الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي
لفنانة فاطمة تاباعمرانت، هي فنانة ليست كالفنانات، فهي المطربة الشاعرة الملحنة السياسية..
بصمت بصمتها على الساحة الفنية الأمازيغية فتميزت وأبدعت، حتى باتت مطربة من العيار الثقيل، ورايسة من الرايسات المتميزات في الفن الأمازيغي.
هي بنت “الخصاص” بمنطقة “سوس”، شقت طريقها لوحدها بعد أن نهلت من نبع فنانين كبار، كالفنانة الدمسيرية، تيحيحت إمقورن، الدمسيري وغيرهم من الفنانين الكبار.
في لقاء أجرته معها “منارة”، تحدثت عن تاباعمرانت الفنانة والسياسية. عن تاباعمرانت التي تعشق الفن وتتنفسه. التي لو خيرت بين الفن والسياسة، لاختارت الفن دون أي تردد.
تحدثت عن طفولتها التي عاشتها محرومة من حنان الأم، فكبرت بين البيوت حتى اشتد عودها. وكل بيت، كان بمثابة مدرسة تخرجت منها بتفوق. حتى صارت أقرب للناس ولمعاناتهم. فترجمتها شعرا صاغته لحنا أدته ببراعة.
خلال لقائنا معها، تحدثت تاباعمرانت عن طموحها بأن تغني (بالسكون فوق حرف الغين) الثقافة الأمازيغية والأدب الأمازيغي. فبالنسبة لها، هي ثقافة واسعة، غنية بأمثالها وبصورها الطبيعية، وتستحق الإغناء.
من خلال هذا الحوار، حاولنا سبر أغوار فنانة بصمت بصمتها في الفن الامازيغي، شعرا ولحنا وأداءا متميزا…فكان اللقاء على الشكل التالي:
عن المشاركة في مهرجان موازين
سعيدة بتواجدي بين أحبابي وجمهوري والصحافة التي احترمها كثيرا. فالاعلام أصبح أهم وسيلة في عصرنا الحالي، وهو من يسوق العالم، فعلى الرغم من صغر القلم، إلا أن الاعلام هو من يسوق العالم كله.
ماذا أعطى الفن للسياسة وماذا أعطت السياسة للفن
الفن هو الأصل، وبإمكان الفن أن يعطي للسياسة، أما أن تعطي السياسة للفن، فبصراحة لا أدري.
عندما أردت دخول المعترك السياسي، كنت خائفة جدا ومرعوبة. فليس سهلا، أن أضحي بثلاثين عاما من الفن في خمس أو عشر سنوات بالبرلمان. أعطيت ثلاثين سنة من عمري للفن المغربي، وكان يجب أن أكون حذرة حتى لا تذهب سدى ويقضي عليها دخولي غمار السياسة. لكن بتوفيق من الله، استطعت التوفيق.
بالنسبة لي، البرلمان هو مدرسة اتعلم فيها الكثير، لكن إذا خيرته بينه وبين الفن، فبالتأكيد سأختار الفن، لأنني أعشق الفن وأتنفسه. هو حياتي، لا أستطيع التخلي عنه إلا بتخلي عن هذه الحياة.
الفن الملتزم هو في حد ذاته سياسة، وبعد دسترة الأمازيغية بعد دستور 2011، حالفني الحظ لأحضى بمقعد بالبرلمان، لكن، يمكن أن أظل برلمانية لخمس أو لعشر سنوات، لكني سأظل دائما مطربة.
عندما ندخل بيوتا سواء هنا في المغرب أو خارجه، ونجدهم يضعون صورا لعمالقة الفن، لا نسأل حينها إن كانوا وزراء أو سياسيين، ولكن ما يهم هو أنهم كانوا فنانين. وبنظري الفن عمره طويل وإن كان في المستوى يكون عمره أطول.
طموح تاباعمرانت في الفن
طموحي أن أغني الثقافة الأمازيغية والأدب الأمازيغي، فهي ثقافة واسعة، فيها أمثال وصور شعرية وصور طبيعة هي من أجمل صور الحياة، أتمنى أن أعطي لتاريخ الفن الأمازيغي وأغني هذه الثقافة، لأنها حقا تستحق.
هل اختارت تاباعمرانت الفن ام الفن من اختارها
كبرت ييتمة ومحرومة من حنان الأم، ومن دار لدار، وكل دار مررت بها كانت بمثابة مدرسة لي تخرجت منها بتفوق، حتى صقلت شخصيتي واشتد عودي وصرت أقرب للناس ولمعاناتهم وأكثر إحساسا بهم، فترجمت كل ذلك شعرا ولحنا وأداءا.
زلو أنني كبرت بين حنان أمي وأبي وفي بيت واحد لربما لم أكن لأكتسب كل هذه الدروس من الحياة.