ومرّة أخرى، يؤكّد هذا الموعد السنوي الدولي باختياره لموضوع “الفلاحة المرنة والمستدامة” على الدينامية الجيّدة للقطاع الفلاحي المغربي. ويأتي اختيار موضوع هذه السنة ليُجيب على انشغالات القطاع الذي أصبح معرّضا أكثر فأكثر لمخاطر التغيرات المناخية.
وقد استطاع المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب على مرّ السنوات أن يفرض نفسه على كبار أصحاب القرار الوطنيين والدوليين باعتباره من أهمّ المواعيد على صعيد القارة الإفريقية. وبامتداده على فضائين من 17 هكتار، وإحتوائه على 9 خيمات، يسعى المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، هذا الحدث المهني الأكبر في القطاع، إلى المسايرة الدقيقة لمخطط المغرب الأخضر الذي يُجسّد البرنامج الوطني لتنمية القطاع،. هكذا، وفي كلّ سنة، يتزايد أكثر فأكثر عدد العارضين والزوار مساهمين بحضورهم في جعل كلّ دورة تلقى نجاحا يتجاوز صداه حدودنا القارية.
وتكتسي هذه الدورة الحادية عشر للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب دلالة قصوى بما أنّها تتوسّط حدثين كونيين شديدي الأهمية بالنسبة للمحيط البيئي، مؤتمر باريس حول التغيرات المناخية La COP 21 المنعقد في دجنبر المنصرم والمؤتمر المرتقب بمراكش في نونبر 2016 La COP 22 . وإنّ المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ل2016، ومن خلال الموضوع الذي اختاره لهذه الدورة، يقدّم الإطار الملائم لتقييم عشر سنوات من ازدهار القطاع الفلاحي المغربي. وإضافة لذلك، تأتي هذه الدورة على بعد أربع سنوات من انتهاء مخطط المغرب الأخضر. وهو المخطط الذي يمثل استراتيجية قوّية للتنمية الفلاحية التي تسعى لجعل الفلاحة الوطنية دعامة حقيقية للتقدّم الاجتماعي والاقتصادي في أفق 2020.
الدورة الحادية عشر تضع الفلاحة المرنة والمستدامة في قلب كلّ الرهانات
كيف يمكن مواجهة التّحديات المرتبطة بفلاحتنا مثل تدبير التربة الفلاحية، والحفاظ على الماء والاستعمال المعقلن للماء والسماد ومنتجات الصحة النباتية، والحدّ من تأثير العمل الفلاحي على المحيط البيئي، وراحة الفلاحين وسلامتهم، وإنتاج الطاقات المتجدّدة انطلاقا من النفايات الفلاحية، والإنتاج بطريقة مستدامة.
إنّها أسئلة كثيرة ستكون موضع نقاش أثناء مختلف الأنشطة والمحطات التي سيعرفها المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ل 2016.
ويطمح المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب من خلال برنامج علمي غني في تصوّره، وفعّال في توجّهه إلى أن يكون إطارا ملائما للجواب عن الرهانات المتعدّدة التي يتعيّن أن تواجهها اليوم الفلاحة. كما أنّه يقدّم فرصا استثنائية لمهنيي القطاع لتقاسم تجاربهم المتعدّدة الأبعاد، وأيضا التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهيكلة.