سافر أزيد من ألف جهادي مغربي إلى سوريا منذ 2011 ، بينهم 900 مقاتل التحقوا خلال سنة 2013 وحدها. هذه الأرقام جاءت على لسان هشام باعلي، من المديرية العامة للأمن الوطني، يوم 14 مايو خلال برنامج تلفزيوني بثته القناة الثانية المغربية.
وعند أخذ عدد أبناء الجالية المغربية في الخارج الذين التحقوا بسوريا بالاعتبار، فإن عدد المقاتلين المغاربة في سوريا سيكون أكبر بكثير، حسب رومان كايي، باحث فرنسي ومستشار في القضايا الإسلامية، والذي أكد أن الظاهرة لا تقتصر على المغرب فقط بل تشمل عدة دول أخرى.
فيما يشير عبد الله الرامي، الخبير المغربي في شؤون الحركات الجهادية، أن شبكات التواصل الاجتماعي من قبيل تويتر وفيسبوك تلعب دورا هاما في تجنيد الجهاديين وفي التواصل فيما بينهم وتبادل الأفكار.
لكنه استطرد قائلا إن الإعلام الاجتماعي ليس العامل الأهم في تنامي الظاهرة. مشيرا إلى أن “السياسة الإعلامية لعدة قنوات فضائية هي التي تساعد على تحويل الرأي العام العربي ضد النظام السوري”.
وفوجئت أسر هؤلاء الشباب بقرارات أبنائها. فالرويات التي تحكيها عائلات يونس (34 سنة) ومصطفى (28 سنة)، اللذان قررا الذهاب للقتال في سوريا، تكشف الكثير عن معاناتهم. والدة يونس تقول والدموع تملأ عينيها إن زوجته وبناته الثلاث توسلن إليه كي يعود لكن بلا جدوى.
وناشدت العائلات السلطات لتشجيع هؤلاء الشباب على العودة إلى المغرب. لكن العديد منهم يرفض العودة مخافة الذهاب إلى السجن حسب محمد مصباح الباحث بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.
وأوضح مصباح قائلا “لقد وجدوا أنفسهم في مأزق، لأن البعض منهم اكتشف حقيقة الوضع على الميدان في سوريا”.
باعلي، المسؤول بالمديرية العامة للأمن الوطني، قال إن هؤلاء الأشخاص يشكلون تهديدا لأنهم تلقوا تدريبا حول استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، والقتال في الميدان وتعلموا كيف يصنعون المتفجرات وتفخيخ السيارات.
بل الأسوأ من ذلك هو “أن بعضهم تدرب على قيادة الطائرات الحربية. كيف يمكن إذن عدم توقيف هؤلاء الأشخاص لدى عودتهم إلى المغرب إذا كنا لا نعرف ما يخططون له؟” حسب قوله.
وقال المسؤول الأمني إنه من المعلوم أن التنظيم المغربي حركة شام الإسلام كون جماعة من المقاتلين من أجل العودة إلى المملكة بهدف تنفيذ هجمات إرهابية وفق أجندة القاعدة.
وقال “المحاكم هي التي ستقول كلمتها بشأن هؤلاء المقاتلين الذين يعودون إلى المغرب”، مشيرا إلى أن بعضهم يعود إلى المغرب لاصطحاب أبنائه معه.
من ناحية أخرى قال مصباح إنه لا يمكن حل هذه المشكلة بالتركيز على الجانب الأمني وحده. وبرأيه، ينبغي تقديم المساعدة لهؤلاء المغاربة للعودة إلى بلدهم مع الأخذ في الاعتبار البعد الاجتماعي وضرورة إعادة إدماجهم في المجتمع.
وشدد بالقول “لا ينبغي تصنيف كل من ذهب إلى سوريا في خانة واحدة. صحيح أن البعض بلغ درجة الإيمان بالفكر الجهادي، في حين أن البعض الآخر ذهبوا بدافع من الحماس فقط. ويجب منحهم فرصة ثانية”.
ويؤكد باعلي أن السلطات واعية بأن المقاربة الأمنية البحثة ليست الحل الوحيد. ويرى ضرورة توخي الحذر بسبب خطر التأثير الفكري لهؤلاء الأشخاص على من حولهم بعد عودتهم.
وبحسب باعلي فإن المغرب يبذل جهودا كبيرة لمنع الشباب من الذهاب إلى سوريا في المقام الأول، ويتضح ذلك من خلال القبض مؤخرا على أربع خلايا إرهابية.
عن موقع “مغاربية”