فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
كتاب “مذكرات أمير منبوذ” تجسيد حقيقي لمعنى كلمة”إخفاق” ، فالإحصائيات الرسمية لموقع مهنيي النشر “أليكسيا” تفيد أن الكتاب خيّب الآمال إلى درجة أن دار النضر”غراسي”، التي جعلت من الكتاب الحدث الأدبي في مجموعتها الربيعية “كتابات ووثائق”، دخلت في معركة لتفادي الخسارة التي ستلحق بها جراء تدهور مبيعات الكتاب بعد توزيعه على المكتبات، إذ لم تتعد النسخ المباعة 1000 نسخة، وهو رقم كان سببا في توجس دار النشر التي كانت تحلم بأن يحطم الكتاب رقما قياسيا في المبيعات.
وحسب موقع “دومان أونلاين”، فإن إدارة دار النشر”غراسي” قد انتقدت بشدة ما قام به الأمير مولاي هشام حين سمح بتسريب نسخة “بي دي إف” للكتاب تم نشرها على المواقع الاجتماعية، خصوصا موقع الفايسبوك، هذا فيما يقول أحد مسؤولي المبيعات بدار النشر “غراسي” إن الأمير “يريد، بأي ثمن، تحطيم أرقام المبيعات المتعلقة بالكتب السابقة التي تطرقت لملك المغرب.” ثم يضيف هذا المسؤول بنبرة جد ساخرة “سوف نعوض ما فاتنا بعد صدور مذكرات ميشيل بلاتيني خلال شهر ماي، حيث ستكون هذه المذكرات مفعمة بالرياضية و أكثر روحا رياضية.”
وحسب بعض المصادر في عالم النشر بالعاصمة الفرنسية باريس، فإن دار النشر “غراسي” تعتزم اللجوء إلى طلب الحصول على هامش بخصوص 10 بالمائة التي تمثل الأرباح المستقبلية للكتاب في رقم معاملات المبيعات بناء على ما يعتبره محامو دار النشر خرقا واضحا لمولاي هشام لبند تقاسم حقوق المؤلف. وفي هذا الإطار، يقول نفس المسؤول عن المبيعات “ردة فعلنا عادية لأننا نبيع الكتاب بثمن مرتفع، فيما قام هو بتوزيعه بالمجان كما لو أنه يوزع الحلويات على الأطفال.”
وقد اعتبرت دار النشر “غراسي”-التي استثمرت مبالغ كبيرة في الترويج للكتاب عبر توظيف فريق من الملحقين الصحفيين واقتناء الفضاءات الإشهارية في أماكن البيع- (اعتبرت) ما قام به المسؤولون عن التواصل لدى الأمير أمرا غير مقبول حين لجأوا إلى محاولة فتح الخط مع الصحافة الجزائرية والجمعيات المقربة من جبهة البوليساريو. وفي هذا الصدد، يقول أحد مسؤولو دار النشر “غراسي” بنبرة حزينة “لقد جعلناه يتكلم على أثير “أوروبا 1″ وحل ضيفا بقناة تلفزية، كما صدر مقال عن الكتاب على صفحات” لونوفيل أوبسيرفاتور”، كل هذا ويأتي الأمير ليتحدث لنا عن مشترين رسميين في الجزائر العاصمة.”
وحسب ما ذكره بعض الصحفيين المغاربة، فإن الأمير أصدر أوامره لكاتبه في شؤون التواصل الحسين المجدوبي بطلب الحصول على مقالات من بعض الصحف الجزائرية لمواجهة سيل النقد الذي توجهه له الصحافة المغربية، بجميع توجهاتها، وهي معلومة أكدتها “ألجيري أنترفاس” التي كشفت عن شراء مقالات بأثمنة أعلى من تلك التي يتم عرضها للحصول على مساحة إشهارية.
إضافة إلى ذلك، ولإلهاء الرأي العام عن جديد السياسة الجاثم على صدور الجزائريين بعد انتخاب بوتفليقة رئيسا لولاية رابعة، قدمت سفارة الجزائر بباريس طلبا مباشرا لدار النشر “غراسي” للحصول على عدد محترم من نسخ الكتاب لتوزيعه على منظمات غير حكومية فرنسية تشتغل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك على بعض الجمعيات الإسبانية القريبة من البوليساريو ولإرساله إلى لائحة من رجال السياسة بالبرلمان الأوروبي.
وفي الأخير، عبّأت الهيآت الأوروبية للبوليساريو جيشا من مروجي الدعاية عبر الشبكة العنكبوتية لنشر أكبر عدد ممكن من بعض الفقرات المختارة من الكتاب، خصوصا تلك التي تتحدث عن النظرة غير الواضحة للأمير بشأن مستقبل المغرب، في حين تمت ترجمة هذه الفقرات المختارة إلى الإسبانية والعربية والأمازيغية والإنجليزية ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بالمغرب، ورغم إعطاء وزارة الاتصال الضوء الأخضر لتوزيع هذا الكتاب، فإن المكتبات الكبرى لا تسجل رغبة كبيرة لدى القراء في اقتنائه، مما يجعل شركات كبرى مثل “فناك” تتخوف من وضعه على رأس لائحة كتبها المعروضة للبيع. وفي هذا الاتجاه، يقول صاحب مكتبة بالرباط” يخلق هذا الكتاب إحساسا بالنفور” أما أحد الوكلاء المهنيين في قطاع الكتاب بالدار البيضاء فيقول “بمجرد أن يقوم صحفيون معروفون بانتقادهم للنظام بالتشكيك في محتوى الكتاب، فهذا أمر جعل العديد ممن كانوا يرغبون في اقتناء الكتاب بالعدول عن فكرتهم، مفضلين أن يطّلعوا على مقتطفات منه على الأنترنت، بل منهم من قرر نسيان الأمر برمته.”