بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
تتجه الانظار غدا الاثنين الى ملعب “ناسيونال” في العاصمة برازيليا حيث سيكون المنتخب البرازيلي المضيف بحاجة الى نقطة من مباراته مع
نظيره الكاميروني
ومن المؤكد ان “سيليساو” لن يبحث عن الخروج بنقطة وحسب من مباراته المئة في النهائيات، بل انه سيسعى الى الظهور بمستوى افضل من مباراتيه الاوليين حين تغلب على كرواتيا بصعوبة بالغة 3-1 ثم اجبر على الاكتفاء بالتعادل مع المكسيك صفر-صفر.
وسيحرص فريق المدرب لويز فيليبي سكولاري على الخروج بالنقاط الثلاث وتكرار سيناريو مواجهته الوحيدة السابقة مع الكاميرون في النهائيات حين تغلب عليها 3-صفر في الدور الاول من مونديال الولايات المتحدة 1994 حين واصل مشواره حتى الفوز بلقبه الاول منذ 1970، وذلك لان التعادل قد يتسبب باحتلاله المركز الثاني في المجموعة وبالتالي خوضه موقعة صعبة للغاية ضد هولندا التي تتصدر المجموعة الثانية بفارق الاهداف عن تشيلي.
وستقام مباراتا المجموعة الثانية قبل مباراتي المجموعة الاولى، ما يعني ان البرازيل ستدخل الى مباراتها والكاميرون وهي تعلم هوية الفريق الذي ستواجهه في حال تصدرها او احتلالها المركز الثاني، والمنافسان المقبلان لها في حال تأهلها لن يكونا سهلين على الاطلاق، كما الحال بالنسبة لمنافستها المحتملة في نصف النهائي لانها قد تواجه المانيا في حال تصدرها والاخيرة لمجموعتهما.
اما في حال احتلالها المركز الثاني فالخصم المحتمل في ربع النهائي قد تكون ايطاليا او الاوروغواي وحتى كوستاريكا او وصيف المجموعة الثالثة وهو المركز الذي تتنافس عليه ساحل العاج (3 نقاط) واليابان (نقطة) واليونان (نقطة).
ومن المؤكد ان صاحب الضيافة لن يفكر بخصومه المحتملين بل سيسعى جاهدا للخروج فائزا وتجنب سيناريو مباراته مع الكاميرون في الدور الاول من كأس القارات 2003 (خسر صفر-1).
وسيستغل رجل سكولاري المعنويات المهزوزة لممثل افريقيا الذي فقد الامل في التأهل الى الدور الثاني، وقد اكد المدافع دافيد لويز ان ما اختبره فريقه في المباراتين الاوليين يجعله يتحضر بشكل افضل من اجل ما ينتظره لاحقا في مشواره نحو الفوز باللقب السادس في تاريخه وتعويض اخفاق 1950 حين سقط في النهائي على ارضه وبين جماهيره امام جاره الاوروغوياني.
واضاف لويز المنتقل مؤخرا من تشلسي الانكليزي الى باريس سان جرمان الفرنسي حيث سيلعب الى جانب قائده في “سيليساو” تياغو سيلفا، “اردت ان نخوض مباراتين كبيرتين وان نحقق فوزين رائعين للبرازيل (في بداية البطولة). لكن لو حصل هذا الامر لما حصلنا على فرصة ان نعرف ما يحتاجه حقا المرء في كأس العالم (للفوز) او حجم المنافسة التي تنتظرنا لاحقا”.
وواصل “في بعض الاحيان تستهل مشوارك بتحقيق فوز بنتيجة 3-صفر ثم فجأة تخسر في الجولة الثانية وتعود الى منزلك، لكن هذه المباراة الاخيرة (ضد المكسيك) اظهرت لنا ما هو مطلوب”.
وكانت المواجهة ضد المكسيك صعبة على “سيليساو” الذي وجد في وجهه ندا صعبا للغاية لم يكتف بالدفاع بل هاجم مرمى جوليو سيزار وامطره بالتسديدات البعيدة بشكل خاص لكن دون ان يحقق النجاح، كما كانت الحال بالنسبة لرجال سكولاري الذين حصلوا على عدد هام من الفرص لكنهم اصطدموا بتألق الحارس غييرمو اوتشوا.
