توفي في موسكو، الجمعة،فيكتور سوخودريف المترجم الروسي الذي ظل لثلاثة عقود ينقل كلمات قادة الكرملين للعالم المتحدث باللغة الإنجليزية عن عمر يناهز الواحد وثمانين عاما.
وكان راديو صدى موسكو أول من أعلن خبر وفاة فيكتور سوخودريف نقلا عن ابنه، فيما لم يعرف بعد سبب الوفاة.
وفي بيان تعزية رسمي، وصفت الخارجية الروسية سوخودريف “بمشارك مباشر في أهم الأحداث في العلاقات السوفيتية الأميركية”، الذي ستظل ذكراه حية لقوة ملاحظته وحسه الفكاهي ودفئه الإنساني”.
وكان سوخودريف الرجل الدائم الحضور في لقاءات القمة السوفيتية الأميركية بدءا من زيارة الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف إلى الولايات المتحدة عام 1959، التي كانت الأولى التي يقوم بها زعيم سوفيتي.
وقبل ذلك بثلاث أعوام، وفي البداية المبكرة لمسيرته المهنية، ترجم سوخودريف عبارة خروتشوف الشهيرة “سوف ندفنكم” والتي أصبحت رمزا لفظيا للمنافسة بين القوتين العظمتين.
وكان سوخودريف المترجم الوحيد في لقاء عام 1972 بين الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف في موسكو.
وكتب نيكسون في مذكراته “وجدت تحفظات بأنه كان علي الاستعانة بمترجم آخر من وزارة الخارجية، إلا إنني كنت أعرف إن سوخودريف كان لغويا ممتازا يستطيع التحدث بالإنجليزية بنفس طلاقته باللغة الروسية وشعرت بأن بريجينيف سيتحدث بحرية أكثر لو كان هناك شخص آخر غيره حاضرا”.
وعرض التليفزيون الرسمي الروسي مساء الجمعة صورا ومقاطع فيديو تظهر سوخودريف وبريجنيف أثناء أحداث تاريخية حيث يظهر الأول كشاب أسود الشعر يقف خلف بريجنيف مباشرة.
واستدعي سوخودريف لتقديم خدماته لميخائيل غورباتشوف، أخر الزعماء السوفييت أثناء اللقاء الذي جمع الأخير بالرئيس الأميركي رونالد ريغان في واشنطن 1987 للتوقيع على المعاهدة التي حيدت بعض الأسلحة النووية متوسطة المدى.
وحددت 6 سنوات قضاها سوخودريف – الذي ولد في 12 ديسمبر عام 1932 – في لندن كصبي إبان الحرب العالمية الثانية مع والدته التي كانت تعمل في الملحقية السوفيتية التجارية هناك مسيرته المهنية المستقبلية.
وعاد سوخودريف إلى موسكو وهو في الثانية عشر وتخرج بعد ذلك من المعهد العسكري للغات الأجنبية.
ومنعه والده، وهو ضابط مخابرات عسكرية عمل متخفيا في الولايات المتحدة، من السير في خطاه كجاسوس، وذلك طبقا لراديو صدى موسكو.
وبدلا من ذلك، عين سوخودريف في وزارة الخارجية ليصبح المترجم الشخصي لخروتشوف.