أبرز وزير السياحة لحسن حداد، أمس السبت بالرباط، الأهمية التي يكتسيها الرهان على صورة “المغرب المتعدد” من أجل الترويج للسياحة الوطنية، التي باتت تفرض نفسها كنموذج على الساحة السياحية الإقليمية.
وأكد السيد حداد خلال جلسة نظمت تحت شعار “السياحة محرك أساسي للتنمية الاقتصادية والاندماج الإقليمي”، على هامش أشغال الدورة 25 لمنتدى كرانس مونتانا، أن المغرب يعد وجهة مميزة ورائعة، مضيفا أنه يتعين المضي قدما نحو مغرب متعدد.
واعتبر الوزير أنه من أجل إنعاش القطاع السياحي، يتعين عل كل بلد “فهم التحولات التي تجري على مستوى الصناعة السياحية” وملاءمتها مع مختلف احتياجات السياح ووكلاء الأسفار ، مضيفا أن الأمر يتعلق أيضا بالتأقلم مع التكنولوجيات الحديثة والأجيال الجديدة، ومؤكدا أن سلوك المستهلك سيتغير جذريا في المستقبل .
وبعد أن أبرز الحاجة إلى تعزيز الاندماج الإقليمي السياحي، أكد الوزير أن “تحقيق اندماج إقليمي عبر السياحة سيمكن مختلف المناطق والمجموعات الاقتصادية ليس فقط من الاستفادة بشكل أمثل من المؤهلات السياحية التي تزخر بها وإنما أيضا من الاغتناء بالتجارب في هذا المجال.
وفي معرض حديثه عن الجهود المبذولة من قبل المملكة من أجل تعزيز هذا النوع من الاندماج، أبرز السيد حداد أن المغرب يعد “نموذجا في المشهد السياحي الإقليمي”، مشيدا بكون المغرب “غالبا ما يتلقى طلبات من الشركاء الإقليميين من أجل تقاسم خبرته وتجربته في المجال السياحي”.
من جانبه، أبرز المحلل السياسي الألماني يوهانس بوينين، الإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها المغرب في المجال السياحي ، بفضل الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، مضيفا أنه بمقدور المغرب الذي يعتبر قوة إقليمية، أن يستفيد من موقعه المثالي في مفترق الطرق بين القارتين لتعزيز روابطه مع أوروبا. ودعا المغرب إلى تقوية حضوره في الخارج بشكل أكبر في الخارج.
واعتبر أنه بإمكان المغرب الاستفادة من تجربة ألمانيا ، التي تعد قوة اقتصادية رائدة في القارة الأوروبية.
من جانبه، دعا وزير السياحة البوركينابي بابا هاما إلى إضفاء المهنية على قطاع السياحي في إفريقيا من خلال تكوين الفاعلين العاملين في هذا القطاع، كما حث على الترويج للسياحة الداخلية.
وسجل الوزير، خلال هذا اللقاء، الذي خصص لتبادل التجارب بين مختلف المتدخلين الدوليين في القطاع السياحي، توفر الإرادة السياسية في إفريقيا من أجل جعل هذا القطاع يحظى بالأولوية. وينظم الاجتماع ال25 لمنتدى كرانس مونتانا، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت شعار “العلاقات جنوب – جنوب : من خيار استراتيجي إلى ضرورة ملحة”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المنتدى، والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار.
وقد تأسس هذا المنتدى سنة 1986 بسويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم.
ومنذ سنة 1990 ، أصبح هذا المنتدى السنوي يجمع رؤساء دول وحكومات ووزراء ومنظمات دولية وبرلمانية ومقاولات من مختلف بلدان العالم .