سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
لم يكن احد يتوقع بان يكون باب الدور ربع النهائي من مونديال 2014 مفتوحا امام منتخب اليونان الممل المهمش غير المحبوب والدفاعي خصوصا في نهائيات “استعراضية” غنية بالاهداف والاثارة و… الضحايا الكبار.
لكن “القراصنة” موجودون هنا، في الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخهم وعلى ابواب الدور ربع النهائي كونهم يواجهون منتخبا ليس ب”المستحيل” الفوز عليه، اي منتخب كوستاريكا.
ان الانتقادات الموجهة الى المنتخب اليوناني واسلوبه الدفاعي الممل محقة تماما لكن بامكان فريق المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس ان يبرر نفسه بمنطق “قوته بضعفه”، اي انه يضطر الى اللعب بهذا الاسلوب لانه لا يملك الاسلحة اللازمة من اجل تقديم اداء هجوميا استعراضيا بل يكتفي باقفال المنطقة على امل تثمر احدى الهجمات المرتدة عن الهدف المرجو.
وهذه الفلسفة اعتمدها ايضا سلفه الالماني اوتو ريهاغل في كأس اوروبا 2004 وقد اعطت ثمارها اذ توج بها اليونانيون وفاجأوا القارة العجوز باسقاطهم البرتغال على ارضها في النهائي.
هناك فرق تفشل في التأهل الى الدور الثاني رغم حصولها على ست نقاط من ثلاث مباريات (هذا الامر لم يحصل في البرازيل 2014)، وهناك اليونان التي تبلغ الدور الثاني باربع نقاط مقابل 7 نقاط لمنافستها كوستاريكا التي ستواجهها غدا الاحد في الدور الثاني، وبفارق اهداف سلبي (-2) وبهدف واحد سجل خلال اللعب واخر من ركلة جزاء قاتلة امام ساحل العاج (2-1) في الجولة الاخيرة من الدور الاول.
واعتاد اليونانيون على الخروج من عنق الزجاجة وخوض مسارات “شاقة” كما حصل معهم في كأس اوروبا 2012 حين بلغوا ربع النهائي باربع نقاط ايضا بعد فوزهم في الجولة الاخيرة على روسيا (1-صفر) التي ودعت النهائيات من الدور الاول بنفس عدد نقاط “اثنيكي” وبفارق افضل من الاهداف لكن افضلية المواجهة المباشرة كانت لمصلحة الاخير.
واخيرا، في التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014 حققت اليونان نتيجة رائعة بجمعها 25 نقطة من 8 انتصارات وتعادل مقابل هزيمة واحدة، لكنها سجلت 12 هدفا فقط.
وحلت اليونان ثانية في مجموعتها خلف البوسنة وخاضت الملحق القاري الذي حسمته لمصلحتها على حساب رومانيا.
لكن تبقى كأس اوروبا 2004 المثال الافضل لمنطق “قوته بضعفه”، فالمنتخب الاغريقي لم يفاجىء القارة العجوز وحسب بل جعلها “تنام” من الملل الذي اصابها جراء وصوله الى المباراة النهائية التي حسمها بالاسلوب الذي “يراه مناسبا”، اي جعل المنافس يقاتل ويصارع ويهاجم من كافة الجهات والمسافات ثم انتظر اللحظة الملائمة لكي توجه له الضربة القاضية التي تولاها خاريستياس امام البرتغال.
والاستمرارية محافظ عليها في البرازيل 2014 بوجود القائد يورغوس كاراغونيس وكوستاس كاتسورانيس، اللاعبان الوحيدان من التشكيلة التي خاضت مغامرة اوروبا قبل 10 اعوام.
“لا يمكنني سوى الضحك، انها مزحة”، هذا ما قاله سانتوس بعد الفوز المصيري على ساحل العاج ردا على سؤال حول المقاربة الدفاعية التي يعتمدها فريقه في كافة مبارياته، مضيفا “في كرة القدم نهاجم وندافع. نعرف الدفاع جيدا ولكننا اليوم (ضد ساحل العاج) هاجمنا باستمرار، كنا جيدين في الهجمات المرتدة، وخلقنا فرصا…”.
وبعد ان سحقتها كولومبيا في المباراة الاولى (صفر-3)، لعبت اليونان بشراسة ودفاع متراص امام اليابان (صفر-صفر) لتخرج بالنقطة التي سمحت لها بالبقاء في دائرة المنافسة، ثم اضطرت للخروج عن طبيعتها امام ساحل العاج ولم يكن الامر سهلا على الاطلاق لانها افتقدت الى كاتسوناريس بعد طرده امام اليابان، ثم تعرضت لضربتين امام “الفيلة” باصابة بانايوتيس كوني والحارس اوريستيس كارنيزيس بعد 25 دقيقة فقط على صافرة البداية.
لكن “اثنيكي” حافظ على رباطة جأشه وتمكن بفضل واقعيته وسخاء الحكم الاكوادوري كارلوس فيرا من خطف بطاقة التأهل من ساحل العاج في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع بهدف يجسد “انتهازيته” التي ستكون مجددا بوابة عبوره الى انجاز الدور ربع النهائي في حال نجح بالصمود امام موهبة براين رويس وجويل كامبل ورفاقهما في المنتخب الكوستاريكي.