شهد المغرب تاريخيا صولات وجولات مناضلين في حقوق الإنسان والسياسة والمجتمع المدني. وهذا دليل على أن النظام السياسي المغربي لم يكن يوما بلدا ديكتاتوريا أو مستبدا. وحتى خلال ما يعرف بسنوات الرصاص، لم يخل المغرب من أصوات مناضلين أفذاذ، يمزجون بين النضال الحقوقي والنقابي والسياسي، لكن لم يُسجل لأغلبهم أن ذهب به الحماس النضالي أو الحقد على بلده، إلى تبني أطروحة الانفصال ومعاداة الوطن، كحال “المناضلة الصنديدة”، خديجة الرياضي، التي حولها الحقد على وطنها وبلدها من مدافعة عن حقوق الإنسان إلى مناصرة للانفصال الذي تدعو إليه البوليساريو وتتبناه الجزائر.
“المناضلة الصنديدة” شاركت في أشغال الجامعة الصيفية المنظمة أخيرا بمدينة “رين” الفرنسية، إلى جانب “جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية”، وذلك بتنشيط ورشة عمل في موضوع “ملتقى جمعيات المجتمع المدني المغربية والصحراوية حول الملفات القضائية غير العادلة”، بمشاركة فاعلين مغاربة ينتمون لـ”جمعية العمال المغاربة بفرنسا”.
هذه الأشغال أطرها وبشكل أساسي، الفرنسية “نيكول كّاسنيي”، المقربة من البوليساريو، ومن زوجة السفاح “النعمة سفاري”، ماركّاريت كلود مانجان.
حقد خديجة الرياضي على بلدها المغرب، وعلى وطنها جعلها أن تتقبل وبصدر رحب إشادة “نيكول كّاسنيي” بتدخلاتها، خلال هذه التظاهرة، خصوصا “الالتزام الراسخ لهذه الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في إطار نشاطها النضالي لصالح البوليساريو”.
وقد أفاضت “نيكول كّاسنيي” في الإطراء على مداخلة خديجة الرياضي في موضوع “مسألة الإفلات من العقاب، حيث كانت الرياضي أشارت على الخصوص، إلى أن هذه المسألة تشكل نقطة مفصلية في المفاوضات الجارية بين المغرب وفرنسا حول الاتفاقيات القضائية، على اعتبار أن الجانب المغربي، في نظرها، يتشبث بدون جدوى وضد مجرى الواقع في فرنسا، بالحصول من الجانب الفرنسي على عدم مساءلة المسؤولين السامين المغاربة خلال زياراتهم للأراضي الفرنسية.
معلومة كهذه، ورأي مثل هذا، لا يمكن أن يصدر إلا على حاقد على بلده وفاقد الإحساس بوطنه. ولا يمكن أن يصدر، أيضا، إلا عن من يعتبر النضال وسيلة لمعاداة المغرب، ولا مجال بالنسبة لهذه الطينة من “المناضلين” للمزج بين الوطنية والنضال.