مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمقررة في 17 أبريل المقبل، يواصل المرشحون الستة تنظيم مهرجانات انتخابية طغى عليها خطاب الوعود والكلام “المعسل” في حين لا يزال الشعب يواجه مشاكل اجتماعية واقتصادية خانقة.
دخلت الحملة الانتخابية في الجزائر أمس يومها السادس مع تنظيم العديد من المهرجانات والتجمعات الشعبية من طرف المرشحين الستة الذين سيخوضون غمار الانتخابات الرئاسية في 17 أبريل المقبل. من جهتها، صعدت حركة “بركات” التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات من لهجتها، حيث نظمت وقفة احتجاجية جديدة في العاصمة الجزائر.
وفي مدينة برج بوعرريج (شرق الجزائر) تعهدت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، وهي المرأة الوحيدة التي تشارك في الانتخابات، بملاحقة قضائية لكل الذين شاركوا في تدمير الاقتصاد الوطني الجزائري وفي سرقة أموال الدولة، واصفة شكيب خليل، وزير الطاقة السابق، والمقرب من عبد العزيز بوتفليقة، ب”الخائن الأكبر.
وقالت حنون أمام جمع غفير:” في حال انتخبت رئيسة للجزائر، سأقوم بكل الخطوات الإدارية والقضائية اللازمة من أجل محاكمة شكيب خليل بتهمة الفساد وتدمير مؤسسات الدولة”.كما انتقدت ما سمته “بالمافيا” التي تغلغلت في عالم السياسية وداخل مؤسسات الدولة بواسطة الأموال القذرة”، مؤكدة أنه ” سيأتي يوم يحاسب فيه كل شخص سرق أموال الجزائريين””.
يوم أسود لعبد المالك سلال في الجنوب الجزائري
لويزة حنون، التي تترشح للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، تعهدت أيضا في حال انتخابها رئيسة للبلاد، بإرجاع أموال الجزائر (حوالي 200 مليار دولار) التي تنام في بنوك الخارج، فيما انتقدت بشكل غير مباشر حصيلة عبد العزيز بوتفليقة قائلة: “ينبغي القيام بإصلاحات عميقة وفي قطاعات عدة، أبرزها قطاع التربية والتعليم وقطاع الصحة حيث تحولت المستشفيات إلى مقابر.
وفي معسكر بوتفليقة، عاش عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس الذي اختار الترشح لعهدة رابعة رغم المرض الذي يعاني منه، يوما أسودا في مدينة ورقلة (الجنوب الجزائري) حيث تعرض إلى الرشق بالحجارة من طرف شبان عاطلين عن العمل ورافعين شعارات مناهضة له مثل ” يا سلال يا كذاب، أين هو تشغيل الشباب” أو لا. لا لعهدة رابعة”.”
لكن عبد المالك سلال الذي شغل منصب الوزير الأول اتهم البيروقراطية بكونها وراء مشاكل البطالة التي يعاني منها الشباب، وهي الحجة التي لم يصدقوها. ولو لا تدخل عناصر الأمن الذين ساعدوه للخروج من القاعة التي نظم فيها المهرجان الانتخابي، لكانت ارتفعت حدة المواجهة بينه وبين العاطلين عن العمل.
” لا لديمقراطية الشارع” أحمد أويحيى
في مدينة معسكر (غرب الجزائر) وضع أحمد أويحيى حركة “بركات” ( كفى) التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات نصب عينيه وانتقد بشدة هذه الحركة الجديدة التي تمثل المجتمع المدني الجزائري والمثقفين. وقال أويحيى الذي شغل هو أيضا لأكثر من عشر سنوات منصب رئيس الحكومة الجزائرية:” لا لديمقراطية الشارع. لا لديمقراطية الفوضى ولا لديمقراطية بركات . بركات يا بركات ” وأضاف: نحن نقول لا لبركات ونعم لبوتفليقة.
وفي خطاب استغرق حوالي نصف ساعة، مدح أويحيى عهدات بوتفليقة الثلاث وحيا إنجازاته الكبيرة، وفي طليعتها إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. وواصل :”سياسة بوتفليقة الحكيمة حمت الجزائر من ” الربيع العربي” ومن كل الأضرار ألتي أصابت الدول المجاورة، منهيا خطابه: “مقاطعة الانتخابات حل سيء يمكنه أن يقود إلى الفوضى”.
بن فليس يريد توحيد الجزائريين
أما علي بن فليس، المرشح المستقل والذي يعتبر من أبرز المنافسين لبوتفليقة، فلقد اختار مدينة تلمسان، مسقط رأس بوتفليقة لتنشيط مهرجانا انتخابيا أمس الجمعة. وقال أمام عدد كبير من المشاركين:” لقد جئت إلى تلمسان لأوحد الجزائريين وليس لكي أفرقهم”.
وانتقد بن فليس النظام الجزائري “المفلس” الذي يستخدم القوة والضرب ضد المدرسين والأطباء وكل عناصر المجتمع الحية الفاعلة للبلاد”، مؤكدا أنه ترشح من أجل إيجاد حلول للجزائر، ووعد في حال فوزه بالانتخابات بأنه سيعين حكومة وحدة وطنية وسيقوم بإصلاح القضاء ليجعله قضاء مستقلا، إضافة إلى فرض نظام ديمقراطي حقيقي من أجل إخراج الجزائر من الأزمة التي تمر بها منذ عدة سنوات.