ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
في خطوة غريبة من جانبه، ألغى الفنان المصري تامر حسني الحوارات الصحافية التي برمجها مكتبه الإعلامي مع ممثلي الصحف والمجلات والمواقع المغربية عشية الجمعة الماضي قبل الحفل الذي أحياه مساء اليوم نفسه، ولم يبرر النجم المصري سبب إلغاء الحوارات التي كانت ستتم صباحا ليتم تأجيلها لفترة ما بعد الزوال وليتم إخبار الصحافيين بإلغائها لحظة وصولهم في الموعد المحدد إلى الفندق الذي أقام فيه. مدير أعمال تامر حسني علل سبب الغاء الحوارات بأن النجم المصري يعاني من التعب ويرغب في الراحة، وأضاف “إن كنتم تحبون تامر يجب أن تعذروه لأنه متعب جدا ولا يقوى على اجراء الحوارات الصحافية” وهو التعليل الذي أغضب الصحافيين المغاربة كونه لا يخلو من عدم احترام لوقتهم وطبيعة عملهم، ولم يكلف تامر نفسه عناء النزول من جناحه والاعتذار عن اجراء الحوارات للصحافيين مباشرة، بل ظل في غرفته ويتواصل عبر الهاتف مع مدير أعماله.
واتسم حفل تامر حسني بالبرود ولم يحج الجمهور إليه بكثافة إذ عاينت “الخبر” خلو مدرجات مركب محمد الخامس من الجمهور. وفي الوقت الذي وتر هذا الموقف مجموعة من الفنانين الكبار وأثر على مستواهم خلال الحفلات التي كان فيها الجمهور قليلا، فإن تامر حسني ظل ينط على الخشبة أمام جمهور جمعية محبيه وعائلة زوجته المغربية بسمة بوسيل التي اقتنت حافلة لنقلهم إلى المركب.
وتأكد بالملموس أن جمهور تامر الذي يحمل اللافتات والشعارات ويستقبله في المطار ليس جمهورا عفويا في حبه للمغني المصري بل يدفع لهم مدير أعماله، فخلال استقباله في المطار كان الجمهور نفسه على بينة بتفاصيل بروتوكول استقباله لدرجة أنهم كانوا يعلمون البوابة التي سيخرج منها وهي المعلومة التي كانت شرطة المطار تجهلها وكذا المكلفون بالتواصل مع الصحافة من شركة “بي ستوف” المغربية.
وفي الوقت الذي عامل به تامر حسني الصحافة المغربية بقلة تهذيب وازدراء، فإن الصحافة اللبنانية أجبرته على الاعتذار لها خلال شهر دجنبر 2013. فقبل يومين من الحفل الذي أحياه في بيروت الشهر نفسه وصل إلى الصحافة اللبنانيّة إيمايل باسم الفنان تامر حسني، يدعوهم إلى التوجّه إلى مطار بيروت لاستقباله.
الدعوة بحدّ ذاتها بدت غريبة، ما دفع بالصحافيين إلى الاستنكار عبر حساباتهم الخاصّة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تساءل البعض “هل يظننا تامر من جمهوره الخاص ليدعونا بهذه الطريقة المهينة؟”، علماً أنّ البيان لم يشر إلى فتح صالة الشرف في المطار، ما يعني أنّه على الصحافيين الانتظار في الشارع، في صقيع العاصفة التي ضربت لبنان، ليصفقوا للنجم الذي لن يقف بطبيعة الحال في الهواء الطلق ليجري مقابلات سريعة في ذلك الجو الرديء.
الزملاء اعتبروا أنّ توجيه تامر مثل هذه الدعوة، لا هدف له سوى الإيحاء بأنّ الصحافة اللبنانية استقبلته بحفاوة في المطار، وفق سيناريو معدّ سلفاً، حيث يتجمّع الجمهور والصحافيون، ويركض هؤلاء لملاقاة النجم ومحاورته، فيعتذر متعللاً بضيق الوقت أو عدم رغبته في التصريح، ويخرج الصحافيون بصور للفنان محاطا بمعجبيه.
في العادة، تتمّ دعوة الصحافيين إلى صالة الشرف لاستقبال كبار النجوم الذي يقومون بعقد مؤتمرات صحفية، مثل الفنّانة الراحلة وردة في رحلتها الأخيرة إلى بيروت، حيث حظيت باستقبال حاشد رغم وصولها بعد منتصف الليل، والفنان جورج وسوف، الذي عقدت له شركة “روتانا” في صالة الشرف في المطار مؤتمراً، بعد خروجه من سجنه في السويد بتهمة حيازة المخدرات.
أما في حالة تامر، فلم يكن ثمّة مبرّراً لدعوة الصحافيين لملاقاته في المطار، دون أن يكون قد أعد لمؤتمر صحفي في صالة الشرف، ما يؤكد أنّه لم يكن مطلوباً من الصحافة سوى أن تكون مكمّلة لمشهد الاستقبال الذي ينتظره في المطار.
ولأنّ ردود الفعل لم تكن كما يشتهي النجم، فقد سارع إلى إصدار بيان عبر صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك”، جاء فيه حرفياً “صباح اليوم علمت أنّ هناك إيميل بإسمي يكتب للجمهور في لبنان على أنه أنا. هذا ليس إيميلي الشخصي ولا يمُتّ إلي بأي صلة، كما أني لا أملك مكتب لإدارة أعمالي في لبنان”.
يذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي يتعامل فيها تامر مع الصحافة اللبنانيّة والمغربية بهذه الطريقة المهينة، إذ سبق أن قام قبل سنوات بالتعدّي بالضرب وبتكسير الكاميرا على مصوّر صحفي، وتم التحقيق معه ليخرج من القضية وكأنّ شيئاً لم يكن.