يبدأ المنتخب البرازيلي رحلة تعويض ما فاته قبل 64 عاما عندما يقص شريط افتتاح النسخة العشرين لكأس العالم من ملعب “ارينا كورنثيانز” في ساو باولو بمواجهة نظيره الكرواتي غدا الخميس
وتعود كأس العالم الى البرازيل، البلد الاكثر تتويجا باللقب (5 مرات)، للمرة الاولى منذ 1950 حين وصل “سيليساو” الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام جاره الاوروغوياني 1-2 امام 200 الف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا.
ولا تزال مرارة نهائي 1950 في فم الجمهور البرازيلي الذي يحلم بان يتمكن منتخب بلاده من الظفر باللقب العالمي للمرة الاولى منذ 2002 والسادسة في تاريخه.
ويدخل البرازيليون الى العرس الكروي العالمي وهم متفائلون بحظوظهم خصوصا ان مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري الذي قادهم الى اللقب الخامس عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب الغريم الالماني.
“البرازيل جاهزة، كل شيء منظم ومحدد وعلى الطريق الصحيح. اذا التزمنا بهذا البرنامج ستسير الامور بشكل جيد بالنسبة الينا بكل تأكيد”، هذا ما قاله سكورلاي لموقع الاتحاد الدولي عن استعدادات منتخب لنهائيات 2014، رافضا الحديث عن فشل في حال ما لم يتمكن منتخبه من الظفر باللقب امام جماهيره.
وتابع “منتخب البرازيل يشارك في كأس العالم دائما والجميع يتوقعون منه ان يحرز اللقب. نحن بكل تأكيد نعمل على تحقيق هذا الهدف لكننا نكن الإحترام لطموحات المنتخبات الأخرى التي تشارك في العرس الكروي ولديها الأهداف ذاتها. خوض البطولة على أرضنا سيحفزنا على الاعتماد على موهبة لاعبينا لتحقيق هذا الهدف واذا لم ننجح في ذلك يكون الامر لأن فريقا آخر تفوق علينا”.
وتحدث سكولاري عن الضغوطات التي يواجهها فريقه كونه يلعب امام جماهيره، قائلا: “لا شك بان التطلعات أكبر لأنها كأس العالم الثانية التي تقام في البرازيل ولأن الفرصة متاحة أمامنا لتحقيق ما فشلنا في تحقيقه في المرة السابقة. لكننا سنواجه منافسين اقوياء في سعينا لإحراز اللقب”.
وهذه ليست المرة الاولى التي يشرف فيها سكولاري على منتخب يستضيف بطولة كبرى على ارضه اذ سبق ان اختبر هذا الامر عام 2004 مع المنتخب البرتغالي في كأس اوروبا حيث وصل “برازيليو اوروبا” الى المباراة النهائية قبل السقوط في المتر الاخير امام اليونانيين.
وتحدث “بيغ فيل” عما اختبره في 2004، قائلا: “كانت تجربة مفيدة. لدي الان فكرة اوضح عن كيف يجب ان نتصرف قبل خوضنا المباراة النهائية وكيف يخوض المنتخب المضيف النهائي على ملعبه وكيف يتعين عليه تنظيم ومراقبة المباراة وانتزاع اللقب. ادرك تماما مدي المتعة باللعب على ارضك وبين جمهورك، لكن في الوقت ذاته، سيكون الامر أكثر قساوة في حال خسارة فريقك. سيتسنى لي الاعتماد على تجربتي السابقة عندما اعمل مع لاعبي فريقي”.
لكن على سكولاري التفكير اولا بتخطي المنافس الاول المتمثل بالمنتخب الكرواتي قبل الحديث عن النهائي او حتى تخطي الدور الاول الذي سيتواجه خلاله “سيليساو” مع المكسيك في الجولة الثانية والكاميرون في الثالثة الاخيرة.
