يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بالرباط الحكمين الصادرين في حق أحمد الشعرة وابنه ياسين، اللذين حكما ابتدائيا على التوالي بخمس سنوات وسنتين حبسا نافذة في جلسة حضرها وفد أممي من قضاة وأمنيين ينحدرون من عدة جنسيات، كان في زيارة للمغرب لحضور ندوة دولية حول الجريمة العابرة للقارات.
وصرح الأب أمام هيئة الحكم أنه كان قد سافر إلى سوريا والتقى المسمى ابراهيم بن شقرون، المغربي الذي كان يرأس كتيبة جهادية، وانضم إلى "جبهة النصرة"، كما التحق ابنه الذي سبقه بشهر بكتبة "المهاجرين"، إلا أنهما نفيا مشاركتهما في أية عملية عسكرية وعدم استقطاب أي شخص للجهاد، مضيفين أنهما ظهرا في صور وهما يحملان سلاح الكلاشنكوف.
وتم إيقاف المتهمين بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 19 غشت 2014، لكونهما مبحوث عنهما في قضية إرهابية مرتبطة بالتحاقهما بتنظيمات إرهابية في سوريا، حيث صرح أبو ياسين، العاطل والمزداد عام 1966، أنه بعد "التزامه دينيا" سنة 2008 والتحاق أخيه بتنظيم القاعدة بالعراق ثم استشهاده هناك، عمل على توطيد علاقته ببعض أتباع التيار السلفي الجهادي بطنجة، الذين يوجد منهم حاليا شخصان ضمن صفوف التنظيمات الجهادية بسوريا، وبدأوا في عقد لقاءات ذات طبيعة جهادية… وعزم على الالتحاق هو الآخر في شهر مارس 2013 ببعض "الإخوة" بهذا البلد، بمن فيهم ابنه ياسين المزداد 1992 ، بائع متجول، والذي يعد الخامس من أبنائه… كما التحقت به في شهر يوليوز 2013 زوجته وابنتيه، واحدة زوجها لمصري.
ودائما حسب التصريحات التمهيدية المنسوبة إلى المتهم، الذي سبق أن حكم بأربعة أشهر حبسا نافذة من أجل الاتجار في المخدرات، فإن الرحلة إلى سوريا حطَّت بمضافة "البيت الأحمر" التابعة لتنظيم "جبهة النصرة"، حيث التقى بمجموعة من المقاتلين المغاربة، وعند تشكيل تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" بسوريا انضم إليه أغلب التنظيم الأخير…مضيفا أنه اسندت إليه مهمة حراسة مركز بمضافة "المخفر" من خلال حمل سلاح الكلاشنكوف، ثم مهمة إدارية بنفس المضافة، لينتقل رفقة أسرته بعد أن التحقت به للإقامة بمضافة "ربيعة"….
وأشار الظنين، طبقا للتصريحات المدونة بمحضر الشرطة القضائية، أنه رفض الالتحاق بابراهيم بن شقرون، الذي وافته المنية فيما بعد، إثر انشائه تنظيم "كتيبة المهاجرين المغاربة" باللاذقية، بدلا من اسم "حركة شام الإسلام"… موضحا أنه قرر مغادرة سوريا في اتجاه تركيا بسبب تفاقم الوضعية الصحية لزوجته، التي كانت تعاني من قصور كلوي، وإصابة ابنه بجروح بسلاح الكلاشنكوف على مستوى يده اليمنى…
في هذا الصدد أفاد ياسين أن سبب بتر أصبع يده يرجع لكون أخته الصغرى قامت عن طريق الخطأ بالضغط على زناد سلاح الكلاشنكوف حينما كان بصدد محاولة شحنه لتخرج منه رصاصة طائشة… مشيراً إلى أنه بحكم تأثره ببعض تجار سوق "بارادا" بطنجة، باعتباره بائعا متجولا، وكذا بالنظر للأوضاع السورية تولدت لديه في بداية سنة 2013 رغبة جامحة في الجهاد، إذ سافر رفقة شخص آخر إلى سوريا عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
وعزا المتابع مغادرته سوريا رفقة أسرته إلى كونه لاحظ أن الجماعات الجهادية، التي كان هدفها الدفاع عن الشعب السوري الأعزل، دخلت في صراعات فيما بينها، مما تسبب في إزهاق الأرواح من طرف جميع الأطراف… نافيا أن تكون له نية القيام بأي عمل إرهابي تخريبي داخل أرض الوطن.
وأبدى المتهمان أمام قاضي التحقيق ندمهما على ما قاما به خلال هذه «التجربة» من حياتهما، حيث عبر الأب أيضا أمام هيئة الحكم عن أسفه لما آلت إليه أسرته، المكونة من خمسة أفراد ، حيث التحقت به زوجته وابنتيه، واحدة تزوجت هناك بالمدعو أحمد المصري، لتعود عائلته إلى المغرب إبان شهر رمضان من سنة 2014 ، ويلتحق بها رفقة ابنه ياسين يوم 19 غشت من نفس السنة، لكن في اتجاه المركب السجني بسلا، الذي سيغادره الابن المحكوم بسنتين حبسا بتاريخ 19 غشت 2016 ، ليمكث وراءه الأب ثلاث سنوات أخرى، إذا لم يقع مُستجد في الملف.
وأكد أبو ياسين لقاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة سلا أن المسمى إبراهيم بن شقرون، الذي أنشأ قيد حياته تنظيم "حركة شام الأسلام"، كان ينوي القيام بمخططات إرهابية داخل المغرب، وهو المخطط الذي تبناه اتباعه وعناصر من تنظيم "داعش"، والذين صرحوا بذلك عبر "اليوتوب".