فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
أوردت جريدة “الخبر” الجزائرية، أن برنامج “ناس السطح” الشهير قد جرى منع تصويره بأمر من الأمن الجزائري، ويعد هذا البرنامج الثاني في ظرف أسبوع الذي يتم إيقافه بالنسبة لقناة “كا بي سي” التابعة لمجمع “الخبر” الإعلامي.
وتواصل الحكومة الجزائرية حربها على مجمع “الخبر” الإعلامي في الجزائر المملوك لرجل الأعمال يسعد ربراب. وفي خطوة غير متوقعة، داهمت فرقة الدرك الوطني اليوم استديو برنامج “ناس سطح” الذي يبث في قناة “كاي بي سي” بالمعالمة بالعاصمة، وقام عناصر الدرك بتوقيف التصوير.
وذكر موقع جريدة “الخبر” أن رئيس مجلس إدارة “الخبر” زهر الدين سماتي قد استدعي من قبل مصالح الدرك للاستماع لأقواله، فيما تم وضع مدير عام القناة مهدي بن عيسى رهن الحجز تحت النظر، ما يعني التحفظ عليه إلى غاية عرضه على وكيل الجمهورية ثم قاضي التحقيق.
ويكتسب برنامج “ناس السطح” الذي يبث في شهر رمضان شعبية كبيرة في الجزائر، ويبث في أوقات ذروة المشاهدة مباشرة بعد الإفطار. وقد تغير اسم البرنامج من “جرنان القوسطو” إلى “ناس السطح” في موسمه الثالث لهذا العام، مع الاحتفاظ بنفس تصميم البرنامج والممثلين.
ويتناول “ناس السطح” بقالب ساخر الوضع السياسي في الجزائر، وتقوم فكرته على عرض نشرة أخبار خاصة يتم فيها استضافة ممثلين يؤدون أدوار شخصيات سياسية بارزة، تتم محاورتها حول المشاكل والأزمات التي تعترض القطاعات التي يشرفون عليها بأسلوب يعتمد على إبراز عيوب التسيير والحكم في الجزائر بأسلوب كاريكاتوري طريف.
وكسر هذا البرنامج عدة طابوهات سياسية بجرأته العالية في التناول، فحلقات لم تستثنِ أحدًا من المسؤولين، بما في ذلك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يتم تقليد صوته بمهارة وكذلك شقيقه وأقرب مستشاريه السعيد بوتفليقة الذي تتهمه أوساط سياسية بأنه هو المسير الحقيقي للجزائر في ظل مرض شقيقه، بالإضافة إلى تقليد بعض قادة المؤسسة العسكرية.
ويشبه البرنامج حال الجزائر بـ”السطح” وهي في العامية الجزائرية تعني المكان الخاوي أعلى المنزل، ومن ثم تصبح تسمية “ناس السطح” معناها الجزائريون، بينما “مول السطح” أي صاحبه هو الرئيس و”خو مول السطح” هو شقيقه ومستشاره الحالي.
وكان برنامج “كي حنا كي الناس” الساخر هو الآخر على قناة “كا بي سي”، قد تعرض للإيقاف قبل أسبوع حيث تم منع طاقمه من التصوير، تارة بإغلاق السلطات للاستديوهات التي كانت تحتضن البرنامج بحجة أنها غير قانونية، وتارة أخرى بمبرر عدم امتلاك القناة للتراخيص اللازمة بتصوير البرنامج وفق الطريقة التي يتم إخراجه بها.
وتتحجج السلطات الجزائرية، قناة “كا بي سي” بعدم امتلاك التراخيص اللازمة للتصوير، وتغيير طبيعتهما من برنامجين ثقافيين إلى سياسيين دون الحصول على الموافقة. لكن السياق الذي أعلن فيه إيقاف البرنامجين، يوحي بحسب مراقبين، إلى عدم رضا السلطات الجزائرية على سقف الحرية العالي للقناة، خاصة بعد شرائها من رجل الأعمال يسعد ربراب المعروف بعلاقاته المتوترة مع الحكومة.