يأمل جناح بايرن ميونيخ الالماني اريين روبن “التكفير عن ذنوبه” عندما يتواجه منتخب بلاده هولندا مع نظيره الاسباني في الجولة الاولى من منافسات المجموعة 2 للدور الاول من مونديال جنوب افريقيا 2014.
ويدخل روبن الى هذه الموقعة المرتبقة وهو يضع نصب عينيه تعويض ما حصل معه قبل اربعة اعوام في جنوب افريقيا حين اهدر عددا مهما من الفرص امام المنتخب الاسباني في المباراة النهائية، ابرزها في الدقيقة 62 حين انفرد تماما بكاسياس بعد تمريرة متقنة من ويسلي سنايدر لكن الحارس الاسباني تعملق وانقذ بلاده من هدف بعدما ابعد الكرة بفخذه الى ركنية، والدقيقة 84 من المباراة حين كان التعادل السلبي لا يزال سيد الموقف وذلك عندما خطف الكرة بعد خطأ دفاعي من كارليس بويول لكن كاسياس تدخل ببراعة واقفل الطريق عليه وسط اعتراضات شديدة من نجم بايرن ميونيخ الذي طالب بركلة جزاء.
ولو وجد روبن طريقه الى الشباك خصوصا في الدقائق الست الاخيرة من الوقت الاصلي لحمل بلاده الى اللقب الاول في تاريخها، لكن الحارس ايكر كاسياس وقف في وجهه وجر الفريقين الى التمديد الذي ابتسم لبلاده وقادها الى الانضمام لنادي الابطال بفضل هدف من اندريس انييستا في الشوط الاضافي الثاني.
واصبح “لا فوريا روخا” الذي كان يخوض النهائي للمرة الاولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الالماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي، ثاني منتخب يتوج باللقب الاوروبي ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي بعد ان سبقه الى ذلك منتخب المانيا الغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972 ثم اضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1) الذي اخفق مجددا في المتر الاخير لانه كان خسر نهائي 1978 ايضا امام الارجنتين (1-3 بعد التمديد).
ونجح المنتخب “البرتقالي” على اقله في التخلص من صفة الفريق الخارق في الادوار الاولى والعادي في المباريات الاقصائية لكنه كان يأمل ان لا يطارده شبح 1974 و1978 حين كان قريبا جدا من المجد قبل ان يسقط امام البلدين المضيفين.
لكن منتخب “الطواحين” لم يواجه في جنوب افريقيا هذا العائق لان طرفي النهائي كانا يلعبان بعيدا عن ديارهما، الا انه اخفق مجددا ولروبن دوره في ذلك بسبب اهداره بعض الفرص الثمينة التي كانت كفيلة بمنح اللقب العالمي لمنتخب “الطواحين” ومعه معادلة الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
“افكر بذلك كثيرا. من المؤلم التفريط بهكذا فرصة”، هذا ما قاله روبن لموقع الاتحاد الدولي “فيفا” عن الفرصة الثمينة التي اضاعها في الدقيقة 62 لكنه لم يبدو محبطا على الاطلاق اذ اضاف: “اشعر باثارة كبيرة لتواجدي في البرازيل في هذه النسخة. تحضرني ذكريات استثنائية من كل نسخة لكأس العالم تابعتها أو لعبت فيها، وكانت جنوب افريقيا بطولة عظيمة بالنسبة لي. بطبيعة الحال كانت خسارة النهائي بمثابة خيبة امل كبيرة لكني ما زلت فخورا فعلا بما حققناه سوية في البطولة”.
وتابع “من الرائع ان يتم تنظيم كأس العالم هنا. امل واتطلع الى حدث فريد للشعب البرازيل ولكل من يتابع البطولة في المنزل”.
وتحدث روبن عن مدرب المنتخب لويس فان غال، قائلا: “عملت معه في صفوف بايرن ميونيخ قبل ان يستلم مهمته الحالية… الى جانب (مدرب بايرن الحالي الاسباني جوسيب) وارديولا، استطيع القول انه المدرب الافضل الذي عرفته”.
وحافظ روبن الذي لعب دورا كبيرا في احتفاظ بايرن بلقبي الدوري والكأس المحليين لكنه فشل في قيادة الى الظفر بلقب دوري ابطال اوروبا للموسم الثاني على التوالي (خرج من نصف النهائي على يد فريقه السابق ريال مدريد الاسباني بنتيجة اجمالية صفر-5)، على بعض الواقعية وتفهم المشككين بقدرة “البرتقال” على الذهاب بعيدا في البطولة في ظل التعديلات التي ادخلت على التشكيلة ووجود عنصر الشباب الذي يفتقر الى الخبرة، معتبرا ان “اولئك الذين ينظرون الى صغر عمر المنتخب الهولندي باعتباره امرا سلبيا قد يكونون على موعد مع مفاجأة كبيرة”.
واذا كان روبن ورفاقه يبحثون عن تحقيق المفاجأة وقيادة هولندا لتكون اول منتخب اوروبي يتوج على اراضي اميركا الجنوبية فعليهم ان يثبتوا جدارتهم انطلاقا من موقعتهم الثأرية مع “لا فوريا روخا” في اول مواجهة في الدور الاول بين منتخبين وصلا الى نهائي النسخة السابقة.