بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
من علي الصالح وفادي أبو سعدى: وسط تهديدات بإعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية في عملية «سور واقي 2» تشهد الضفة الغربية المحتلة بدايات انتفاضة ثالثة تفرضها سياسات وإجراءات حكومة بنيامين نتنياهو وسلطات احتلالها ومستوطنوها الذين يعيثون فسادا وتخريبا، لا سيما في القدس المحتلة والحرم القدسي الشريف. ويبدو أن الأمور بدأت تفلت تدريجيا من أيدي السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، مع دخول حركة فتح وقوات العاصفة في العملية التي تمت في منطقة قرية بيت فوريك في محافظة نابلس شمال الضفة، وأصبح الكلام الدارج في الأراضي الفلسطينية.
ففي عمليتين مسلحتين نفذ إحداهما أحد عناصر الجهاد الإسلامي من مدينة رام الله قتل إسرائيليان أحدهما حاخام في الجيش يستوطن في البلدة القديمة، وجندي آخر وجرح آخرون قبل أن يتمكن منه رجال الشرطة في البلدة القديمة وينفذوا به حكم الإعدام الميداني. ونفذ العملية الأولى مهند حلبي وهو من قرية سردة شمال رام الله، والعملية الثانية فادي علون الذي أعدم أيضا ميدانيا وراح المستوطنون يركلون جثته بأرجلهم.
وفي العملية الأولى قام مهند بطعن أحد الجنود في البلدة القديمة فخرج الحاخام في الجيش نحاميا لافي (41 عاما) من منزله يستطلع الأمر شاهرا سلاحه ويساعد المستغيثين، فطعنه الفدائي وجرده من سلاحه وقتله، واستخدم السلاح في إطلاق النار على آخرين.
ووصف بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أن بيان حركة فتح الذي اعتبر الإرهابي الذي نفذ عملية القدس بطلا يشكل دليلا أكثر من كل شيء آخر على دعم السلطة الواضح للإرهاب»، «هؤلاء هم معتدلو السلطة وما يسمى بالشريك في السلام».
وعاد نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة فاستقبلته موجة من الانتقادات من داخل الحكومة والمعارضة، وكذلك تظاهرة من اليمين واليسار تطالب باستقالته على خلفية التطورات الأمنية التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتان.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي، سرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني «قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة». ونقلت الوكالة عن بان كي مون قوله إنه سيجري اتصالا مع نتنياهو الليلة لـ «نقل الرسالة من أجل وقف التصعيد الذي يقوم به المستوطنون».
وعقب العمليتين منعت سلطات الاحتلال فلسطينيي الضفة من دخول البلدة القديمة ليومين. وبدت البلدة القديمة، المزدحمة عادة، مدينة أشباح صباح أمس، مع المحلات التجارية المغلقة والشوارع المقفرة، إلا من بعض السياح ومئات من رجال الشرطة الإسرائيليين الذين يحرسون أبوابها، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية. وهذه المرة الأولى منذ سنوات التي تغلق فيها إسرائيل البلدة القديمة أمام الفلسطينيين. ونشرت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات عند كل مداخل البلدة القديمة. ولم يتمكن سوى حملة جوازات السفر الأجنبية او حملة الهوية الإسرائيلية بصفة «مواطن» من دخول البلدة القديمة.
واعتدى مستوطنون على الشاب المقدسي تيسير أبو رموز بالطعن والضرب أثناء وجوده في مكان عمله في باب المغاربة للمسجد الأقصى أمس.
وتشهد مدن الضفة الغربية حالة من الغليان وحرب شوارع حقيقية بدءا من جنين في شمال الضفة مرورا بنابلس ورام الله وبيت لحم والخليل في الجنوب. ففي بيت لحم أصيب جندي إسرائيلي بجروح أمس جراء إلقاء عبوة ناسفة محلية الصنع، باتجاه موقع عسكري إسرائيلي، قرب قبر راحيل شمال مدينة بيت لحم جنوب الضفة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي «أصيب جندي إسرائيلي، بعد ظهر أمس، جراء إلقاء عبوة ناسفة محلية الصنع، على موقع عسكري» على الأطراف الشمالية من المدينة.
وعاشت مدينة جنين وتحديدا مخيمها ليلة من المواجهات عندما اقتحمتها قوات الاحتلال بحوالى 40 مصفحة لاعتقال أحد القادة الميدانيين. وقصف منزله بصاروخ. وأصيب العديد قبل أن تعتقل قوات الاحتلال القيادي في حركة حماس مجدي أبو الهيجا (40 عاما) ونجله صهيب (15 عاما) وشقيقه علاء.
وأصيب العشرات من الفلسطينيين بجراح بالرصاص الحي والمطاطي وحالات اختناق، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال اندلعت في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.