وقد تحدث القائد سيلفا بعد لقاء المكسيك عن ان بلاده حرمت من ركلة جزاء بسبب تداعيات مباراة “سيليساو” الافتتاحية ضد كرواتيا التي كان متخلفا فيها قبل ان ينتفض بفضل ثنائية من نيمار وسخاء الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا الذي منح اصحاب الارض ركلة جزاء “غير واضحة” على فريد.
وقال سيلفا “اذا نظرتم جيدا، فسترون انه كانت هناك تداعيات لركلة جزاء فريد (في المباراة امام كرواتيا)، لا شك في ذلك. لو لم يتم الحديث عنها كثيرا (تسببت بحملة انتقادات واسعة جدا) لكان (حكم المباراة التركي سونييت شاكير) احتسب لنا ركلة جزاء”، في اشارة الى ما حصل في الدقيقة 40 من اللقاء ضد المكسيك حيث سقط الظهير الايمن مارسيلو في منطقة الجزاء بعد احتكاك بمدافع مكسيكي لكن الحكم طالب بمواصلة اللعب.
ولم يكن سيلفا الشخص الوحيد الذي يتناول هذا الموضوع بل تطرق اليه مدرب البرازيل سكولاري في المؤتمر الصحافي الذي تلى اللقاء، معتبرا بانه كان هناك ركلة جزاء غير محتسبة على مارسيلو.
وبغض النظر اذا حرمت البرازيل من ركلة جزاء ام لا، فان عرضيها الاولين لم يكونا على مستوى الطموحات وهو الامر الذي دفع الصحافة الى انتقاد “سيليساو” حيث اعتبرت صحيفة “فوليا دي ساو باولو” ان “البرازيل لعبت بشكل سيء، انها اسوأ بداية للفريق منذ عام 1978 وبات الشك يحوم حول قدرته في الوقوف في وجه المنتخبات الكبيرة” ووصفت اللقاء ب”مباراة الرعب”.
اما “استاديو” فكانت اقل انتقادا واشادت باداء الحارس المكسيكي غييرمو اوتشوا وقالت “السيليساو لم يقدم افضل مبارياته ضد منتخب مكسيكي عنيد ومنظم، لكن كان باستطاعته الخروج فائزا لولا التألق الكبير للحارس ونجم المباراة اوتشوا”.
ومن المؤكد ان البرازيل تريد الاحتفال بمباراتها المئة في النهائيات بافضل طريقة ممكنة كما تريد تقديم اداء هجوميا تلمع به الصورة الباهتة التي ظهرت بها بمبارتيها الاوليين ما جعل المانيا تقترب من رقمها القياسي من حيث عدد الاهداف في العرس الكروي العالمي (213 مقابل 212 لالمانيا).
وعلى ملعب “ارينا بيرنامبوكو” في ريسيفي، يخوض المنتخبان الكرواتي والمكسيكي مواجهة ثأرية سيكون الفوز بها مصيريا للاول، فيما سيكون التعادل كافيا للثاني.
وتحتل المكسيك المركز الثاني في المجموعة بفارق الاهداف خلف البرازيل بعد فوزها في المباراة الاولى على الكاميرون (1-صفر) ثم تعادلها مع صاحب الضيافة، فيما تحتل كرواتيا المركز الثالث بثلاث نقاط حصلت عليها من فوزها الكاسح على الكاميرون 4-صفر بفضل ثنائية من ماريو ماندزوكيتش الذي سجل بداية حالمة في العرس الكروي العالمي (غاب عن لقاء البرازيل بسبب الايقاف).
وترتدي المواجهة طابعا ثأريا بالنسبة لكرواتيا التي سبق ان ودعت كأس العالم سابقا بسبب المكسيك وذلك عام 2002 حين خسرت في الجولة الاولى صفر-1 امام “ال تريكولور” الذي تصدر حينها المجموعة امام ايطاليا.
ومن المتوقع ان تكون المواجهة نارية بين منتخبين قدما اداء مميزا في الجولتين الاوليين وقد حذر لاعب الوسط ايفان راكيتيتش الذي وافق على الى الانضمام من العملاق الاسباني برشلونة من النادي الاندلسي اشبيلية، من المنافس المكسيكي قائلا: “نحن نعلم جميعنا ان المكسيك فريق قوي. من الواضح ان المكسيك تتمتع بهجوم قوي، وبالتالي علينا ان نرفع التحدي. نحن الاثنان نريد مكانا لنا في الدور الاقصائي لكن لن يتأهل سوى واحد منا”.
