90 أو 120 من زمن المباراة. ستكون مباراة متكافئة. وأنا سعيد جدا بهذا اللقاء، وهذا ما يجعلني أعشق مباريات دور المغلوب”.
وحتى المدرب الفرنسي ديدييه ديشان رفض اعتبار فريقه مرشحا ضد ألمانيا وقال “كلا، صحيح بأن معنوياتنا ارتفعت بعد الفوز على إيسلندا لكن ألمانيا تبقى ألمانيا. إنها أفضل فريق في العالم ومن المنتخبات القليلة التي تستطيع السيطرة على الأمور”. تقارب في أسلوب اللعب! الفريق الألماني والفرنسي متقاربان في طريقة اللعب وإن كان الدفاع الألماني وإلى غاية اللحظة أظهر قوة وثباتا أكبر. كما أن كلا الفريقين يتمتعان بقدرات فردية رهيبة. وحسب يواخيم لوف فحتى وإن كان “الإيطاليون يتوفرون على أفضل الردود، إلا أنهم مكشوفين. عكس المنتخب الفرنسي، بسبب التغيير المتواصل للمراكز، حيث من الصعب فك شيفرته”.
ولدى منتخب الديوك خشية كبيرة من هذه المواجهة، وهذا ما نلحظه في تصريحات المهاجم الفرنسي أوليفر جيرو حين أقرّ بأن المانشافت لا يمثل ذكريات طيبة بالنسبة لمنتخبه، معلنا من مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن “ألمانيا هي الوحش الأسود بالنسبة لنا”. والتقى المنتخبان الألماني والفرنسي في مواجهات من العيار الثقيل عبر تاريخ بطولات كأس العالم، إلا أن هذا الصراع بين البلدين لم يكن في أية مرة من خلال بطولة كأس أمم أوروبا.
ومن مجموع أربع مواجهات حقق الفرنسيون انتصارا واحدا مقابل ثلاثة انتصارات للألمان كانت آخرها في مونديال البرازيل. تقارب في الأهداف وإذا كان المنتخب الفرنسي يحلم بالتأهل إلى نهائي البطولة المقامة على أرضه، فإن لوف الذي عانى من خيبات عديدة في البطولات الأوروبية يطمح الآن إلى تثبيت اللقب العالمي باللقب الأوروبي. أما الفرنسيون فيحركهم بقوة دافع الثأر للمنتخب الذي طردهم من بطولة العالم 2014. وهذا ما صرح به الاعب جيرو عندما قال: “إن فريقه يريد إصلاح ما حدث في البرازيل”.