فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
و ذلك بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، شكل ردا قويا على كل تهجمات الأطراف المعادية لمصالح المغرب، وخاصة الجزائر ومن ورائها صنيعتها "البوليساريو".
وأضاف الأستاذ الحسيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أهمية الخطاب الملكي السامي جاءت في مستوى حدث تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي استرجع المغرب بفضلها أقاليمه الجنوبية.
واعتبر الأستاذ الحسيني أن أهمية الخطاب الملكي السامي جاءت، كذلك، مرتبطة في آن واحد بالحماس الشعبي وبالاستقبال الرائع الذي خصت به ساكنة مدينة العيون جلالة الملك محمد السادس، وهو شيء كان معبرا بقوة عن وضعية الأمن والاستقرار التي تعيشها هذه المنطقة بالذات.
وأوضح الأستاذ الحسيني أن جلالة الملك ركز، في خطابه السامي، على ثلاثة محاور أساسية، في تناول الوضع الراهن والمستقبلي، تهم الوضع الداخلي والجهوي والدولي، معتبرا أن الشيء المهم في هذه المحاور الثلاث هو أن الخطاب الملكي كان صارما وواضحا ودقيقا ومعززا بالحجج.
ففي ما يتعلق بالوضع الداخلي، قال الأستاذ الحسيني إن جلالة الملك أعطى جوابا واضحا بالنسبة لوضعية انحباس المسار الأممي الذي أصبح يعاني من التلكؤ على مستوى المفاوضات، موضحا جلالته أن المغرب حقق تطورات جد مهمة، من جهة على المستوى السياسي من خلال تفعيل الجهوية المتقدمة، التي ترتكز على القناعة الراسخة بمشاركة قوية لسكان الصحراء في الاستحقاقات الانتخابية واختيارهم لممثليهم، وهو المسار الذي أخذ طريقه بقوة، ومن جهة أخرى ما يتعلق بتطبيق المقترحات التي قدمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والتي تهم، على وجه الخصوص، المشاريع التي تم إطلاقها، والتي أذنت بالمرور إلى مرحلة جديدة يطبعها الاستثمار والمشاريع الكبرى من سكة حديدية وطرق وموانئ وغيرها.
وبخصوص الوضع الجهوي، قال الأستاذ تاج الدين الحسيني إن جلالة الملك قام، ولأول مرة، بتحليل دقيق لما يقع في تندوف، سواء على مستوى وضعية الساكنة هناك، أو على مستوى وضعية القيادة التي تشرف على "البوليساريو" أو على مستوى دور الجزائر، موجها جلالته انتقادات حادة لكل من هؤلاء، وموضحا أن هذه الانتقادات ليست مجردة بل مدعمة بالحجج، بحيث سجل جلالة الملك، في ما يتعلق بسكان تندوف، أن وضعيتهم مأساوية ولا يتمتعون بأدنى وسائل العيش الكريم، وأن الذين وضعوهم في هذا القفص دفعوهم نحو التسول الذي لا تصل أمواله إلى هؤلاء المحرومين بل يتم اقتناصها من طرف تلك القيادات، مؤكدا أنه من واجب هذه الساكنة أن تنتفض على هذا الوضع لتغير وضعيتها المأساوية وإلا فإنها ستتحمل مآل وضعيتها.
وبالنسبة لقيادة "البوليساريو"، يقول الأستاذ الحسيني، فإن جلالة الملك وضع النقاط على الحروف بالنسبة لسرقة وتحويل المساعدات الدولية، وأعطى جلالته حججا بحوالي 60 مليون أورو تمنح سنويا، وحججا أخرى بوجودها في أبناك بدول بأمريكا اللاتينية ودول أوروبية بأسماء هذه القيادات التابعة ل"البوليساريو". ثم بالنسبة للجزائر التي تتحمل مسؤولية هؤلاء اللاجئين والتي رفضت إحصاءهم وتمكينهم من وسائل العيش الكريم.
وقال الأستاذ الحسيني إن جلالة الملك سجل، في المحور الأخير المتعلق بالوضع الدولي، أن المسار الأممي يتعثر بكيفية مقصودة، مضيفا أن جلالته وضع النقاط على الحروف كذلك بتأكيده أن سقف التنازلات قد انتهى، وأن مشروع الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب منذ سنة 2007، سيبقى آخر ورقة يمكن أن يقدمها المغرب في هذا المجال.
وأكد جلالة الملك، يضيف الأستاذ الحسيني، أن هؤلاء الذين يختارون ممثليهم ويمارسون كل حقوقهم ويحظون باحترام حقوق الإنسان ولهم فرصة أن يعيشوا كرماء في الصحراء ولهم أن يحققوا الاستقرار والأمن الذي لا تنعم به أي جهة في منطقة الساحل والصحراء كما هو الحال في الأقاليم الجنوبية للمملكة، كل ذلك يعطي صورة حقيقية عن كون المغرب لا يسوق الأوهام كما هو الحال بالنسبة للجزائر و"البوليساريو"، بل هو يمارس المنجزات في عين المكان ويحقق المستقبل الزاهر لأبناء المنطقة.