وتابع راكيتيتش “من المهم ان نعرف اننا بحاجة الى الفوز، نحتاج الى ثلاث نقاط وسنقدم كل ما لدينا. نعلم ان المكسيك تلعب بشكل جيد، لكننا نحتاج الى الفوز”.
واشار راكيتيتش انه يعرف اللاعبين المكسيكيين بشكل جيد نتيجة مواجهته لهم في الدوري الاسباني، خصوصا جيوفاني دوس سانتوس الذي يلعب في فياريال، مضيفا “نعم، اعرفهم جيدا. جيوفاني يغرد خارج السرب (مقارنة مع زملائه) – انه لاعب بامكانه الفوز بالمباريات – لكن هكتور مورينو (اسبانيول) لاعب رائع ايضا”.
واشاد راكيتيتش بالقائد المكسيكي رافايل ماركيز الذي دافع سابقا عن الوان برشلونة، قائلا: “يبدو وكأنه اصغر بعشرة اعوام، لا يكل ولا يتعب ابدا. انه يلعب على اعلى المستويات منذ فترة طويلة جدا. انه ركيزة اساسية لا غنى عنها في فريقه”.
وتناول راكيتيتش الحارس اوتشوا واداءه البطولي ضد البرازيل وحتى في المباراة الاولى امام الكاميرون، مشيرا الى انه لم يتفاجأ مما قدمه استنادا الى ما اطلعه عليه زميله في المنتخب حارس موناكو الفرنسي دانييل سوباسيتش.
واضاف راكيتيتش في هذا الموضوع: “لم يفاجئني اداء اوتشوا. اتشارك الغرفة (في الفندق) مع دانييل وهو يعرفه جيدا من الدوري الفرنسي (اجاكسيو). لقد تحدثنا عنه مؤخرا وامل ان يختبر حارسنا يوما جيدا ايضا”.
اما من الجهة المكسيكية، فشدد المدرب ميغل هيريرا بعد التعادل الثمين امام البرازيل على ان فريقه لم يحقق شيئا حتى الان: “حصلنا على نتيجة جيدة. ليست بالنتيجة الكبيرة لكنها تضعنا في موقع جيد. لم نحقق اي شيء حتى الان، علينا انتظار المباريات الاخيرة”.
وواصل “قلت للشبان لقد قمتم بعمل مذهل، لكن الطريق لم تنته لان هدفنا واضح جدا. ميمو (الحارس غييرمو) اوتشوا قدم مباراة مذهلة، لكننا اظهرنا ايضا انه بامكاننا الهجوم واذية البرازيل. نحن سعداء بالنتيجة، لكننا يبقى امامنا الكثير للقيام به”.
وتطرق هيريرا الى مسألة اختيار اوتشوا لتولي حراسة المرمى على حساب الحارسين الاخرين الفريدو تالافيرا وخوسيه كورونا، قائلا: “عندما وصلت الى مرحلة اختيار حراس المرمى، كان القرار صعبا للغاية… قررنا مع الطاقم الفني ان ميمو اكثر رصانة ونضجا من الاخرين. ولن نكن مخطئين. انه يستغل كأس العالم هذه على اكمل وجه بعد ان امضى المشاركتين السابقتين على مقاعد الاحتياط. قام بصدات من مستوى عال، ما منحنا الثقة والامان…”.
وواصل “هذه المرة تم اختيار ميمو افضل لاعب في المباراة، وفي الاولى كان جيوفاني (دوس سانتوس)، والمرة المقبلة قد تذهب للاعب اخر… المكسيك تكبر من يوم الى اخر”.
واكد هيريرا الى ان فريقه لن يسعى من اجل تحقيق التعادل لان من يدخل الى مباراة يبحث فيها عن تعادل وحسب، سينتهي به الامر بخسارة، معتبرا بانه ليس بالامكان الاستناد الى نتيجة كرواتيا مع الكاميرون من اجل تقييم قوة فريق المدرب نيكو كوفاتش، وذلك لان المنتخب الافريقي اكمل اللقاء بعشرة لاعبين.
ومن المتوقع ان لا يجري هيريرا اي تعديل على التشكيلة التي واجهت البرازيل لانها اثبتت نجاعتها بوجود رباعي الدفاع فرانسيسكو رودريغيز ورافايل ماركيز واللبناني الاصل ميغل لايون وهيكتور مورينو، وجيوفاني دوس سانتوس واوريبي بيرالتا في الهجوم، فيما من المتوقع ان يجلس خافيير “تشيتشاريتو” هرنانديز على مقاعد الاحتياط.