أثار احتفال عروسين مصريين يوم زفافهما، على طريقة حرق الطيار الاردني "معاذ الكساسبة" الكثير من علامات الاستفهام، حول الجدوى من الاحتفال بطريقة قد تؤلم أسرة الطيار، كما قد تكون أكثر استفزازا لعائلات المصريين الــ 21 ممن ذبحهم تنظيم داعش في ليبيا، باعتبار أن العروسين من المنوفية بمصر.
العريس وهو صاحب الفكرة والمنسق لها مع شقيق زوجته، رأى أن الأمر غاية في البساطة على اعتبار أنه فكر في ابتكار طريقة متميزة للاحتفال بها في ليلة العمر، كما برّر قراره الاحتفال على طريقة حرق الطيار الأردني داخل قفص، بالرسالة القوية إلى التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي وبالرغم من جرائمه الوحشية فهو لن يخف كل راغب في الحياة وكل عاشق للتحدي.
من جانبها، اعتبرت العروسة فكرة الاحتفال بليلة التحدي، والرد على جرائم داعش، التي وإن هي صورت القفص بقفص الحزن والإجرام، فالاحتفال بهذه الطريقة يعني تحويل ذات القفص إلى فرح ورقص وحرية، لأنه في آخر الاحتفال تم تحطيم القفص وتفوق من هم داخله على منهم خارجه.
إحدى القنوات المصرية، التي بثت الفيديو الذي وثّق لحفل الزفاف، والتي استضافت مساء أمس الثلاثاء، الزوجين رفقة شقيق العروسة ومصور الحدث، فتحت باب النقاش حول فكرة الاحتفال، التي وإن بدت للبعض فكرة متميزة لا تخلو من طرافة، فقد أشاد بها البعض الذي رأى أنها رسالة تحدي وندّية وقوة، في حين اعتبر البعض الفكرة بالمستفزة لأسر ضحايا داعش، وربطها بالمسلمين التي قد تجعل أسر الضحايا وهم من أقباط مصر يشعرون بنوع من الألم وعدم المبالاة من قبل العروسين المسلمين، وهو ما اعتبره شقيق العروسة بعيدا عن تفكير الفئة التي اختارت المشاركة في عملية الاحتفال على الطريقة الداعشية وهو شباب تقل أعمراهم عن 19 سنة، أحد المتصلين بدوره رأى أن الأمر مستفز وغير مقبول خاصة وأنه صادر عن زوجين يمتهنان وظيفة الطب، والمفروض فيهما الوعي والثقافة.
وكان الفيديو الذي نشره العريس عبر صفحته على الفيسبوك، ونقله العديد من الفيسبوكيين، قبل أن تلتقطه وسائل إعلام في مصر، قد أظهر احتفال العروسين بطريقة إدخالهما إلى قفص وضع لنفس الغرض، وظهر خلاله مجموعة من الشباب وهم يحملون سيوفا بلاستيكية أجبروا بوساطتها العروسين على الرضوخ لأوامرهم، خاصة لأمر "أمير المنوفية" الذي جسده شقيق العروسة، هذه المشاهد تمت وسط أناشيد خاصة بتنظيم داعش، قبل أن ينطلق العروسين في عملية رقص واحتفال على أنغام أغاني شعبية.