فيديو: المغرب يرسل 25 شاحنة للدعم و فرق إغاثة لإسبانيا للمساعدة في إزالة مخلفات الفيضانات
أقرت لجنة الإفتاء بالمجلس الاسلامي الأعلى بجواز إفطار اللاعبين الجزائريين أثناء مباراتهم المرتقبة أمام المنتخب الألماني الاثنين القادم الذي يصادف الثاني من رمضان في البرازيل، وقال الشيخ محمد الشريف قاهر، رئيس لجنة الافتاء، في تصريحات إعلامية، بأن الافطار للاعبي المنتخب يجوز عند مباشرة اللعب، وأضاف قاهر قائلا، “إن بعض المذاهب الإسلامية تجيز الأخذ برخصة المسافر في هذه المسألة، حيث يفطر المسافر إلى أن يعود إلى بلاده”، وتستند هذه اللجنة في فتواها إلى فتوى سابقة للشيخ المتوفى محمد الغزالي.
الصوم والمدرسة المالكية
وأثارت الفتوى التي صدرت من جهة رسمية جدلا بين شيوخ وأئمة في الجزائر، وجاء أول رد فعل عليها من الشيخ محمد مكركب، عضو جمعية العلماء المسلمين، الذي صرح بأن الفتوى الصادرة من المجلس الإسلامي الأعلى لا تعتمد على مرجعية في الدين، وأفتى بـأن ” إفطار اللاعبين في نهار رمضان حرام”. وناشد الشيخ مكركب اللاعبين إلى “الحفاظ على صيامهم ذلك أنّ الله مع الصائمين”. وبرر الشيخ مكركب فتواه من منطلق إن “السفر في سبيل اللعب لا يبيح الإفطار”، ورخصة السفر التي يبيحها النص القرآني الكريم والمذهب المالكي تنطلق من السفر من أجل العلاج أو الجهاد أو طلب العلم، وليس بهدف لعب كرة القدم أو أي لعبة أخرى”. ويشاطر فتوى الشيخ مكركب، سليمان محديد، أستاذ الشريعة بجامعة قسنطينة، الذي اعتبر في تصريح لـDW بأن فتوى المجلس الاسلامي تستند إلى مذهب غير المذهب المالكي الذي يتبعه الجزائريين، ولذلك فإن الصيام، حسب الاستاذ محديد يقوي اللاعبين نفسيا وبدنيا ولا يضعفهم، و”هناك في نصوص القرآن والسنة ما يؤكد ذلك”.
الإفطار في حالة الضرر
أما الشيخ جلول حجيمي، رئيس نقابة الائمة، وعضو المؤتمر العالمي للعلاج بالقرآن، فيرى أنه “بإمكان اللاعبين الصيام لأن البرازيل في فصل الشتاء والنهار قصير والحرارة منخفضة”، غير أن الشيخ حجيمي “لا يمانع من إفطار اللاعبين في حالة الضرر، أي أن صيامهم قد يؤثر على حياتهم، وهذا من باب حفظ النفس البشرية، وهو أولى من أداء الفريضة الدينية.
نتائج دراسة تحت رعاية الفيفا
ووجدت فتوى الشيخ مكركب مبررها العلمي والطبي في تصريحات إعلامية للطبيب ياسين زرقيني، عضو اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حيث إن الدراسات العلمية التي أشرف عليها تحت رعاية “الفيفا” بخصوص صيام اللاعبين في رمضان، أثبتت بأن الصيام لا يضر بتاتا بصحة اللاعبين ولا يؤثر على لياقتهم البدنية، بل وقد يكون ذلك حافزا إيجابيا لدى بعض اللاعبين والرياضيين.
وأوضح الطبيب زرقيني بأن الدراسات الميدانية التي قام بها، بطلب من جوزيف بلاتير، رئيس “الفيفا”، والتي امتدت على مدى ثمانية سنوات، غيرت الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة حول رمضان وتأثير الصيام على صحة اللاعبين. واعتبر زرقيني بأن نتائج الدراسة فاجأت الهيئة الدولية وغالبية المهتمين بهذا الموضوع. ومن خلفية نتائج هذه الدراسة أعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن قيام لاعبين مسلمين مشاركين في نهائيات كأس العالم بالصوم خلال شهر رمضان لا يعرض صحتهم ولياقتهم البدنية لأي خطر.
المدرب: الحديث عن الكرة وليس عن الصيام
في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب التأهل للدور الثاني رفض وحيد حليلوزيتش ، مدرب المنتخب الجزائري، الحديث عن موضوع صيام لاعبيه، ملاحظا أن المؤتمرمخصص للحديث عن كرة القدم. “نحن هنا للحديث عن كرة القدم وليس للحديث عن الإسلام وعن شهر رمضان أو الصيام”. ومع حديث بعض الأصداء في البرازيل عن ضرورة إفطار الاعبين للحفاظ على حالة بدنية جيدة، يبدو أن القرار في هذا الأمر سيترك للاعبين أنفسهم.
الخوف من العقاب الإلاهي
الشارع الجزائري منقسم أيضا حول موضوع صيام محاربي الصحراء. فهناك شباب منزعج من عدم صيام لاعبي بلادهم، مثل الموظف قرن جمال (31 سنة)، الذي يربط بين صيام اللاعبين والفوز على الفريق الألماني. واعتبر جمال في لقاء مع DW بأن صيام اللاعبين سيمنحهم طاقة روحانية كبيرة تمكنهم من مواجهة الآلة الألمانية. ويستعيد جمال ما حدث في مونديال 1986، الذي تخلى فيه بعض اللاعبين عن الصوم واعتبره جزائريون “عقابا من الله” بسبب انتهاك “حرمة رمضان”، كما يؤكد عثمان (35 سنة)، أن صيام اللاعبين الجزائريين، سيكون بمثابة حافز لهم، حيث للمنافسات جوانب نفسية أكثر منها فيزيولوجية.
المقابلة المصيرية
من جهته عبر التاجر موسى تزروتي (25 سنة) عن أمله في أن يأخذ اللاعبون بفتوى المجلس الاسلامي الأعلى، ويفطروا في رمضان حتي تكون قوتهم البدنية والفنية في مستوى الفريق الخصم. وأكد موسى في لقائه مع DWعلى ضرورة أنهاء الجدل القائم في الشارع وترك الأمر لأهل الاختصاص. أما الشاب محمد لمين فلاحظ قائلا: “لقد تحول كل الجزائريين إلى أئمة وشيوخ الفتاوى في هذا الموضوع”، وناشد الجماهير بضرورة ترك الفريق بعيدا عن مثل هذه المهاترات بالنظر الى المقابلة المصيرية المقبلة.