وأوضح روبرت، في حديث قبيل مشاركتها في المهرجان، ان الزيارتين اللتين قادتا المجموعة إلى الدار البيضاء نهاية تسعينات القرن الماضي، وأكادير قبل حوالي ثلاث سنوات، كانتا “رائعتين” لقيت خلالهما المجموعة حفاوة الاستقبال والتجاوب الكبير من الجمهور، متوقعا أن يكون الحفل، الذي ستحتضنه منصة السويسي بالرباط يوم ثالث يونيو، “أروع من سابقيه وبإقبال جماهيري أكبر”. “مازلت أتذكر حفل أكادير. حضر الجمهور بشكل مكثف وتفاعل معنا بطاقة كبيرة”، يستحضر عازف القيثارة ذكريات آخر لقاء بالجمهور المغربي في إطار مهرجان تيمتار سنة 2011، قبل أن يضيف “أنا متأكد بأن المغاربة على اطلاع كبير بالموسيقى الأمريكية، لاسيما في ظل حضور نجوم كبار إلى البلاد من قبيل جاستن تيمبرليك وني يو والكومودورز”.
روبرت كول بيل و مهرجان موازين
“عندما كنت بأكادير قال لي أحد أصدقائي المغاربة: يجب عليكم إحياء حفل في مهرجان موازين بالرباط”، يتحدث روبرت عن سماعه لأول مرة بالمهرجان، قبل أن يضيف بنبرة لا تخلو من الطرفة “انتظرنا، وأخيرا جاءت المكالمة الهاتفية”. وأوضح أن المجموعة تعتزم تقديم باقة من أجمل أغانيها لجمهور موازين، خاصة تلك التي أكسبت المجموعة الشهرة في السبعينات مع “هوليوود سوينغين” و “فانكي ستاف” و”جانغل بوغي”، والأغاني التي أبهرت بها عشاق الموسيقى الغربية في الثمانينات وفي مقدمتها “ليديز نايت” و”جوانا” و”تشيريش” والأغنية الخالدة “سيليبريشن”. وقال قائد مجموعة “كول آند ذ غانغ”، الذي اعتنق الإسلام قبل عقود، واختار “محمد” إسما جديدا له، “دائما ما تكون تجربة الغناء في البلدان الإسلامية رائعة”، مبرزا أن المجموعة أمضت أوقاتا مميزة في البلدان التي زارتها، من قبيل المغرب والإمارات العربية المتحدة وماليزيا وتونس والجزائر وسلطنة عمان.
وأضاف “إحياء حفلات بدول مختلفة من العالم يمكنك من لقاء أناس مختلفين والتعرف على ثقافات جديدة، كما يتيح فرصة رؤية أنماط عيش الناس، ومبلغ عشقهم للموسيقى التي تبدعها”، مبرزا أن السفر شكل في العديد من المرات مصدر إلهام للمجموعة وتجسد في عدد من اختياراتها الموسيقية. وأشار ، في هذا الصدد، إلى استلهام موسيقى ورقصات الريغي التي تعرفت عليها المجموعة عن قرب خلال زيارتها لجامايكا وترينداد وتوباغو في أغنية “لتس غو دانسين”(أولا لا لا).
جديد المجموعة
وبخصوص جديد المجموعة، كشف روبرت أن المجموعة أنهت مؤخرا عملا جديدا مع نجم البوب “ني يو” و”الدي جي كاستيدي” من المرتقب أن يصدر في يوليوز المقبل، مضيفا “نعتزم، إن شاء الله، إنجاز ألبوم جديد لمجموعة كول آند ذ غانغ وأصدقائها بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيس المجموعة سيحمل عنوان: إتس سيليبريشن”.
وأوضح أن هذا العمل سيتم باشتراك مجموعة من الأصدقاء الذين تعاملت معهم المجموعة طوال مشوارها الفني مثل ني يو وستيفي واندر وفان هيلين، معربا عن أمله في صدور هذا الألبوم نهاية السنة المقبلة.
“اختصنا الله بنعمة الإبداع من عنده، وبقينا مركزين على ما نفعل، والجمهور وقف دائما إلى جانبنا”، يضيف روبرت وهو يعدد العوامل التي ساهمت في النجاحات الباهرة التي راكمتها المجموعة، ليتابع قائلا “انطلقنا في البداية كمجموعة من ثمانية أفراد. أربعة توفوا، وبقينا نحن الأربعة (روبرت، وأخوه رونالد بيل، وجورج براون ودينيس طوماس) مجتمعين تنفيذا لوصايا الآباء”.
وحول تعريفه للموسيقى التي تؤديها المجموعة، والتي تصنف ضمن ألوان موسيقية متباينة، أكد روبرت أنها موسيقى “معاصرة” تمزج بين الجاز والفانك وآر أند بي والبوب والروك، مبرزا انفتاح المجموعة على مجموعة من الألوان الموسيقية وإنجازها أعمالا مع نجوم متألقين في مختلف هذه الاساليب، من قبيل الكومودورز وفان هيلين وكيد روك.
سيليبريشن” الشهيرة، أيقونة أغاني الاحتفالات المجموعة
واستعاد هذا العازف البارع ذكريات أغنية “سيليبريشن” الشهيرة، التي صارت أيقونة أغاني الاحتفال لاسيما في الولايات المتحدة بعد أداءها احتفالا بنهاية أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران وعودة المختطفين إلى وطنهم وانتشار إذاعتها بمناسبة الأحداث الرياضية الكبرى وحفلات الزفاف والتخرج، “بعد الفوز الذي حققناه للمرة الثانية بجائزة ‘أميريكن ميوزك أوورد’، جاء أخي خليص (الإسم المسلم لرونالد) إلينا وقال: لقد فزنا، لدي فكرة إنجاز أغنية جديدة بعنوان سيليبريشن”، مضيفا “استمعنا إلى مقترحات خليص وانكببنا على العمل على تطويرها وكذلك جئنا بأغنية سيليبريشن”.
وأعرب عن يقينه بأن المجموعة مازالت تحظى بشعبية حتى لدى فئة الشباب، محيلا إلى إعادة إنتاج العديد من أغاني المجموعة من طرف فنانين شباب، والحضور المهم لهذه الفئة في حسابات المجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعد مجموعة “كول آند ذ غانغ”، التي تأسست سنة 1964 بمدينة نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية وباعت حوالي سبعين مليون ألبوم عبر العالم، إحدى أشهر المجموعات الموسيقية وأكثرها تأثيرا في عدة أجيال من الموسيقيين. وأحرزت المجموعة خلال نصف قرن من الإبداع جوائز عديدة منها جائزة غرامي مرتين، وسبعة جوائز ‘أميريكن ميوزك أوورد’، وكان آخر اعتراف حظيت به المجموعة حصولها قبل أسابيع بألمانيا على جائزة غولدين كاميرا.