عرف التاريخ قادة وزعماء تولّوا مقاليد السلطة في سن مبكرة، وبعضهم نودي بهم ملوكاً وحكاماً وهم في مرحلة الطفولة. ويزخر الحاضر بشخصيات قيادية فتية تحت سن الأربعين تتولى مناصب رفيعة، تتحدث إيلاف عن أبرزها ضمن هذا الملف.
ملف خاص بإيلاف: لا سن رشد في السياسة بالرغم من أن الشعوب تميل إلى انتخاب زعماء تجاوزوا الأربعين ظنًا منهم أنهم راكموا خبرة سياسة يحتاجونها لإدارة البلاد، إلا أن ثمة زعماء “صغار سنًا” تحت الـ 40 عاما حكموا ويحكمون بنجاح.
وتتولى شخصيات شابة عدة مناصب رفيعة في عدد من دول العالم، وفي ما يأتي نظرة فاحصة لأصغر الزعماء الحاليين سنًا في العالم.
الأمير اليافع
يافع هو الأمير مولاي الحسن ابن ملك المغرب محمد السادس وولي عهده. إنه أصغر ولي عهد في العالم بدأ رحلة الألف ميل نحو العرش بخطوات واثقة، مستعدًا ليشتغل “ملكًا” في المستقبل.
الأصغر… كوري شمالي
أصغر الزعماء سنًا في العالم اليوم هو كيم جونغ – أون (31 عامًا)، زعيم كوريا الشمالية المطلق منذ 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011. وهو ثالث زعيم مطلق للبلاد خلفًا لأبيه كيم جونغ – إيل الذي بدوره خلف أباه الزعيم الشيوعي المؤسس كيم إيل – سونغ.
لا معلومات موثقة بدقة عن كيم، فمجتمع كوريا الشمالية مغلق، وحتى إسمه الأصلى يحوم حوله اللغط، إذ تشير بعض المصادر إلى أنه كيم جونغ – وون. وبطبيعة الحال، معظم المعلومات العامة المتعلقة بشخصه يشوبها شيء من الغموض، والكثير منها تقارير منسوبة إلى جهات كورية مناوئة. المسجل رسميًا أنه ولد يوم 8 كانون الثاني (يناير) 1982 في حين تشير مصادر في كوريا الجنوبية أنه ولد بعد سنة من هذا التاريخ. كذلك المتداول عنه أنه الولد الأوسط لأبيه كيم جونغ – إيل وأمه كو يونغ-هوي بعد شقيق أكبر منه وشقيقة أصغر منه.
ويسود الغموض مراحل تعليمه، إذ يقال إنه درس في مدرسة دولية خاصة قرب برن عاصمة سويسرا. كما يقال إنه درس في جامعة كيم إيل – سونغ العسكرية، التي تحمل اسم جده الزعيم المؤسس في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ. وقد منحته جامعة خاصة في ماليزيا دكتوراه فخرية.
بفقدان أخوه (غير الشقيق) كيم جونغ – نال الحظوة عند أبيه مهد الطريق أمامه، وبحسب تقارير إعلامية كورية جنوبية في مطلع العام 2009، وقع عليه اختيار أبيه لخلافته. وبسرعة، خلال العام التالي 2010، رقّي في قيادة الحزب وتولى منصب نائب قائد الجيش. ويوم 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011 تولى رئاسة البلاد إثر وفاة أبيه.
نجم السعودية الساطع
أصغر وزير دفاع في هذا العالم هو الأمير محمد بن سلمان، الذي بث في الادارة السعودية روح الشباب بعنفوانه، وواجه تحدي الحرب في اليمن فكان على قدر المسؤولية الكبرى.
منذ انطلاق “عاصفة الحزم” في اليمن في 26 آذار (مارس) الماضي، ما انفك الأمير محمد بن سلمان يثير الإعجاب بكفاءته وقدرته على اتخاذ القرارات وسرعته في استجابة التحديات على أنواعها. وساهم في تسليط أنظار الدول عليه كونه أصغر وزير دفاع في العالم، كما أنه لم يتلق علومًا عسكرية لكنه استحق عن جدارة لقب “الجنرال المدني”.
الفرنسية – المغربية الحازمة
حيّرت ابنة فرنسا المغربية الأصل الكثير من الفرنسيين، فنجاة فالو بلقاسم صعدت السلم هينًا، وتبوأت المناصب فكانت من أهل العزيمة، رغم صغر سنها.
حمدان بن محمد
اكتسب ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد مهارات القيادة والإدارة الحكومية من خلال قربه من والده نائب رئيس دولة الأمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، ولعلّ معايشة خرّيج كلية “ساندهيرست” العسكرية الملكية البريطانية لوالده رجل القرار الشيخ محمد بن راشد كانت لها الأثر الأكبر في تكوين شخصيته على ما صرّح بنفسه: “تخرّجت في مدرسة محمد بن راشد. هو لي مدرسة حياة ومصدر إلهام مستمر. تعلمت وما زلت أتعلم منه كل يوم”.
لاجئة المسلمة وزيرة في السويد
فاجأت السويد العالم في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 بتعيين فتاة مسلمة، وصلت لاجئة إلى البلاد مع عائلتها البوسنية وهي بعمر 5 سنوات، وزيرة للتعليم ما قبل الجامعي ورفع الكفاءات. بعمر 27 عامًا فقط صارت الوزيرة عايدة الحاج علي أسطورة وملهمة للشباب والشابات اللاجئين إلى أوروبا.