خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
منذ بداية التعاطي الإعلامي مع الوعكة الصحية لأحمد بن الصديق، ظهر بالملموس أن أطراف جناح عين عودة داخل منظمة "فريدوم ناو" حاضر بكل قوة في تأطير الحدث، كما حصل مع فرضية "التسميم والتسمم" مع فتح الباب أمام الإحتمالات "المغرضة" من كون الرجل تعرض لتسميم من طرف جهات مجهولة.
عندما بدأت الروايات تطوع فقهاء التفسير النصي والظاهري للأشياء، لقد كان على اتصال بأحد أصدقائه على الفايس بوك إلى أن أحس بالدوران (vertige) وبرغبة في القيء فانقطع الإتصال، وقد تطوع هذا الصديق إلى إخبار أصدقاء مشتركين الذين انتقلوا في الغد إلى بيته فوجدوه مغمى عليه.
أي أن أصحاب تفسير الأشياء بظاهرها اعتمدوا على الرواية في حكيهم الصحافي على رواية الصديق صاحب الإتصال الليلي على الفايس، ولا أحد في صحافة عين عودة تطوع ليكشف هوية الصديق زائر الفايسبوك حتى يعطي تفاصيل الإتصال، وهل قال له خبرا من النوع الذي يرفع الضغط الدموي(Tension artérielle) إلى الدرجة التي تحدث نزيفا في الدماغ.
كثرت التخمينات حول هوية الصديق الفايسبوكي إلا أن أقربها للحقيقة لا تستبعد أن يكون "صاحب الأخبار السيئة" صحفي مغربي مقيم بإسبانيا له علاقة مالية أو إعلامية مع كبير المنبوذين، وهو ما يفسر التدخل السريع لصاحب الأيادي البيضاء على كل الذين دخلوا لائحة المعارضين المتحكم فيهم عن بعد.
لهذا لا يمكن التعاطي مع عنوان من نوع الأمير هشام يضع شيكا بقيمة مالية خيالية لإنقاذ حياة بن الصديق ويتابع تفاصيل قضيته دقيقة بدقيقة الذي نشره موقع "بديل" إلا من خلال زاوية ماذا جرى لابن الصديق ليلة الأحد/الإثنين، فلم يثبت يوما أن كبير المنبوذين اهتم بالحالة الصحية لأحدهم دقيقة بدقيقة منذ شيوع خبر إصابته بوعكة صحية.
فهل للأمير يد فيما جرى للمهندس أحمد بن الصديق؟ وهل نقل المجدوبي حسين إلى بن الصديق خبرا غير سار جعل ضغطه الدموي يقفز إلى مستوى قياسي تجاوز تحمل الشعيرات الدموية؟ إنه سؤال قد يجيب الأطباء و الفحوصات الطبية عن تبعاته، لكن إجابته الحقيقية لها علاقة بتفاصيل ما دار في حديث بن الصديق مع زائره الفايسبوكي و طبيعة الأخبار المزعجة التي نقلها له في ذلك المساء.
الآن فهمت لماذا دفع الزائر الفايسبوكي من البداية بأن الرجل تعرض لعملية تسميم حتى لا يقول الحقيقة التي ينتظرها الناس من الأصدقاء والمقربين وحتى الذين لا يحبون بن الصديق، فقضية التسميم عمرها الإفتراضي لم يتعدى سويعات قبل أن يقول العلم كلمته.
فبعيدا عن التفسير الظاهري للأشياء الذي اعتمدته الرواية المعلومة، تعلم الناس و حتى الجدات اللاتي لم يدخلن المدرسة و لو يوما واحدا أن مرض الضغط الدموي (Tension artérielle) كان مرتفعا أو منخفضا فإنه يسبب حالة الدوران(vertige) المصحوب بالغثيان(nausée) ، لكن أصحاب التفسير الظاهري لا يقرؤون من الأشياء إلا ظاهرها و لهذا تجند صاحب "لخبار غير السارة" و سعى منذ البداية إلى إبعاد الشبهات عن آل عين عودة و السعي إلى إلصاقها بالمخزن عوض تقديم الأشياء على علاتها.
الإهتمام الغريب منذ البداية لآل عين عودة بالحالة الصحية لإبن الصديق يظهر أن في الأمر "إن" مع تحول عبد اللطيف حسني إلى ناطق بإسم هيئة الأطباء و عائلة بن الصديق، يقول مدير "وجهة نظر" عبد اللطيف حسني لموقع "بديل" أن بن الصديق تعرض لأزمته عند الساعة العاشرة من مساء يوم الأحد 12 أكتوبر بعد شعوره بألم في بطنه، لكن الصديق تعذر عليه الحديث في صباح يوم الإثنين إلى بن الصديق بعد محاولات عديدة قبل أن يتصل بحقوقية تكلفت بالإتصال بصديق لأحمد، و حين انتقل إلى بيت الأخير وجده مغمى عليه.
إذا كان الرجل مغمى عليه، فمن روى رواية التسميم و التسمم؟ إذا كان الرجل فاقدا للوعي، فمن تحدث بإسمه حتى يعطي معلومات مغلوطة عن وضعه الصحي و أسباب أزمته؟ إنها الأسئلة المعروفة أجوبتها، لكنها تبقى معلقة حتى ينطق صاحب "ألف بوست" و ينور الأصدقاء و المقربين بما جرى مساء الأحد 12 أكتوبر.
أما عبد اللطيف حسني فسعيه مشكور، وإذا كان ما فعله و يفعله هو لله في سبيل الله فأجره عند الله كبير، و إذا كان ذلك محكوما بحسابات إمارة برنستون فإن القضية فيها وجهة نظر، لأن ما كتبه موقع "بديل" عن مقرب من الأمير و لفتاته الإنسانية تجاه عينة من القوم، لا يدع مجالا للشك بأن الله غني عن العالمين.
ودَابَا قُولُو لِي شْكُونْ الِّلي طَرْطَقْ العَرْقْ في الرَّاسْ دْيَالْ بن الصديق؟