بالأرقام: الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024
أقر عز الدين المنتصر بالله، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بوجود اختلالات شابت خدمات الجيل الثالث، خاصة في الآونة الأخيرة، بعد تحولها من خدمة لتبادل وتحميل البيانات البسيطة إلى خدمة لتحميل مقاطع الفيديو.
ولم يفوت المنتصر الفرصة دون إلقاء اللوم على شركات الاتصالات التي دخلت في منافسة غير عقلانية في بداية إطلاق خدمات الجيل الثالث، حيث دفعتها حدة المنافسة إلى تسويق خدمات لم تكن في المتناول آنذاك، واضطرت معها الوكالة لمراسلة بعض الشركات لتوقيف عرض ترويجي لخدمات الجيل الثالث.
ويستفاد من توضحيات الرجل الأول في الوكالة، أن خدمات الجيل الثالث لم تستطع لوحدها تلبية طلب الزبناء، وذلك لانتقال استخدام الخدمة من تبادل البيانات البسيطة إلى التحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو.
إلى ذلك، أعلن المدير العام للوكالة عن إطلاق طلبات العروض الخاصة بخدمات الجيل الرابع، في مقابل ذلك يرى مختصون أن خدمات الجيل الثالث ما تزال تحتاج لاستثمار أكبر من أجل إنجاحها، لأن خدماتها لم تتعدى تقنية CDMA2000 وفي أحسن الأحوال يتم استخدام تقنية UMTS أو HSPA، دون الوصول إلى 3G+ أو 3G++ باعتبارها تطورا طبيعيا لخدمة الجيل الثالث.
ومن أهم الاختلالات التي شهدتها عملية تسويق خدمات الجيل الثالث، هي عدم توضيح التقنية التي تشتغل بها خدمة الجيل الثالث، مع تفصيل شامل لسرعة الإنترنت وكيفية احتساب الصبيب.
غياب توضيح شامل للعروض، دفع بالوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى فرضها كشرط في دفاتر التحملات الخاصة بالجيل الرابع، حيث وضعت الوكالة شرطا أساسيا يمهم ضرورة توضيح مفصل لنوعية الخدمة وطبيعة العرض تفاديا للاختلالات التي شهدتها عملية تسويق خدمات الجيل الثالث.
وتراهن الوكالة على رفع جودة خدمات الإنترنت عبر تقنية الجيل الرابع، وذلك من خلال توفير بنيات تحتية ملائمة لاعتماد التقنية في أحسن الظروف.
تقاسم البنيات التحتية لإنجاح تقنية الجيل الرابع
مباشرة بعد موافقة رئاسة الحكومة على إطلاق ورش الجيل الرابع، طفت على السطح مشاكل تقاسم البنيات التحية الخاصة بتقنية الجيل الرابع، ففي وقت حسمت فيه الوكالة في اقتسام البنيات التحتية المتعلقة بخدمات الهاتف، تستعد لإلزام المتعهدين، باقتسام البنيات التحتية التي تخصهم مع المتعهدين المتنافسين، حيث يتعين على جميع المتعهدين الإعلان عن عرض اقتسام بنياتهم التحتية مع المتعهدين المتنافسين.
وستحدد نصوص تنظيمية البنود التعاقدية الدنيا المتعلقة بخدمات الاقتسام كشروط الولوج والأسعار والآجال، قصد تخفيض حالات النزاعات التي يمكن أن تنشأ عن هذه الرافعة.
وتحدد النصوص التنظيمية شروط المصادقة على عروض اقتسام البنيات التحتية من لدن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات والإمكانية المتاحة لهذه الأخيرة، قصد طلب إدخال تعديلات أو إضافة خدمات جديدة على العرض الأولي أو على عقد اقتسام البنية التحتية.
وتراهن الوكالة من خلال هذا الإجراء على ضمان تأمين استمرارية أحسن للخدمة لفائدة المستعملين، بتكاليف أقل بالنسبة للمتعهدين، يمكن أن تنتج عنها تخفيضات مهمة لتعريفات خدمات بالتفصيل، وذلك من أجل إنجاح خدمات الجيل الرابع وتوفيرها بمجودة تلقى احتراما لدى الزبناء.
وتدعو الوكالة شركات الاتصالات إلى الحفاظ على حجم استثماراتها في مجال البنيات التحتية لمسايرة التقدم الهائل في خدمات الاتصالات.
تزايد مستمر لاعتماد خدمات 3G وتفاؤل بـ 4G
انتقل عدد مشتركي الإنترنت من إلى رقم 6 ملايين مشترك عند نهاية العام 2013، وساهمت تقنية الجيل الثالث في رفع عدد المشتركين إلى رقم 6 ملايين تستحوذ فيها خدمة الجيل الثالث على 58 في المائة بمعدل 4.4 مليون مشترك عند نهاية دجنبر 2013.
وتمكنت خدمات الجيل الثالث، على الرغم من الاختلالات التي تعرفها، من فرض نفسها كتقنية أساسية لولوج الإنترنت، لكن اعتمادها بهذا الشكل لم تواكبه استثمارات تمكن من الحفاظ على جودة الخدمات في حدودها الدنيا.
وانعكس انتشار خدمات الجيل الثالث على مستوى الأسعار، حيث تراجعت أسعار خدمات هذه التقنية بنسبة تجاوزت 80 في المائة، وذلك نتيجة المنافسة التي ارتفعت حدتها بين المتعهدين الثلاث
أظهرت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في تقرير يتعلق بجودة خدمات تكنولوجيا الجيل الثالث 3G عبر الهواتف الذكية، أن نسبة نفاذ الإنترنت تسجل نسبا جيدة.
وكشفت الوكالة أن تكنولوجيا الجيل الثالث المرتبطة بالحواسيب عبر “موديمات”، أحسن جودة من المرتبطة عبر الهواتف الذكية.
وتفيد أرقام الوكالة، أن نسبة الإجمالية لعمليات الربط الناجحة بشبكات الإنترنت المتنقل عبر الهواتف الذكية، تتراوح بين في مابين 96 في المائة و100 في المائة، أي أن عملية الربط بالشبكة تقل عن دقيقة.
المغرب أول بلد إفريقي يطلق خدمات الجيل الرابع
بإعلان إطلاق طلبات العروض الخاصة بالجيل الرابع، يمثل المغرب أول بلد إفريقي يعتمد هذه التقنية.
ويراهن المغرب على الريادة إفريقيا في هذا المجال، حيث دخل في منافسة شرسة مع جنوب إفريقيا، التي أطلقت استثمارات ضخمة لاعتماد التقنية.
وفي وقت يستعد فيه المغرب لاعتماد تقنية الجيل الرابع، لم تطلق السلطات الجزائرية خدمات الجيل الثالث إلا أخيرا، وظلت تلك الخدمات تغطي مدنا محددة فقط.
واعتبر مختصون جزائريون، أن إعلان الرباط عن إطلاق خدمات الجيل الرابع، تمثل رسالة مشفرة للجزائر، تؤكد تفوق المغرب تكنولوجيا على الجار الشرقي، رغم إعلان السلطات الجزائرية عن استثمارات كبيرة في البنيات التحتية لاعتماد تقية الجيل الرابع مستقبلا.