الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
وبات مسرح نابليون الثالث يحمل الان اسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، على ما افاد جان فرنسوا هيبير رئيس المؤسسة العامة لقصر فونتينبلو في حديث لوكالة فرانس برس.
ويقع هذا القصر على مسافة ستين كيلومترا من باريس، والمسرح الذي فيه يعد “متحفا حقيقيا للفنون التزيينية في حقبة الامبراطورية الثانية”، بحسب فرنسوا هيبير.
وافتتح هذا المسرح في العام 1857، بطلب من نابليون الثالث، وذلك نزولا عند رغبة زوجته الامبراطورة اوجيني التي كانت مفتونة بالملكة ماري انطوانيت، ولذا صممت القاعة بما يحاكي قاعة المسرح الصغير في قصر فرساي.
وتبدو ملامح البذخ التي كانت سائدة في زمن الامبراطورية الثانية في كل ارجاء المسرح، في المقاعد والجدران والسجاد المزركش.
ويتسع المسرح لاربعمئة شخص، يتوزعون على اربعة مستويات. ولم يستخدم سوى نحو عشر مرات ابان حكم الامبراطور الذي كان يدعو اليه ضيوفه من رفيعي الشأن.
وبعد سقوط الامبراطورية في العام 1870 لصالح الجمهورية الثالثة، اغلقت ابواب المسرح ودخل في غياهب النسيان. وفي العشرينات من القرن الماضي، سقطت الثريا الكبيرة المعلقة في سقفه ارضا وتحطمت، ثم اعيد تصليحها وتركيبها.
وفي زمن الاحتلال النازي لفرنسا، احيا الضباط الالمان عروضا في المسرح، ثم اغلق مجددا في العام 1941 لاسباب امنية.
واعتبارا من الستينات من القرن الماضي، قدمت مشاريع عدة ترمي الى اعادة تأهيل المسرح، لكنها لم تنفذ.
في نيسان/ابريل من العام 2007، وعلى اثر الاتفاق الذي عقد بين فرنسا ودولة الامارات لاقامة متحف لوفر ابو ظبي، أحب المسؤولون الاماراتيون ان “يتوجهوا بلفتة اضافية الى احد الاماكن التراثية في فرنسا” وهو مسرح فونتنبلو، بحسب هيبير.
وبموجب اتفاق عقد بين البلدين، تعهدت دولة الامارات بدفع عشرة ملايين يورو لترميم القصر، منها خمسة ملايين خصصت لاعادة تأهيل قاعة المسرح.
ويقول هيبير “نأمل ان يدفع الاماراتيون الخمسة ملايين الباقية في أسرع وقت ممكن، فمن شأن هذا المبلغ ان يتيح لنا ترميم خشبة المسرح والمستويات العالية منه”.
ويضيف “لولا هذه الهبة لما كان لهذا المسرح ان يرمم ويعاد تأهيله، لم يكن يشكل اولوية في فرنسا..انه جوهرة من تراث الامبراطورية الثانية سيخرج مجددا من غياهب النسيان، وذلك بفضل دولة الامارات”.
واشترط الاماراتيون في مقابل تمويلهم نفقات اعادة تأهيل المسرح ان يطلق عليه اسم الشيخ خليفة، بحسب هيبير الذي لا يرى في ذلك أي ضير.
وبدأت اعمال الترميم في العام 2012، وشملت حتى الآن المنسوجات الحريرية المبطنة، والسجاد المزركش، واللوحات، بما يحافظ على الروح الاصلية للحقبة التي انجزت فيها هذه الاعمال.
وستكون القاعة مفتوحة لزيارات الجمهور في اطار جولة في القصر تستعيد ذكرى الامبراطورية الثانية في فرنسا، وتشمل الى المسرح كلا من المتحف الصيني وغرفة عمل نابليون الثالث، وصالة لاك التي كانت تستخدمها الامبراطورة اوجيني.
لكن هذا المسرح لا يمكن ان يقدم الكثير من العروض اذ ان اركانه ليست متينة بما فيه الكفاية.