وتطرق سكولاري الى منافسي “اوريفيردي” في دور المجموعات قائلا: “يؤدي منتخب كرواتيا بشكل جيد ويعتمد عل اسلوب فني متميز. اسلوبه مشابه كثيرا لأسلوب منتخاب أميركا الجنوبية خصوصا من ناحية الاستحواذ على الكرة والتصرف بها بشكل جيد”.
وتابع لموقع الفيفا “لم يعد المنتخب الكرواتي يلعب بالاسلوب الانكليزي الذي تميز به سابقا، في المقابل، لاعبوه يملكون قدرات فنية عالية وبالتالي يقدمون مستويات عالية. الكاميرون ايضا تملك لاعبين يملكون فنيات عالية. دائما ما نتوقع امرا معينا ضد هذا الفريق لكن العكس هو الذي يحصل ويقوم الفريق بمفاجأتنا. في المقابل، يعتبر منتخب المكسيك منافسا تقليديا بالنسبة الينا. يقدم كرة قدم مميزة، هناك تاريخ من المواجهات بين البرازيل والمكسيك ودائما ما تكون صعبة”.
رسم “فيليباو” تشكيلته بتأن، بين وديات وكأس قارات احرزها بفوز صاعق في النهائي على اسبانيا بطلة العالم 3-صفر.
بعد مباراتين ضد بنما في 3 حزيران/يونيو في غويانا (4-صفر) وصربيا في 6 منه على ملعب مورومبي في ساو باولو (1-صفر)، تبدأ خارطة الطريق من افتتاحية كرواتيا في ساو باولو بانتظار حلم خوض المباراة النهائية في ريو دي جانيرو في 13 تموز/يوليو.
كان مشهد اختيار سكولاري تشكيلته هذه المرة متناقضا مع 2002، انذاك ضغط عليه الجمهور قبل وبعد الاختيار، فاضطر للنوم في فندق غير اعتيادي للهروب من غضبهم بعد استبعاده الهداف روماريو.
لكن في 2014، حتى روماريو، الذي ينتقد ظله احيانا، وافق على خيارات مدرب البرتغال السابق، كما مهرها الملك بيليه بموافقته مع انه كان يفضل تواجد كاكا او رونالدينيو فيها.
كان النجاح في كأس القارات 2013 الحجة الرئيسة لسكولاري باستبعاد رونالدينيو (97 مباراة دولية) حامل الكرة الذهبية في 2005 وكاكا (87 مباراة دولية) افضل لاعب في العالم عام 2007 وروبينيو (92 مباراة دولية)، والجيل الاولمبي في 2012 على غرار لوكاس، باتو، غانسو، لياندرو دامياو وغيرهم….
عمد سكولاري الى تبديل سبعة لاعبين من الكأس القارية، فعزز خط وسطه بفرناندينيو، راميريش وويليان، وجلب الخبرة على الاطراف مع مايكون وماكسويل على حساب رافينيا وفيليبي لويس.
كرر سكولاري انه يريد بناء جو عائلي مناسب للفريق، على غرار 2002، عندما استدعى لاعبين “غير قادة”، وفي 2014 يعول على المدافعين تياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي) ودافيد لويز (تشلسي الانكليزي) وحارس المرمى جوليو سيزار (تورونتو الكندي) والمهاجم فريد (فلوميننزي) لقيادة تشكيلته.
لكن اختيار سكولاري للاخيرين، لاقى بعض الاعتراضات، لاحتراف سيزار في الدوري الاميركي الشمالي المنخفض القيمة الفنية وذلك بعد توقفه ستة اشهر عن اللعب، فيما عانى فريد سلسلة من الاصابات منذ بداية الموسم.
ويبدو المهاجم نيمار اخطر اسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسما مقبولا مع برشلونة اثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد واطاح برئيس الفريق الكاتالوني ساندرو روسيل.
وعن دور نيمار في الفريق، يقول سكولاري: “لديه مسؤولية اكبر من تلك في فريقه، ليس فقط في خلق الفرص والمرتدات بل في الارتجال وهو وحده قادر على ذلك. ستعمل المجموعة غالبا من اجله وهو سيعمل احيانا من اجل المجموعة”.
