في الحلقة الخامسة من سلسلة كشف مستور العلاقة بين الأمير مولاي هشام ومجموعة من الصحافيين، الذين استقطبهم واستفادوا من كرمه الحاتمي مقابل توقيعهم لطلبات خطية مصادق عليها، حتى تبقى دليل ابتزازه لهم، (في هذه الحلقة) يتحدث علي المرابط كيف نجا من شراك الأمير المنبوذ التي حامت حوله في أكثر من مناسبة:
يقول علي المرابط عبر يومية “صحيفة الناس”:
“حاول مولاي هشام، في إحدى المرّات، أن يوقعني في شباكه.. ذات يوم، وبعد خروجي من السجن، سألني، عبر صديق مشترك بيننا، إن كنت محتاجا إلى المال. شكرت الصديق المشترك وقلت له إنه من الأفضل أن يساعد جمعيات حقوق الإنسان، التي ستستخدم هذه “المساعدة” استخداما جيدا!.. وإذا لم تخنّي الذاكرة فقد ذكرتُ له ثلاث منظمات غير حكومية، واحدة مغربية، هي “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، والثانية فرنسية، هي “مراسلون بلا حدود”، التي كان يرأسها آنذاك روبير مينار، والثالثة إسبانية وهي التي قادت حملة دولية كبيرة وفعّالة من أجل إطلاق سراحي.. أجابني “نعم، نعم، نعم.. لا مشكل في ذلك، لكنْ قدّم لي طلبا”.. بالنسبة إلى “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” علمتُ، عبر صديق لي، أنّ أعضاءها رفضوا بشدّة أن يتلقوا أي شيء من “مولاي هشام”، أما بالنسبة إلى “مراسلون بلا حدود” فقد بلغني أنه استثمر، عبر صديق له، في مجلة “ميديا”، التي يديرها مينار وزوجته. وفي ما يخصّ الجمعية الإسبانية، فإنه لم يقدّم لها شيئا البتة، فمن المؤكد أنه كان يريدني أن أقدّم طلبا شخصيا وليس طلبا باسم الجمعية، المُجبَرة على التصريح لمصالح الضرائب بما تتلقاه من دعم مالي والكشف عن مصادر تمويلها..
كان “مولاي هشام” يرغب -بأيّ ثمن- في أن يحصل على وثيقة موقعة مني أطلب فيها شيئا لي وليس لغيري.. لقد كان مهووسا بالحصول على رسالة موقعة بيدي إلى درجة أن صديقي فاضل العراقي روى لي أنّ “الأمير المنبوذ” كان يبحث، دون كلل، عن الرسالة الخطية التي أعطيتها له في السجن، عندما أعلنت توقفي عن الإضراب عن الطعام.. وقد اقترح على فاضل أن يشتري منه هذه الرّسالة بـ50 ألف درهم! وقد نشرت هذه الرّسالة من طرف “لوجورنال” و”الصّحيفة”، لكن “سيدي مولاي” كان يبحث عن النسخة الأصلية للرّسالة. لماذا؟ لأن مولاي هشام يهوى جمع الرّسائل الخطية، كما أوضح لي أبو بكر الجامعي وهو ينفجر ضاحكا”.