وشهد الجرف المطل على الساحل الأطلسي بمدينة الدار البيضاء حركة غير عادية للقوات المسلحة المغربية، حيث قامت وحدات من البحرية الملكية، بنصب منصات إطلاق الصواريخ ومدافع مضادة للطائرات وأسلحة أوتوماتكية متنوعة، وتحديدا عند المنطقة المعروفة بـ”العنق” بمحاذاة ميناء الدار البيضاء، الذي يعد الأكبر في المغرب.
هذا التحرك النوعي للجيش المغربي اعتبره، محمد شقير، الباحث في الشؤون العسكرية، في تصريح لـه، “مدعاة للتساؤل خاصة وأن المغرب دخل مرحلة جديدة من الاستعداد والاستنفار لمواجهة التهديديات الإرهابية منذ خطاب وزير الداخلية في البرلمان”.
وشدد شقير صاحب كتاب “المؤسسة العسكرية المغربية من القبيلة إلى العصرنة”، على أن “المغرب منذ فترة أعلن حالة استنفار قصوى تجاه التطورات التي يشهدها العالم، وقام بسلسلة إجراءات احترازية على مستوى الحدود، والمطارات، مع الاستمرار في سياسة تفكيك الخلايا، وانضاف إليها ترحيل مغاربة ليبيا”.
وسجل شقير، استغرابه من “نشر بطاريات صواريخ ومضادات جوية في مدينة الدارالبيضاء”، مشددا على “أن احتمال تعرض المغرب لهجمات بالطائرات على شاكلة 11 سبتمبر يبقى احتمالا ضئيلا جدا، وذلك لاستحالة اختراق الأجواء”.
من جهته لخص محمد مصباح زميل أبحاث في “المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية” في برلين نشر بطاريات الصواريخ والمضادات الجوية، في ثلاث ملاحظات مركزية “تكشف أن المغرب يتعامل بجدية مع التهديدات الإرهابية”.
وقال مصباح في تصريح لـ”عربي 21″، “أولى هذه الملاحظات هي أن المغرب يواصل اتخاذ احتياطاته لأي هجوم إرهابي، وبالتالي فهي ليست معزولة ومندرجة في سياق التدابير والإجراءات الاحترازية التي يتخذها المغرب”.
وتابع مصباح، “والدليل على هذا المناورات المفاجئة التي أعلن عنها الجيش المغربي في مطار محمد الخامس أكبر مطارات المغرب، والتي جرت قبل شهر، وتهدف إلى التأكد من مدى قدرة سلطات المطار على التعامل مع هجمات مفاجئة”.
وأضاف مصباح، أن “الملاحظة الثانية تكمن في حرص الجيش المغربي على الإخراج الاستعراضي لعمليته الأخيرة، وذلك من خلال ضمان نشرها إعلاميا، من خلال الصوت والصورة وهي إشارة ينبغي أخذها بعين الاعتبار”.
ثالث الملاحظات حسب مصباح، تكمن “في ما يمكن وصفه بالهجوم المضاد “إعلاميا”، فـ”داعش” وغيرها تقود حربا إعلامية ذات مستوى عال، وربما يحاول المغرب من خلال الفيديو طمأنة الرأي العام، والكشف عن بعض قدراته العسكرية لمواجهة التهديدات الإرهابية”.
وكانت الاستخبارات الأمريكية قد حذرت المغرب من إمكانية استهداف تنظيمي القاعدة في المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة لأكبر المدن المغاربية، وهو ما دفع الرباط إلى الكشف عن أولى استعدادات لمواجهة النسخة المغاربية من هجمات 11 سبتمبر.