ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
ببسمتها المعهودة المرسومة على محياها البشوش، كانت الشاعرة آسيا الرياحي رئيسة مكتب فرع الرباط لرابطة كاتبات المغرب رفقة عضوات الرابطة في استقبال ضيوفها الوافدين من مختلف المدن المغربية صوب المركب الثقافي أكدال بعد زوال يوم السبت الماضي، لمشاركتها حفل توقيع منجزها الشعري ” ظمأ … في حضرة الرذاذ ” في أجواء احتفالية وسط بهو المركب وقعت خلالها نسخ من الديوان بعد تناول التمر والحليب على الطريقة المغربية الأصيلة، لتنطلق بعدها وقائع الحفل البهيج الذي قدمت فقراته بنبراتها الشاعرية الإعلامية المتألقة لمياء الخلوفي، بترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم على لسان المقرئ الصديق بورحيم، وقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد زوج المحتفى بها، وترديد النشيد الوطني.
وباسم مكتب الفرع قدمت عضوة المكتب الشاعرة نادية بوغرارة كلمة أكدت فيها “على ضرورة انخراط المرأة في المشهد الثقافي المغربي والمغاربي والعربي “… مشيدة بدور الفرع “في إنارة مهارة الفكر بالعاصمة بأنامل إنسانية” ونوهت فيها بمجهودات عضوات المكتب وبأنشطته الثقافية التي عرفت حضورا وازنا لبعض الفعاليات الثقافية والإعلامية، مستعرضة المشروع الثقافي لفرع الرابطة الذي يتضمن برنامجا ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا يروم تقريب المثقف من جميع شرائح المجتمع، وانفتاحه على كافة الفعاليات… ويأتي احتفال مكتب الفرع بالشاعرة آسيا الرياحي كانطلاق لبرنامجها بعد انتهاء فترة حداد الشاعرة… بعدها تم عرض شريط توثيقي لمسار المحتفى بها الأدبي ، وأهم المحطات الفكرية التي ساهمت فيها، ليقدم بعده الشاعر والناقد الأستاذ يوسف الموساوي قراءة عميقة في الديوان منطلقا من تفكيك بنية عتبة غلاف الديوان الذي صممه الشاعر الفنان قاسم البريني، كما تناول فيها أهم الخصائص الشعرية في نصوص الديوان على مستوى المضامين والصور الشعرية والبلاغية التي تمتح بعض مفرداتها وصورها من القرآن الكريم…
تنوعت باقي فقرات الحفل بين لحظات البوح الماتع الممتع قدمت خلالها المحتفى بها قراءات مختارة من ديوانها الشعري إلى جانب قراءات أخرى في المعرب والزجل صدح بحروفها الندية الشاعرة والقاصة رحيمة بلقاس، الشاعر قاسم لبريني، الشاعرة فايزة حمادي، وشاعرة سبو خدوج الغزواني الساكت ، إضافة إلى كلمة رئيسة رابطة كاتبات المغرب المركزية السيدة عزيزة يحظي عمروشهادة بعبق الشعر أدلت بها الشاعرة خدوج الغزواني الساكت. وتخلل فقرات الحفل لحظات طرب ونغم مع الفنانين عصام لبريكي، وأيوب التيجاني بأداء رائع لأغاني كلاسيكية وعصرية، والطفلتان الواعدتان كوثر وكنزة التوزاني اللتان جعلتا الحضور يتماهى في لحظات انتشاء مع أدائهما الأخاذ…
ما ميز الحفل أيضا المفاجأة السارة التي خلقها مكتب الفرع والتي كان لها أثر طيب في نفوس المنخرطين الثلاثة الأوائل في فرع الرابطة حيث خصصت لهم جوائزوهم: بهيجة أكرو من القنيطرة وعزوزي بوزيد من تاونات، وخديجة بنشقرون من الرباط. كما قدم محبو ومحبات الشاعرة آسيا الرياحي وممثلو بعض الجمعيات هدايا رمزية للمحتفى بها تكريما لها واعترافا بحضورها الفاعل في الساحة الثقافية، هذا إلى جانب شهادات تقديرية بحلى جميلة قدمها مكتب الفرع للمشاركين والمشاركات في الحفل الذي عرف نجاحا باهرا، واختتم بحفل شاي على شرف الحضور.