وستعود البرازيل في مباراة غد بالذاكرة الى عام 2006 عندما تواجهت مع الكروات في الجولة الاولى من الدور الاول لمونديال المانيا وخرج “سيليساو” فائزا بهدف سجله ريكاردو كاكا الذي حسم المواجهة الرسمية الوحيدة لبلاده مع منافسه الحالم بتكرار انجاز 1998 عندما فاجأ العالم بوصوله الى الدور نصف النهائي على حساب المانيا وانهائه المونديال الفرنسي في المركز الثالث.
ويعتبر المنتخب الكرواتي من المنتخبات الصعبة رغم اضطراره الى خوض الملحق القاري لكي يتأهل الى النهائيات ورغم غيابه عن مونديال جنوب افريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة الى جانب كأس اوروبا 2000 يفشل بالتأهل اليها.
ويشرف على المنتخب الكرواتي في العرس الكروي البرازيلي لاعب وسطه السابق نيكو كوفاتش الذي استلم المهمة بعد فشل بلاده في التأهل مباشرة الى النهائيات بقيادة ايغور ستيماتش.
ورفع ابن الثالثة والاربعين معنويات الفريق ونظم اللعب في الملحق واستعدادا لنهائيات البرازيل وبمعاونة شقيقه روبرت نجح نيكو في عبور ملحق ايسلندا بهدفي ماريو ماندزوكيتش وداريو سرنا ايابا بعد ان تعادلا من دون اهداف على ارض الفريق المتواضع ذهابا.
لن يكون الدور الاول نزهة للكروات وخصوصا في المباراة الافتتاحية التي يغيب عنها ماندزوكيتش بسبب الايقاف بعد نيله بطاقة حمراء في الملحق امام ايسلندا، لكنهم يأملون في حجز بطاقة التأهل بالفوز على المكسيك والكاميرون، برغم تفوق خصومهم عليهم بالتأقلم مع الاجواء الحارة والرطبة.
كما ستفتقد كرواتيا الى المدافع يوسيب سيمونيتش بعدما ثبتت محكمة التحكيم الرياضي عقوبة ايقافه 10 مباريات التي فرضها الاتحاد الدولي (فيفا) لاحتفاله بالتأهل بعبارات عنصرية. وامسك سيمونيتش (36 عاما و105 مباريات دولية) بمكبر الصوت، وردد عبارة “زا دوم” (الى البيت) رد عليها الجمهور “سبريمني” (جاهزون)، استخدمها النظام الكرواتي الفاشي القريب من النازية ابان الحرب العالمية الثانية.
ولن يكون باستطاعة المنتخب الكرواتي الاعتماد ايضا على لاعب الوسط نيكو كرانيكار وذلك بسبب اصابة تعرض لها في ساقه خلال مباراة فريقه كوينز بارك رينجرز مع دربي في الملحق الفاصل المؤهل الى الدوري الانكليزي.
وعن مباراة البرازيل المنتظرة، يقول كوفاتش الذي يملك خبرة تدريبية متواضعة: “نحن فخورون للمشاركة فيها، اجواء رائعة تنتظرنا وسنقدم كل ما نملك لتمثيل كرواتيا على احسن وجه. البرازيل ستحصل على كل الدعم داخل وخارج ارض الملعب من 200 مليون نسمة، لكن في الوقت عينه ستتحمل الضغط وقد يصب ذلك في مصلحتنا”.
وشارك كوفاتش لنصف ساعة في المباراة الوحيدة السابقة التي خاضتها بلاده ضد البرازيل قبل ان يخرج لاصابته، وهو علق على ذلك قائلا: “آمل أن أكون أكثر تأثيرا هذه المرة”.
يعول كوفاتش على نجم وسط ريال مدريد الاسباني لوكا مودريتش ولاعب ايفان راكيتيتش والمدافع داريو سرنا والمهاجمين نيكيتسا ييلافيتش والبرازيلي الاصل ادواردو دا سيلفا والمخضرم ايفيتسا اوليتش والحارس المخضرم ستيبي ليتيكوسا.