أشرف الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء (7 أكتوبر الجاري) بالرباط، على تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المشروع الرائد الذي سيساهم في صيانة وإشعاع موروث المملكة الفني والحضاري.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد المهدي قطبي، أن إنجاز هذا المشروع يعكس حرص جلالة الملك على جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وعزم جلالته على تمكين المغرب من بنيات ثقافية عالية المستوى تحفز الإبداع وتكرس مبادئ الدمقرطة الثقافية.
وأوضح أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي تطلب إنجازه استثمارات بقيمة 200 مليون درهم، يعد أول مؤسسة متحفية بالمملكة مخصصة برمتها للفن الحديث والمعاصر، والتي تستجيب للمعايير المتحفية الدولية.
ويعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المشيد في قلب مدينة الرباط، العاصمة الإدارية للمملكة والمصنفة منذ سنة 2012 تراثا عالميا من طرف منظمة "اليونسكو"، مكانا للتفاعل وتشجيع المواهب الفنية المعاصرة، وقبلة يتعرف الجمهور من خلالها على إبداعات الفنانين المعاصرين، وحيث يكون بوسع المغاربة التعرف على تاريخهم.
ويروم هذا المتحف الذي يعد مرآة للدينامية والتقدم الذي يشهده بلد معروف بتعايش ساكنته في جو من التناغم والتسامح، ربط عدة جسور مع المؤسسات الأجنبية سعيا إلى الانخراط في سياق الحركية الفنية العالمية خدمة للجمهور بمختلف شرائحه.
وقد أنجز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ليكون، ليس فقط، فضاء مخصصا بكيفية حصرية لحفظ التحف، و لكنه يروم، أيضا، تشجيع وتحسيس وتعريف الجمهور العريض، صغارا و شبابا ، على الإبداع الفني المعاصر، والمساهمة في الحياة الثقافية للبلاد عبر تحفيز التفاعل بين الجمهور والفنانين والانفتاح على عالم الإبداع الدولي ومختلف تمثلاته.
كما ستقترح هذه البنية الثقافية الجديدة دورات تكوينية وندوات للجمهور المهتم بالمجال، لاسيما لفائدة خريجي مدارس الهندسة المعمارية، ومدارس الفنون الجميلة، ومؤرخي الفنون ومحافظي الفنون.
وقد شيدت هذه التحفة المعمارية على ثلاث طوابق، حيث تشتمل، على الخصوص، على قاعة للندوات، وفضاءات للعرض أطلقت عليها أسماء فنانين مغاربة كبار (الشعيبية طلال، جيلالي الغرباوي، مريم مزيان، أحمد الشرقاوي، فريد بلكاهية، حسن الكلاوي، آندري الباز، محمد القاسمي …)، وورشة بيداغوجية، ومختبر لترميم التحف الفنية، ومكتبة، وقاعة شرفية، وإدارة، ومقصف، وقاعة للتمريض، ومرآب.
وبمناسبة تدشينه، يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، معرضا افتتاحيا تحت عنوان "1914- 2014: 100 سنة من الإبداع"، والذي يعرض لمختلف مراحل تطور الفن بالمغرب.
وتميز هذا الحفل بعرض شريط حول متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، من إنجاز المخرج نور الدين الخماري.
وبهذه المناسبة، ترأس جلالة الملك، حفظه الله، حفل التوقيع على ثلاث اتفاقيات. الأولى هي اتفاقية للشراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وقعها كل من السيدين رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والمهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.
ووقع الثانية، وهي اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والاتحاد العام لمقاولات المغرب، السيدة مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والسيد مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.
أما الاتفاقية الثالثة، وهي اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومؤسسة "سميثسونيان"، وقعتها السيدة مولي فانون مديرة مكتب العلاقات الدولية والبرامج بمؤسسة "سميثسونيان"، والسيد المهدي قطبي.
وبهذه المناسبة، وقع جلالة الملك في الكتاب الذهبي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
إثر ذلك، قام جلالة الملك، أيده الله ، بتوشيح بعض الشخصيات المغربية والأجنبية. حيث وشح جلالته السيد جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس بالوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى، ومديرة الوثائق الملكية السيدة بهيجة سيمو بوسام العرش من درجة ضابط.
وبوسام العرش من درجة فارس، وشح جلالة الملك السادة عبد الله شهيد الكاتب العام لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وعبد العزيز الإدريسي مدير المتحف، والسيدة زينب بنموسى مديرة التجهيزات العامة بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك.
ووشح جلالة الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، الفنانين التشكيليين السادة عبد الكريم الوزاني، ومحمد الطبال، وسعد بنشفاج، وأندري الباز.
وبالوسام العلوي من درجة ضابط، وشح جلالة الملك السيدة بولين دومازيير مؤسسة رواق الفنون "الورشة" بالرباط، والسيدة فانيسا برانسون مؤسسة بيناليه مراكش، وإليزابيث بوشي بوهلال فنانة وجامعة للتحف الفنية، ولوسيان آمييل مدير رواق "فنيس كادر" بالدار البيضاء.
ووشح جلالة الملك بالوسام العلوي من درجة فارس السيدة يانيك لينتز مديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس.
وبوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، وشح جلالته السادة كريم شاقور مهندس معماري مكلف بتصميم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، و كريم بلفقيه ومصطفى بلفقيه وهما من هواة جمع التحف الفنية، والسيدة مريم السبتي مديرة نشر مجلة "ديبتيك"، والسيد هشام الـداودي مؤسس أول معرض إفريقي للفن بمراكش، والسيد محمد أمين القباج مهندس معماري، الرئيس التنفيذي لبيناليه مراكش.
وبهذه المناسبة، أخذت لجلالة الملك صورة تذكارية مع رئيس وأعضاء المؤسسة الوطنية للمتاحف.
وفي ختام حفل التدشين، سلم رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف لجلالة الملك، حفظه الله، شارة وطابعا بريديا يحمل رمز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
ولدى وصوله إلى المتحف، استعرض جلالة الملك تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، ووزير الداخلية
السيد محمد حصاد، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك السيد عزيز الرباح، ووزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي، ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس السيد جاك لانغ، ووزير الشؤون الخارجية الإسباني الأسبق السيد ميغيل آنخيل موراتينوس، ومديرة قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر بباريس السيدة يانيك لينتز، ومديرة الوثائق الملكية السيدة بهيجة سيمو، ووالي جهة الرباط- سلا- زمور- زعير عامل عمالة الرباط السيد عبد الوافي لفتيت، ورئيس مجلس الجهة السيد عبد الكبير برقية، ورئيس المجلس الجماعي للرباط السيد فتح الله ولعلو، ورئيس مجلس عمالة الرباط السيد عبد القادر تاتو، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد المهدي قطبي إلى جانب أطر المؤسسة، و السيد كريم شاقور مهندس معماري مكلف بتصميم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.