تتندر النخبة التي يصر عبد اللطيف حسني على الإنتماء لها بإصرار السوسيولوجي المحترم على أن يتكلم بمناسبة و بدون مناسبة عن الشريف مولاي هشام، سلم عليك الشريف، البارح شفت الشريف، الأسبوع القادم عامل مع الشريف، و هاد الشي قالو الشريف منذ مدة، لا يعيش إلا لشريفه، عندما كان الرجل مرتبطا بالراحل عبد الله ابراهيم كان لا يتكلم إلا عن عبد الله ابراهيم و لا يتوانى عندما يأتي “صحوا” إلى دروسه في الجامعة عن التصريح بأنه “عندو السوارت ديال الإتحاد الوطني للقوات الشعبية”، مما جعل تلامذته يسمونه بمول السوارت كما حدث مع أحد أفواج طلبة السلك الثالث الذين أتاهم في الحصة الإفتتاحية و وزع عليهم زابوره المعرفي و عاش شبحا لسنة جامعية بكاملها، و حتى يضمن سكوت الطلبة بشرهم منذ البداية بأن مادته هي مادة تمتحن في الشفوي و أنه بطبيعته يعطي النقطة 14 كآخر نقطة حتى تسكت الناس عن الأستاذ الشبح و تتواطئ معه في غيابه راكم ناجحين كاملين و موعدنا آخر السنة في الإمتحان الشفوي، قالها لهم في بداية السنة قبل أن يدخل في السرية لمدة عام كامل.
و بعد تجربة في النقابة الوطنية للتلاميذ و انخراط في الشبيبة الإتحادية، استفاذ من تعاطف وزير التعليم العالي الأسبق عبد الله ساعف الذي رقاه إلى درجة أستاذ محاضر و سلطه على كليتي الحقوق بالبيضاء يدرس القانون الإداري الذي لم يقرأه يوما بعدما عاش شبحا في كلية علوم التربية بالرباط.
بعد نهاية مرحلة عبد الله ابراهيم في التعليم، قدمه أحد الصحفيين إلى الأمير و منذ دخوله محراب الشريف و هو لا يؤمن إلا به و لا يكتب إلا ما يطلبه منه.
يقول علي لمرابط عنه ” في النهاية و لأنه يتوجب ختم هذه القصة بقليل من الفكاهة لا أستطيع أن أفارقكم دون أن أتطرق لمجلة وجهة نظر و هي نشرة غريبة تبقى مبيعاتها سرية لكنها تحضى بإمتياز الإستفاذة من سخاء سيدي مولاي، و قد أكد لي مولاي هشام ذلك (أي تمويل المجلة) ذات يوم، و لم يكن محتاجا لذلك إذ يكفي تصفح أعداد المجلة ليدرك المرء بسرعة أنه يقرأ زابور مولاي هشام أكثر مما يقرأ أية مواضيع سياسية أو اجتماعية أخرى.”
كثيرون يعرفون أن مولاي هشام هو الممول الرسمي لنشرة “وجهة نظر”، حتى أن المتتبعين و للأمانة العلمية يسمونها الآن “وجهة نظر مولاي هشام” لأن لها سقف واحد و أجندة واحدة هي أجندة الأمير المهووس بالسلطة حتى الحمق.
لقد “صدعنا” الأمير و صاحب وجهة نظره بالكلام عن المثقف و السلطة عن المثقف المتملق و المثقف المتزلف و المثقف غير المستقل، فأي من هذه الأوصاف لا ينطبق على عبد اللطيف حسني، في سنة 2004 ذهب إلى أمريكا على حساب الأمير من أجل تعلم اللغة الإنجليزية لأن “المخزن دو دومان” عليه أن تكون له ثقافة أنجلوساكسونية، و عليه أن يتعلم أداتها، و ذهب صاحبنا إلى بلاد العم سام لكنه عاد بعد أشهر بعد أن تم طرده من الإقامة الجامعية بعد أن اكتشفوا أنه مغرق في ثقافة الروحانيات و مستلزماتها.
تمخزنيت على هدى وجهة نظر لا تكلف الأمير إلا الفتات مقارنة مع ما يكلفه المخازنية الآخرين، فمقارنة مع الحسين المجدوبي الذي وعده الأمير بأكثر من ذلك لكي يسهل استقراره إلى جانبه في بلاد الضباب و الذي يتم التهيء له من الآن، يبقى عبد اللطيف حسني مخزني bon marché ” “، فبالإضافة إلى تكاليف طبع وجهة نظر مولاي هشام، يتحمل بعض سفرياته إلى الخارج لكن أغلبها الأعم لا يتجاوز إقامات في فيرمة الريع بتارودانت و الإقامة الصيفية في المضيق، فهذا المثقف الذي يدعي أنه مناهض للريع يسكن فيلا مساحتها تتجاوز 350 متر إقتناها في إطار الريع أيام البصري بأقل من 80.000 درهم لمجموع أرض الفيلا، فأين هي إستقلالية المثقف و أين هو البحث الأكاديمي و أين هي الموضوعية، و مع ذلك أقول أنه “طالع رخيص على مول الكامون الذي إختار له شخصيا عناوين أعداد مجلته مثل “مول المظل” و “النخبة المحمدية” و “المغرب إلى أين”، و “القتل في المغرب من الغزو الإسلامي إلى جحيم تزمامارت” و “اللاهتون وراء السراب” و” تزوير التاريخ”.
و يبقى عدد المجلة حول “النخبة المحمدية” العدد الذي يعكس الهاجس السلطوي الذي يسكن صاحب وجهة نظر مولاي هشام كما نشر ذلك موقع “أمير بوست” تحت عنوان وجهة نظر ( أي مولاي هشام و الدقايقية ديالو) تحاكم في عدد جديد النخبة التي أفرزها عهد محمد السادس و زينتها المجلة بصورة تضع المهووس بالسلطة خارج التاريخ في قلب أسماء ذات مشارب مختلفة يريدها له و يسعى إلى إرشائها في لعبة الصراع حول الكرسي.