إذ يعمد هؤلاء المراهقين إلى محاكاة بعض تسريحات المشاهير خصوصا لاعبي كرة القدم أمثال لاعبي البارصا والريال وغيرهم من أصحاب القصات والتسريحات الغريبة.
وهؤلاء المراهقون المغاربة الذين ينحدر بعضهم من مدينة فاس، باتوا يتباهون بحلق رؤوسهم بشكل غريب ودخيل على المجتمع، ويكتبون عبارات على رؤوسهم الحليقة بطريقة غريبة من قبيل “التشرميل” وكأن التشرميل انتقل من الطابع الإجرامي إلى طابع التباهي والافتخار.
الغريب ان معظم هؤلاء “المشرملين” إن صح القول نسبة الى ظاهرة “التشرميل” التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، يحسبون أنهم يحسنون صنعا، إذ عبر معظمهم عبر هذه الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، على أن الظاهرة، هي ليست اجرامية ولكنها فكر وتحدي وصرخة. يريد بها هؤلاء التأكيد بأنهم شباب لهم صوت وفكر وطريقة عيش يجب ان تحترم.
البعض الآخر، ممن لا يعجبهم “التشرميل”، يقولون بأن الأمر لا يعدو أن يكون “قلة العصا” و”قلة التربية”، فمتى كان الفاشلون الذين لم يحصل أحسنهم على شهادة الباكالوريا، أن يكونوا أصحاب فكر أو صوت أو صرخة يخترقون بها أسوار المجتمع. هم فقط شرذمة، من الفاشلين الحاقدين على المجتمع. وببساطة لصوص معظمهم يتعاطى “القرقوبي” ويسلبون المارة أغراضهم.
بين هذا وذاك يقف المراقب حائرا فيما آلت إليه الأوضاع، فهل يمكن وصف التشرميل بالظاهرة أم بالحركة أم ربما بالصرخة؟. هل هي فقط ظاهرة سرعان ما تنجلي وتتبدد مع تعزيز الأمن وتطبيق القوانين بصرامة؟ أم أنها حركة سرعان ما تجد لها من يساندها ومن يخرج في مسيرات ومظاهرات تنديدا بقمعها أو إسكاتها؟ أم هي صوت وصرخة لاسماع المجتمع أصوات مراهقين يعيشون هنا وغير راضين عن المجتممع ويجب السماح لهم بالتعبير بحرية وبأمان دون أي مس بكرامتهم؟. ام هي طريقة يريدون منها لفت المجتمع الى فئة المراهقين رهان المستقبل والغد وانتشالهم من الأوحال وتحسين أوضاعهم والتعامل بالأمر بكل جدية خصوصا وأن العصر عصر انفجار تكنولوجي، عصر مارد لا يمكن وقفه أو صده أو حتى الوقوف بوجهه.