خلف النجومية التي بلغها المدافع المغربي ، مهدي بنعطية و التوهج الذي طفى به على سطح الشهرة و قاده إلى التموقع ضمن أبرز المدافعين في الساحة الأوربية ، تنتصب معاناة نجم أيس روما من مختلف أساليب الظلم و التهميش في بدايات مسيرته الكروية التي اعترضتها مطبات و حواجز شاهقة دفعت صمام الأمان المغربي إلى مضاعفة الجهود و الثأر لماضيه الكروي الحالك .
هذا ما يُمكن استخلاصه من التقرير الذي أفرده موقع ” إيس بي إن ” للدولي المغربي و الذي نُشر تحت عنوان ‘ كيف أهدرت فرنسا أفضل موهبة في جيل 1987 ‘ ، حيث انطوى التقرير على معظم التفاصيل و الحيثيات التي طبعت المشوار الكروي لنجم أودينيزي السابق ، من الإصطدام بجدار النكسات و التعثرات إلى السير على درب الإنجازات ، علاوة على سذاجة بعض مكونات نادي أولمبيك مارسيليا في استثمار ملكات اللاعب المغربي عبر تهميشه و عدم الإيمان بمؤهلاته و إمكانياته .
التقرير الذي صاغه الصحفي ، ميكاييل يوخين أفصح عن مجموعة من الأسرار التي تضمنتها المسيرة الكروية للدولي المغربي ، و التي يظل أهمها نجاحه في اجتياز الإختبارات البدنية و التقنية بنادي تشيلسي ، و إقناعه بذلك للمدرب البرتغالي ، جوزيه مورينهو خلال بدايات هذا الأخيرة مع البلوز ، قبل أن يُقرر بنعطية مقاومة ثقل النادي اللندني في الساحة الكروية و البقاء في أولمبيك مارسيليا بغية ضمان مكانة أساسية تُخول له أوقات لعب أكثر بشكل مُنتظم و مستمرة .
الفترة الممتدة ما بين 2003 التي دلف فيها المغربي إلى عالم الإحتراف و سنة 2008 و التي سبقت التحاقه بنادي كليرمون فوت ، فترة كانت حافلة و حُبلى بالتعثرات التي انبثقت معظمها من التهميش الذي لقيه بنعطية من العديد من الأطر الفرنسية ، من قبيل الإطار خوسيه أنيغو و المدرب ، كريستيان غوركيف ، قبل أن ينجح بنعطية في نفض الغبار عن كل ما شاب مسيرته و تقديم أوراق اعتماده مع المنتخب المغربي و نادي كليرمون فوت المُمارس بدوري الدرجة الثانية الفرنسي ، و من تم التوقيع في كشوفات نادي أودينيزي الإيطالي سنة 2010 .
سرد المراحل التي مر منها الدولي المغربي ، كان يُراد منها من طرف الصحفي المذكور إبراز الفرص الثمينة التي تُهدرها الكرة الفرنسية بعدم إيمانها باللاعبين المغمورين و تجاهلها للمواهب المُمارسة بدوريات الدرجة الثانية و الثالثة التي تملك في غالب الأحيان الحافز للظهور و التوهج ، على غرار صخرة الدفاع المغربي ، مهدي بنعطية .